ولد الإمام والفقيه المصري الليث بن سعد رجل العلم الوافر ورجل الكرم والجود في شهر شعبان عام 94 من الهجرة النبوية في قرية قلقشندة من قري مركز طوخ بمحافظة القليوبية بجمهورية مصر العربية . وقد حفظ الإمام اليث بن سعد القرآن الكريم وهو صغير وتلقي العلوم الدينية من قرآن وسنة وفقه وحديث وسيرة وتاريخ في سن مبكرة وحينما خرج الإمام الليث من بلده مصر عام 113 هجريا ليؤدي فريضة الحج قد التقي بإمام من أئمة القراءات القرآنية في المدينةالمنورة وهو الإمام نافع رحمه الله رواي القراءة القرآنية التي هي واحدة من القراءات السبع المتواتر التقي بالإمام نافع ليعرض عليه القرآن ويتلقي منه قراءة نافع وقد اتقن القراءة وقام بتعليم الناس لاداءها . والإمام اليث بن سعد كان عالم كبير من علماء الإسلام في زمنه وكان علم بتاريخ المصاحف القديمة وقراءتها وفي ذلك يقول الدكتور الكبير عبد الله خورشيد البري في كتابه (( القرآن وعلومه في مصر )) أن الإمام الليث بن سعد كان علي علم بالمصاحف القديمة وقراءتها وهو قارئا عن إمام من أئمة القراءات السبع وغيرها . وفي ذلك يقول الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه (( الرحمة الغيثية في الترجمة الليثية )) أنه في عام 113 من الهجرة قد التقي في مكة بالإمام محمد بن شهاتب الزهري وسمع منه الحديث الشريف . والإمام الليث بن سعد أخذ العلم عن أكثر من 50 عالما من التابعين الثقات وفي ذلك يقول الإمام يحي بن بكير (( مارأيت فيمن رأيت مثل الليث ومارأيت أكمل منه ، كان فقيه البلد ، عربي اللسان ، يحسن القرآن والنحو والحديث والشعر والمذاكرة في كل أبواب العلم إلي عد له أكثر من 15 خصلة مارأيت مثلها . يقول الإمام الشافعي عن الليث بن سعد (( الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به )) , ويقول الإمام عبد الله بن وهب تليميذه (( والله الذي لاإله إلا هو ما رأينا أحد قط أفقه من الليث )) . ويقول الإمام الليث عن نفسه وعلمه (( لو كتبت مافي صدري من علم ماوسعه هذا المركب )) فالإمام الليث ايها الأخوة الكرام هو محدث وفقيه ومؤرخ وقارئ للقرآن يعتمد منهج الرواية في سرد الأخبار التاريخية كما يعتمد هذا المنهج في علومه الشرعية لأنه تعود النقل والتعلم عن الثقات من أهل العلم فصار هذا منهجه لقد ذكر الاستاذ الكبير ابن النديم رحمه الله تعالي أن الإمام الليث كان رجل من كبار العلماء في العلم وكان رجل الجود والكرم والإخلاص في الدين ومع الناس . توفي الإمام الليث بن سعد يوم الجمعة 15 شعبان سنة 175 هجريا ولقي الله بأمانته وضبطه للعلم واجتهاده في طلبه دون رياء أو سمعة رحمه الله وللحديث بقية إن شاء الله تعالي .