◄ مؤتمر دولى بالأزهر بحضور قيادات إسلامية ومسيحية للدفاع عن القدس ◄ دار الإفتاء: القرار يؤجج الصراعات والحروب الدينية وينشر الإرهاب ◄ د. الشحات الجندى: الإجراء الأمريكى عنصرية جديدة وتحديا للأديان
جاء قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف ليؤجج مشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين على السواء في ربوع العالم، ويصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة في عدد من دول المنطقة. وانتفضت المؤسسات الدينية دفاعا عن المسجد الأقصى فور صدور القرار ، فها هو شيخ الأزهر يحذر من أن أبواب جهنم ستفتح على الغرب قبل الشرق حال إقدام الولاياتالمتحدة على نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ويهدد السلام العالمي ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم. وقرر الأزهر عقد مؤتمر دولى بمشاركة قيادات الدين الإسلامي والمسيحي من مصر والعالم للدفاع عن المقدسات وعروبة القدس. بينما أكدت وزارة الأوقاف المصرية أن الاعتداء على مقدساتنا وأرضنا يغذى الإرهاب ويربك العالم كله، وأن الاعتداء على المقدسات سينعكس على العالم كله ويصب فى إشعال المزيد من الفتن والقلاقل. ونحن بدورنا نتساءل: ما دور الحكومات والمؤسسات الدينية فى العالم فى الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تسهم تلك الخطوة الأمريكية المرتقبة فى إشعال نار الفتن وتغذية الإرهاب المسلح الذى يحصد أرواح الأبرياء فى العالم؟! بيئة لنشر التطرف ودعا الأزهر هيئة كبار العلماء ومجلس حكماء المسلمين لجلسة طارئة لبحث تبعات الأمر، وبدأ الأزهر الإعداد لعقد مؤتمر عالمى عاجل حول القدس بمشاركة كبار العلماء فى العالم الإسلامى ورجال الدين المسيحى والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذى يمس حقهم الثابت فى أرضهم ومقدساتهم. وحث العرب جميعا على الوقوف صفا واحدا ضد كل الدعوات والمحاولات التى من شأنها تغيير هوية القدس العربية أو سلب حق أصيل من حقوق العرب. وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن هذه الخطوة ستكون ذريعة للجماعات المتشددة والتنظيمات المتطرفة فى تكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التى تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم. وقال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى ومدير المركز، أن قرار الرئيس الأمريكى، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يؤجج الصراعات والحروب الدينية فى المنطقة ويدخل المنطقة فى مزيد من الفوضى والنزاعات ويعطى غطاء للجماعات المتشددة لتنفيذ المزيد من عمليات العنف والقتل، كما يمثل القرار خطوة خطيرة تدفع إلى المزيد من التوترات والصراعات وعدم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وتصنع مناخًا للعنف مؤيدًا ومشجعًا للتنظيمات المتطرفة التى تلعب على عواطف المسلمين، فتتخذ من مثل هذه القرارات العشوائية مبررًا لعملياتها العسكرية بحجة الدفاع عن مقدسات المسلمين والعرب، كما يساعد التنظيمات الإرهابية على ترويج أيديولوجيتها المتطرفة، مما يؤدى بدوره لتجنيد مزيد من المتطرفين والإرهابيين مما يعنى موجة عنف لا يمكن توقعها. وأوضح الدكتور نجم أن التنظيمات الإرهابية ستنتهز هذه الفرصة لتصوِّر القرار على أنه إعلان حرب على الإسلام والمسلمين، مما يفجر حالة من الغليان لدى الشعوب الإسلامية والعربية، وتأليبها على أنظمتها والمصالح الغربية فى الشرق الأوسط، وهذه السياسات تؤجج لهيب الصراع المشتعل فى منطقة الشرق الأوسط التى تعانى من التنافس المحتدم بين التنظيمات الإرهابية الناشطة فيها والتى تسعى إلى الاستفادة من أى أحداث لتكون فى صدارة ما تزعم أنه “حركة الجهاد العالمية”. وطالب بتوحيد الجهود العربية والإسلامية ضد أى تغيير سلبى فى السياسة الأمريكية، إضافة إلى التعاون مع حركات التضامن ومنظمات المجتمع المدنى فى العالم لضمان ممارسة الضغوط على حكوماتها لإثناء الإدارة الأمريكية الجديدة عن توجهاتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي. عنصرية جديدة ومن جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك أزمة جديدة تواجه المجتمعات العربية والإسلامية والمسئولين بشأن المسجد الاقصى بالقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، فتلك المدينة المقدسة هى مدينة الأديان وكان المفترض أن تكون بعيدة عن الاحتلال والاستيلاء عليها بالوسائل المسلحة، وإن نقل السفارة الأمريكية للقدس بمثابة وعد بلفور جديد لخطورة ما يترتب عليه من آثار مدمرة. والقرار الأمريكى يمثل عنصرية جديدة وتحديا للأديان والمواثيق الدولية وللإنسانية كلها واستدعاء للهيمنة الأمريكية فهو استعمار على معتقد الناس وتكريس للصهيونية العالمية على القدس. الوحدة الإسلامية وحول واجب المسلمين فى الدفاع عن الأقصى يقول الدكتور سعيد عامر، أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية ولجنة الفتوى بالأزهر، إنه يجب على العالم العربى والإسلامى الوقوف صفا واحدا تجاه هذه القرارات غير المدروسة حتى لا يتأجج الصراع فى منطقة الشرق الأوسط كلها، والإدارة الأمريكية تعلم أن أصحاب الأرض هم الشعب الفلسطيني، وتعلم أن القدس عاصمة فلسطين، وإذا صدر منها قرار عشوائى دون معرفة عواقبه، فهذا سيعود على أمريكا بأنها دولة تصنع الإرهاب فى المنطقة لا ترعى السلام، وتجعل الشعوب تشعر بعنصريتها الطاغية، ويغذى الكراهية لكل من ينتمى للعرب أو المسلمين، وهو أمر له خطورة ليس على مستوى الولاياتالمتحدةالأمريكية فقط، بل على مستوى العالم كله. وفى سياق متصل أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن المساس بعروبة القدس وتغيير هويتها لعب بالنار يزيد الوضع التهابا فى المنطقة من خلال وضع القدس العربية فى حوزة الحركة الصهيونية الاستعمارية، وهو أمر ينذر باشتعال المنطقة ويؤدى إلى صناعة الإرهاب المسلح واستنزاف موارد العرب، ويجب الحفاظ على عروبة القدس دون أنصاف حلول والحفاظ على هوية القدس من الماضى إلى الحاضر إلى المستقبل، فكل العرب سواء مسلمين أو مسيحيين لن يسمحوا بالمساس بالقدس. مطالب عاجلة من جانبه يقول الدكتور حمزة ذيب، عميد كليتى الدعوة والقرآن بالقدس السابق، إن القرار الأمريكى يمثل اعتداء صارخا على حقوقنا المشروعة فى فلسطين، وعدواناً علينا، بل على كل المسلمين فى أنحاء العالم، ولا يقره القانون الدولي، ولا توافقه قرارات الأممالمتحدة، ولا يرتضيه شرع أو دين، فالشعب الفلسطينى هو صاحب الحق فى هذه الأرض وهى ملك له، فإذا تم نقل السفارة الأمريكية، يكون ضربا بكل قرارات الأممالمتحدة عرض الحائط، وهذا لا تصنعه دولة تريد أن تحقق العدالة، أو تريد العيش فى سلام. وطالب الدكتور حمزة ديب، جامعة الدول العربية بأن تتحرك بشكل سريع وفى الاتجاهات كافة بحيث ترسل رسالة فورية إلى الإدارة الأمريكية ترفض فيها هذا القرار وتشجبه وتستنكره وتبين مخاطره وآثاره الخطيرة على المنطقة بوجه عام ومسيرة السلام بوجه خاص، كما يتوجب أن تطلب اجتماعا فوريا لوزراء الخارجية للدول العربية تمهيدا وتوطئة لاجتماع قمة عربية سريعة، كما يلزم منظمة التعاون الإسلامى أن تتحرك أيضا بصورة سريعة بإرسال رسالة للإدارة الأمريكية رافضة هذا القرار وشاجبة له، وأن تتحرك أيضا بصورة سريعة باتجاه عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية ويكون ذلك أيضا مقدمة لعقد مؤتمر قمة إسلامية. وطالب العرب والمسلمين جميعا بأن يقفوا فى وجه هذا القرار لأنه سيشعل المنطقة ويجعلها منطقة دمار لا سلام، لأن إسرائيل تريد فصل شمال الضفة عن جنوبها، والتحكم فى حركة الفلسطينيين بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وقطع التواصل الجغرافى بين أنحاء الضفة الغربية وتقسيمها إلى بقع متناثرة والحيلولة بالتالى دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وتشويه النمط العمرانى الرائع للقدس العتيقة والقرى الفلسطينية المحيطة.