مثلما تحتاج إفريقيا للصين لمساعدتها في النهوض بالبنية الأساسية وقطاعات الزراعة والصناعة والتعدين واستكشاف البترول والتكنولوجيا لرفع مستوي معيشة شعوبها واستغلال ثرواتها المعطلة, لا تقل الصين احتياجا لإفريقيا التي تتكون من54 دولة تمتلك40% من الموارد المعدنية الرئيسية في العالم و10% من مياهه العذبة, و15% من الأراضي الزراعية وتشكل35% من مساحته. كما أن72% من أراضي إفريقيا صالحة للزراعة ولا يجري استغلالها بشكل جيد, ويمكن إنتاج300 ألف ميجاوات كهرباء من مصادرها الطبيعية لكن لا يتم استغلال سوي7% من هذه الإمكانات, وأصبحت إفريقيا هي الأرض البكر الوحيدة في العالم أمام الصين في مجال استكشاف واستخراج البترول الذي تحتاج إليه بشدة لتلبية احتياجات اقتصادها المتنامي بسرعة. فقد حصلت الصين علي24% من احتياجاتها البترولية من إفريقيا, خاصة من السودان وأنجولا في عام2011, وأصبحت أنجولا هي الشريك الإفريقي الأول للصين بعد أن ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما إلي19 مليار دولار وتعمل50 شركة حكومية صينية و400 شركة خاصة فيها حاليا تستأثر بتنفيذ70% من حجم الإسكان الحكومي, كما ارتفع حجم التبادل التجاري الصيني مع جنوب إفريقيا إلي16 مليار دولار, ومع السودان إلي6.39 مليار, ومع نيجيريا إلي6.37 مليار ومع مصر إلي4.7 مليار عام.2007 وكل هذا يوفر للاقتصاد الصيني فرصة الحصول علي ما يحتاجه من طاقة وأسواق واسعة لتصريف منتجاته الغزيرة ومشروعات زراعية وتعمير عديدة لتشغيل الشركات الصينية التي تجاوز عددها ألفي شركة.كما يؤدي هذا التعاون المثمر لمصلحة الطرفين إلي تعزيز العلاقات السياسية بين بكين والعواصم الإفريقية لمناصرة القضايا الصينية في المحافل الدولية من جانب الدول الإفريقية التي هي كتلة تصويتية لا يستهان بها, وفي المقابل حصول الدول الإفريقية علي دعم بكين لها في قضاياها العديدة في مواجهة الدول الاستعمارية السابقة التي لا تريد أن تمد يد المساعدة لها إلا بشروط صعبة القبول. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى