د. فتحي مرعي إتصف ربنا تبارك وتعالي بالرحمة... بل إنه أوجبها علي نفسه سبحانه كتب ربكم علي نفسه الرحمة( الأنعام45) وفي سورة الأعراف ورحمتي وسعت كل شيء( الأعراف651).. ولذلك يعلمنا ربنا بم ندعوه وكيف ندعوه, حتي يكون دعاؤنا أقرب إلي الإستجابة, وفي ذلك يقول ذو الجلال وإتقوا الله ويعلمكم الله(البقرة282) فيعلمنا سبحانه أن نناديه وندعوه بأنه أرحم الراحمين أو خير الراحمين.. مثلما نادي أيوب عليه السلام ربه أن يكشف الضر عنه بعد أن لازمه المرض سنين عدة وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين, فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندما وذكري للعابدين( الأنبياء38 46)... ويعقوب إذ طلب منه بنوه أن يرسل معهم أخاهم بنيامين ليزدادوا كيل بعير, ووعدوه بأن يحافظوا عليه, فقال لهم هل أمنكم عليه إلا كما أمنتكم علي أخيه من قبل فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين يوسف).. ثم ماقاله يوسف لإخوته بعد أن تعرفوا عليه لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. إذهبوا بقميصي هذا فألقوه علي وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين( يوسف29 39).. وكذلك ما قاله رب العالمين لأهل النار وهم فيها ويريدون الخروج منها ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون. قال إخسئوا فيها ولاتكلمون. إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فإغفر لنا وإرحمنا وأنت خير الراحمين. فإتخذتموهم سخريا حتي أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون( المؤمنون701 111).... فالله يرحم من يسترحمه, ويغفر لمن يستغفره, ويتوب علي من يتوب من ذنوبه وإن عاد من تاب ثم رجع ثم تاب قبلناه, ومن تاب ثم رجع ثم تاب قبلناه, وأن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر( حديث قدسي) أي مالم تكن توبته وهو في سكرات الموت... فهو أرحم الراحمين, وهو خير الراحمين, وهو سبحانه ينبئنا بذلك في قوله تعالي فإعلموا أن الله غفور رحيم( المائدة43).. فإقصدوه في حوائجكم, وإستغفروه لذنوبكم إدعوا ربكم تضرعا وخفية( الأعراف55) وتضرعا أي تذللا تجهرون به, وخفية أي دون الجهر من القول. إنه أرحم الراحمين...