سمعت هذه الجملة من الرئيس في خطابه الأخير في مؤتمر الشباب في الإسكندرية، الكلمة شدت انتباهي واستوقفتني . مما دفعني لأكتب وأحاول أن أجيب عن السؤال الذي يدور في ذهن الرأي العام ما الذي دفع الرئيس لطرح هذا المصطلح؟ الرئيس أكد أنه يشعر هذا الشعور منذ 2011 لابد أن لها دلالات ومؤشرات عنده. تقول مراجع الطب النفسي الفوبيا في بعض الأحيان لها مبرر، وأنها مرتبطة بمدي المعلومات التي لديك عن مصدر الخوف ومدي إدراكك لخطورتها. الرئيس بالتأكيد لديه مبرر قوي و يريد أن ينقل لنا هذا الشعور بالفوبيا الخوف في علم النفس يدفعك إلي أشياء كثيرة فالخوف أكبر حافز للابتعاد عن الخطر والبقاء والاستمرار لو ركزنا علي التوقيت الذي ذكره الرئيس أنه يشعر بهذه الفوبيا منذ 2011 الفوبيا حدوثها مرتبط بسوابق وحوادث معينة وتوقيت معين .في هذا الوقت كان سيادة الرئيس مدير المخابرات الحربية ولديه معلومات و حقائق عن كل ما يحاك ضد مصر من مؤامرات ومكائد و وصل إلي يقين أنه مخطط كامل لإسقاط الدولة هذه الفوبيا دفعته إلي المقاومة والتحدي والتفاعل مع هذا المخطط . الجزء الثاني وهو الحديث عن إسقاط الدول أو إفشالها و كيف يتم هذا؟ في علم النفس السياسي هناك محاولات لفهم كيف سقطت دول وتفككت و فشلت. السبب الرئيسي لسقوط الدول كان نجاح الفوضي وسيطرة العشوائية علي كل شيء وخوف المسئولين من أصحاب الصوت العالي وأيضا انتشار الشائعات والإرهاب وتحول الإرهاب إلي حرب طائفية وأهلية بجانب احتكار السلع وضعف الخدمات العامة في الصحة والتعليم وتمر هذه العملية بعدة مراحل إلي أن تصل لمرحلة ما يسمي الدولة الفاشلة وعرفت مراجع علم النفس السياسي الدولة الفاشلة كالآتي : هي الدولة التي تفشل حكومتها في إدارة الملفات الأساسية كالعدل والأمن والخدمات والتعليم والصحة والغذاء والكهرباء ويكون الإفشال عن طريق عمليات استخباراتية ممنهجة ومدبرة من أجهزة دول معادية وعواقب إسقاط وإفشال الدولة هي التفكيك والتقسيم كما حدث في عدة دول كبري مثل الاتحاد السوفيتي و يوجوسلافيا. كل هذا كان يحدث من بعد 25 يناير 2011 وسوف نرصد لكم نماذج باختصار، انفلات أمني وبلطجة ..إضرابات واعتصامات في كافة مؤسسات الدولة..احتكار للسلع الغذائية وغياب سلع استراتيجية هامة ..أزمات في الخدمات العامة من صحة و تعليم وكهرباء ..أزمات وقود.. وأخيرا إرهاب دولي علي الحدود . نعود مرة أخري لماذا أعلن الرئيس مخاوفه لقد أخفي الرئيس هذا الخوف واختار أن يقاتل ومعه رجال الدولة الشرفاء من أجل إنقاذ مصر . يريد الرئيس أن يتهيب و ينتبه الناس والرأي العام للخطر .لأن جزءا من علاج الخوف هو أن تدركه وكيف تتخلص منه وتنتصر عليه لأن البعض من المتآمرين والخونة يريدون أن ينكروا وجود حرب نفسية. والبعض الآخر يختار الإرهاب والهروب والإنكار لم يكونا قط نوعا من العلاج من الفوبيا هكذا تعلمنا في مراجع الطب النفسي وتعلمنا المواجهة ما حدث هو إعلان حرب نعم إعلان حرب علي الحرب النفسية والعمليات النفسية التي تقام ضدك من دول معادية وتنظيمات إرهابية عالمية . أكرر لأن هناك للأسف بعض المغيبين أو بعض الخبثاء ينكرون وجود حرب نفسية وعمليات نفسية هناك مؤامرة وللأسف يتبعهم كثير . العمليات النفسية ..عمليات مخططة وممنهجة يتم من خلالها اختيار معلومات محددة ومعينة وتوصيلها من خلال الأعداء والحكومات الخارجية المضادة ويكون الهدف من هذه المعلومات هو التأثير نفسيا ومعنويا وعلي عواطف ودوافع الشعوب وبالتالي علي صناع القرار. للقيام بتطبيق العمليات النفسية يكون هناك دراسة كاملة علي طباع وعادات الشعوب وسلوكياتهم. وقد طبقت أُثناء الحرب الباردة وقد استخدمت بقوة أثناء الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان. واستخدم دافع الديمقراطية والتخلص من الإرهاب للعب علي المشاعر وأخذ تأييد العالم للغزو. وأيضا هناك دراسات واستطلاعات تجري بشكل يومي علي المصريين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال جواسيس العصر الحديث أو من يطلقون علي أنفسهم نشطاء ويتم استخدامهم في نشر معلومات كاذبة وشائعات و سخرية من كل شيء و تصدير مناخ تشاؤمي. أكرر أن المعلومات والحقائق كانت ولا تزال كلها أمام الرئيس .وأنه اختار هذا التوقيت لإعلان الحرب بشكل صريح والحرب تحتاج إلي شعب وإعلام واع، كما حدث في حرب 73 ونذكر بكل الخير الدكتور عبد القادر حاتم مسئول ملف الخداع الإستراتيجي ونجح في تهيئة الرأي العام واستخدام الإعلام بشكل إيجابي. الرئيس يريد إعلام حرب وليس إعلاما علي الحياد، إعلاما يفهم كيف يحافظ علي الدولة من الفشل. كانت حربا سرية ولكنها الآن أصبحت حربا علنية ومطلوب التعبئة والاستعداد من أجل معركة البقاء والثبات ونجاح الدولة هي كأي حرب المقاتل يخوضها دون أن يعطي تفاصيل عن كيفية خوضها. استشاري الطب النفسي لمزيد من مقالات د. إبراهيم مجدى