الدولة المصرية ليست أول دولة بالمعنى السياسى فى التاريخ فحسب، وإنما الأهم أيضًا أنها الدولة الوحيدة التى اثبتت قدرة فريدة على الاستمرار والتكيف مع حدة التحديات التى كانت تواجهها عبر العصور الزمنية المتعاقبة. إلا أن تلك الحقيقة التاريخية يجب ألا تعمى أبصارنا عن التحديات الجديدة التى تواجهها الدولة، وقد وضع الرئيس عبد الفتاح السيسى الجميع مجتمعا وقوى سياسية، أمام هذا التحدى الجديد الساعى لإسقاط الدولة ومؤسساتها خلال مشاركته فى مؤتمر الإسكندرية الرابع للشباب، مؤكدًا أن الدولة المصرية بسبب التحديات الإستراتيجية التى تتعرض لها سواء القادمة من البيئة الخارجية التى تتسم بقدر عال من السيولة السياسية وافتقاد استقرار تفاعلاتها على جميع الأصعدة. أو تلك القادمة من البيئة الداخلية بسبب مخاطر التحول والإصلاح الاقتصادى التى تتزامن مع موجة غير مسبوقة من الإرهاب الذى بات غير مقصور على رقعة جغرافية محددة، تتعرض لقدر عال من المؤامرات والفتن التى تستهدف زعزعة أسس ومقومات الدولة والعمل على إسقاطها. الأهرام يحاول أن يضع يده على مواطن الخطر التى تقود لهدم مؤسسات الدولة، التى أبرزها المخاطر التى تمثلها وسائط التواصل الاجتماعى التى تحض على العنف والكراهية بل وتدعو للإرهاب بحالات كثيرة، وكيفية ضبط مصادر التدفقات المالية الخارجية، وحماية الشباب من الأفكار المتطرفة والهدامة، وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان فى مناهج التعليم والثقافة.
الأحزاب تسعى لتشكيل لجان لدعم الدولة فى حربها ضد الإرهاب مع إطلاق المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف، بدأ عدد من الأحزاب فى إنشاء لجان لمساعدة الدولة فى حربها ضد الإرهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الشباب،بحيث يكون المجلس منصة جامعة للجهود الرسمية وغير الرسمية لوأد هذا التحدى الخطير الذى يعوق ويكبل خطوات الدولة فى تحقيق الطفرة النوعية داخل المجتمع، وأكدت تلك الأحزاب أن الحرب على الإرهاب ليست مسئولية الدولة بمؤسساتها الأمنية كالجيش والشرطة وحدهما، ولكنها مسئولية مشتركة بين أبناء الوطن بكل أطيافهم. ومن جانبه قال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل الديمقراطى إن تشكيل لجان من الأحزاب لدعم الدولة فى مكافحة الإرهاب أصبح ضرورة ملحة خاصة فى ظل ما تتعرض له الدولة من مؤامرات خارجية، مشيرا الى أن هذه اللجان يجب أن تكون عونا للدولة ولقواتنا المسلحة فى الحرب على الإرهاب. وأشار إلى ضرورة تشكيل هذه اللجان من كل الأحزاب الرافضة للإرهاب بحيث تكون فرزا حقيقيا للأحزاب الداعمة والرافضة للإرهاب، ويكون دور اللجان استعادة التماسك الشعبى والعمل على تكوين رأى عام مساند للدولة ويقف بقوة ضد محاولات البعض النيل من الروح المعنوية بالترويج للأعمال الإرهابية وتثبيط همم أبطال قواتنا المسلحة والشرطة. وشدد على ضرورة أن تقوم هذه اللجنة بالفعاليات المختلفة الرافضة للإرهاب والاتصال بالسفارات الأجنبية خاصة سفارات الدولة دائمة العضوية فى مجلس الأمن ودول الاتحاد الأوروبي لإيضاح حقائق الجماعات الإرهابية والدول التى تدعمهم وتمولهم بجانب تشكيل لجان شعبية فى المحافظات للوقوف ضد الطابور الخامس المؤيد للإرهاب والمهاجم لقواتنا المسلحة الباسلة. وأكد الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور ضرورة أن يكون هناك تعاون حقيقى بين الدولة والأحزاب فى مواجهة الأفكار المنحرفة والإرهاب، مطالبا بضرورة عقد حوار وطنى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبحضور الأحزاب، بحيث يقوم كل حزب بطرح رؤيته وتصوراته لمواجهة خطر الإرهاب والأفكار المنحرفة. وأوضح أن حزب النور هو الحزب الوحيد الذى قام بحملات لمواجهة العنف تحت شعار «مصرنا بلا عنف» مشيرا إلى أن أبناء الحزب قادرون على مناقشة الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المنحرفة، لما لديهم من قدرة الرد على المفاهيم الخاطئة والأفكار المنحرفة التى يروجها أصحاب الأفكار التكفيرية والإرهابية. وقال الدكتور أيمن أبوالعلا نائب حزب المصريين الأحرار إن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه ليس ملفا خاصا بالجيش أو الشرطة ؛ أو مؤسسات الدولة الرسمية؛ بل هو قضية كبرى تتطلب تكاتف الجميع من أحزاب ومجتمع مدنى ومواطنين مشيرا إلى أن الحزب يدرك حجم القضية وخطورتها على الداخل والخارج ، ولذا نظم العديد من الفعاليات بمختلف أنحاء الجمهورية، تضمنت ندوات ومسابقات ، وغيرها لتوعية المواطنين، خاصة الشباب حتى لا يقعوا فريسة للأفكار المتطرفة. وأضاف أبوالعلا ل »الأهرام»- أن اللجان النوعية للحزب لديها أفكار ومقترحات لمكافحة الإرهاب ، وسيظل الحزب مستمرا فى فعالياته ، وأن الحزب دعا مرارا لسرعة تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب ، وعلى بقية الأحزاب دعم الدولة فى هذا الشأن ، موضحا أن مصر مستهدفة بجميع ألوانها وأطيافها ، وعلينا إدراك ذلك جيدا . وقال أحمد حنتيش المتحدث الرسمى لحزب المحافظين ان هناك مسئولية مشتركة بين الدولة والمؤسسات الوسيطة من أحزاب ومجتمع مدنى تتمثل فى المساهمة فى رفع درجة الوعى لدى الشباب والعمل على استقرار البيئة السياسية والتشريعية وتوضيح الحقائق للرأى العام وإشراك الشباب فى العمل العام وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم للمشاركة فى عملية صنع واتخاذ القرار. وأكد جهاد سيف مساعد رئيس حزب المؤتمر والمتحدث الرسمى باسم الحزب أن الحزب يدرس بالفعل تشكيل لجان للتوعية بمخاطر التطرف والإرهاب فى جميع أمانات الحزب بمختلف المحافظات مشيرا إلى أنه من المقرر أن ينظم الحزب ندوات تثقيفية لتوضيح خطورة الفكر المتطرف ومواجهة الإرهاب. وصرح محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة الوطن بأن الحزب بصدد إنشاء لجنة لمكافحة التطرف والإرهاب يشارك فيها أمانة التدريب والتثقيف وأمانة التنمية البشرية وأمانة الشباب واللجنة الدينية ولجنة تكنولوجيا الاتصالات واللجنة الدينية بهدف نشر الوعى بصحيح الدين والتعريف بالرسالة السامية للدين الاسلامى وتكون معنية بتوعية الشباب بأهمية المرحلة الحالية ومواجهة محاولات الإحباط والتشكيك والتعامل مع محاور حروب الجيل الرابع بكل جدية واهتمام مع المشاركة الفعالة للجميع والاهتمام بكل المراحل السنية وأبناء المناطق النائية وعدم التهميش.