عقد الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له، سلسة لقاءات أمس على هامش زيارتهم للولايات المتحدةالأمريكية، حيث التقى رئيس مجلس النواب وبعض أعضاء الوفد المرافق بأورين هاتش الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ الأمريكي. وتطرقت المباحثات بين الجانبين إلى التطورات الأخيرة فى العلاقات بين البلدين، حيث أكد عبدالعال أن مصر قدمت وتقدم الكثير لتحقيق المصالح المشتركة فى المنطقة، وفى مقدمتها مكافحة الفكر المتطرف، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، و التدخل الفعال فى ملفات المصالحة الفلسطينية وعملية السلام، وهى الجهود التى تتطلع مصر لأن تلقى اهتماما قويا من جانب مختلف دوائر صنع القرار فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن قرار تخفيض المساعدات الأمريكية إلى مصر يتناقض مع متطلبات العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ويعطى انطباعاً بعدم استقرار العلاقات بين البلدين. من جانبه، أشار الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ الأمريكى إلى أنه قد تكون هناك بعض الاختلافات فى وجهات النظر، ولكن نستطيع حلها من خلال الحوار، مؤكدًا أنه يتطلع إلى علاقات قوية بين البلدين، ومشددا على أن استقرار مصر يعنى تحقيق الأمن والسلام فى الشرق الأوسط، كما أعرب عن تطلعه لأن تكون هذه الزيارة بداية جيدة للعلاقات بين البلدين. كما التقى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية بواشنطن، التى أقامت إفطار عمل للوفد البرلمانى المصري. وأشار كوش شوكسى مساعد المدير التنفيذى للغرفة إلى أن مصر شريك تجارى مهم للولايات المتحدة، مشيدا بالجهود الجادة التى تقوم بها مصر فى مجال الإصلاح الاقتصادي، لكى تكون البيئة الاقتصادية فى مصر أكثر استقراراً وجاذبة للاستثمارات الأجنبية. فى حين أكد المستشار الأول لغرفة التجارة الأمريكية على أهمية الزيارات التى تقوم بها وفود برلمانية مصرية، مشددا على ضرورة تكرار هذه الزيارات، للتعرف على القوانين التى تنظم العملية الاقتصادية فى مصر، وخاصة ما يتعلق منها بقوانين الاستثمار، وقد شارك فى هذا اللقاء ممثلوا عدد من الشركات العالمية التى لها فروع عاملة بجمهورية مصر العربية. تاريخ طويل ومن جانبه، أكد الدكتور عبدالعال أن العلاقات المصرية الأمريكية لها تاريخ طويل، مؤكدا أنه لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، واستعرض فى هذا السياق أهم التشريعات التى أصدرها مجلس النواب فى إطار خطة الإصلاح الاقتصادي، مثل قانون الاستثمار وقانون القيمة المضافة، وبعض الإجراءت الأخري، مثل تحرير سعر الصرف وتحرير أسعار الطاقة، وهى كلها أمور كانت محل إشادة من جانب المؤسسات الاقتصادية العالمية، وفى مقدمتها البنك الدولى وصندوق النقد الدولي. كما أكد عبدالعال على تحقق الاستقرار السياسى والأمنى فى مصر، وحاجة البلاد إلى المزيد من الشركات الأجنبية، وخاصة الأمريكية للاستثمار فى مصر. كذلك، تطرقت المباحثات إلى أهمية تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، كما شملت أهمية تنشيط السياحة الأمريكية إلى مصر، فى ضوء ما تتمتع به الأخيرة بنحو 1400 نقطة سياحية جاذبة للسياح الأمريكيين. كما أكد الوفد البرلمانى المصرى فى هذا الإطار على الإجراءات الأمنية العالمية الأخيرة التى تم تنفيذها فى المطارات المصرية، حتى أصبحت من أكفأ المطارات فى العالم من الناحية الأمنية. وفى سياق متصل التقى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب وبعض أعضاء الوفد المرافق له بالسيناتور تيد كروز عضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي. وأعرب عبدالعال عن شكره لجهود السيناتور تيد كروز فى مكافحة الارهاب عبر تقديمه لمشروع قانون يصنف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون العسكرى والأمنى بين مصر والولاياتالمتحدة لصالح الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، ومشددا على عدم ربط المساعدات العسكرية بالمشروطية السياسية حيث إن ذلك من شأنه التأثير بشكل سلبى على جهود مصر الفعالة لمكافحة الإرهاب فضلا عن الإضرار بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين. من جانبه، أكد السيناتور تيد كروز على ترحيبه بالوفد البرلمانى المصرى مؤكدا أن العلاقات المصرية الأمريكية هى علاقات إستراتيجية طويلة الأمد، مشددا على أن التعاون العسكرى والأمنى الوثيق بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية هو أولوية أمريكية فى ضوء ما تبذله مصر من جهود فعالة فى مكافحة الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى أشار الدكتور على عبدالعال إلى أن المجتمع الدولى يؤيد البرنامج الاقتصادى لمصر، والدليل على ذلك رفعت وكالات الائتمان الرئيسية توقعاتها تجاه مصر، ويمول صندوق النقد الدولى برنامج قروض مدته ثلاث سنوات، و تخطى الاكتتاب فى سندات اليوروبوند الأخيرة ثلاثة أضعاف، و جدد المستثمرون الأجانب اهتمامهم بمصر. إصلاحات وحوارات وتعتبر الحماية الاجتماعية حجر الزاوية فى جهود الإصلاح التى تبذلها الحكومة. ويجرى اتخاذ خطوات لحماية الفئات السكانية الأكثر ضعفاً من خلال تقديم إعانات غذائية (بما فى ذلك برنامج الوجبات المدرسية)، فضلاً عن توفير الأدوية للأطفال ولبن الأطفال، والتأمين الصحى لمقدمات الرعاية الأولية، والتدريب المهنى للشباب. وتجرى الحكومة، تحت إشراف الرئيس السيسي، سلسلة من الحوارات مع الشباب للاستماع إلى آرائهم وتمكين هذه الفئة الهامة من السكان من المشاركة الكاملة فى الاقتصاد وغيره من جوانب الحياة المصرية. كما التقى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب وبعض أعضاء الوفد المرافق له بأيد رويس رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي. وتطرقت المباحثات بين الجانبين إلى التطورات الأخيرة فى العلاقات بين البلدين، حيث أشار عبدالعال إلى تعدد الزيارات المتبادلة فى الفترة الأخيرة، وذلك عقب تولى الرئيس ترامب للحكم فى الولاياتالمتحدة، وعلى رأسها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الولاياتالمتحدة والمحادثات الإيجابية التى جمعت رئيسا البلدين مؤخراً، هذا بالإضافة إلى زيارة العديد من الوفود الأمريكية التابعة للكونجرس الأمريكي، وعلى رأسها زيارة السيد بول ريان رئيس مجلس النواب الأمريكى إلى القاهرة فى أبريل 2017، وهو ما يعكس أن العلاقات المصرية الامريكية شهدت تميزاً ملحوظاً على مستوى قيادة الدولتين خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن التحسن النسبى فى العديد من المجالات، رغم وجود تحركات غير مواتية من بعض الدوائر الأمريكة. وعلى صعيد آخر، علق ايد رويس فى معرض حديثة عن أربعة محاور وهم وضع الأقباط فى مصر، وقانون الجمعيات الأهلية، وكذلك حرب مصر عن الإرهاب وتحديدا دور إيران فى مساندة الإرهاب وتحديدا من خلال حماس ومحاولة قلب النظام الحاكم فى الأردن والبحرين، وكذلك التدخل فى القضية اليمنية، وأخيرا استفسر عن العلاقة المصرية مع شمال كوريا وتحديدا العسكرية. كما التقى عبد العال بهارولد هال روجرز رئيس لجنة اعتماد العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى ، حيث أكد أهمية العلاقات المصرية والأمريكية لكلا البلدين، واصفأ إياها بالاستراتيجية معرباً عن تقديره لدور الكونجرس الأمريكى فى تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة فى ملف المساعدات بشقيها الاقتصادى والعسكري، ومؤكدا ضرورة تفهم الجانب الأمريكى لأهمية استمرار المساعدات الأمريكية دون المساس بثوابته، مشيرا إلى ضرورة عدم ربط المساعدات الأمريكية بالمشروطية السياسية. من جانبه، رحب السيد هارولد هال روجرز بالوفد البرلمانى المصرى واصفا مصر بالشريك الذى لاغنى عنه للولايات المتحدةالأمريكية والحليف القوى فى محاربة الإرهاب، مشددا على أهمية استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.