سنين متواصلة، وأصغلب الدول العربية، تعاني من السياسات القطرية، وهذه السياسات،لم تترك بلدا عربيا، إلا وحاولت تصدير الشر اليه، والسبب معروف، فالدوحة تعاني من عقدة النقص،في تكوينها التاريخي،وتحاول تعويض هذا النقص،بمزيد من النقائص، تجاه جيرانها الخليجيين، وبقية العرب. منذ سنين، والكل ينصح الدوحة بأن تتوقف عن هذه السياسات، لكن قطر، المصابة بجنون الثروة المفاجئة، لم تخف اطماعها، ولا نزقها، بالتحول الي دولة عظمي،وهذا وهم كبير، لكن اوهام المال، من جهة، وتوافر ادوات التخريب، مثل قناة الجزيرة وغيرها، زادت من حدة المشكلة القطرية. تورطت الدوحة، في سيناريوهات كثيرة، لم تترك بلدا عربيا، إلا وسعت لتخريبه، تحت عناوين مختلفة، تبدأ بحقوق الانسان، والديمقراطية، وهي عناوين، لا تطبقها ذات الدوحة، علي شعبها، فكيف يمكن لها، ان تبيع هكذا عناوين شعوب اخري، وتسعي لإقناع العالم،بأنها جزيرة متنورة، وسط هذه المنطقة؟!. لنتأمل اليوم، نتائج الدور القطري، وسعي الدوحة لتخريب اغلب الدول العربية، ومانراه من فوضي دموية في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وغير ذلك من مواقع،لم يكن ليحصل، لولا تدفق المال سرا الي المجموعات الارهابية، والجماعات والاحزاب التي تتاجر بالدين،وتريد هدم الحياة، وهذه بحد ذاتها، مفارقة كبيرة، وفوق ذلك صبت الدوحة كل دعمها الاعلامي، عبر الوسائل الممولة منها، لتصنيع جماعات ورموز ارهابية، في محاولة لتسويقها، وجر الشعوب وراء هذه الرموز، التي تم انتاجها، لغايات هدم المنطقة، وتقسيمها، وتشظيتها علي اساس ديني ومذهبي وطائفي. لكن هذه المخططات ستفشل، وليس ادل علي ذلك من ان دولا عربية كبري، لها وزنها الاقليمي والدولي، تقف اليوم، في وجه الدوحة، الامارات والسعودية والبحرين ومصر، وهي دول، لها مكانتها التاريخية، ولا تبحث عن منافسة مع كيانات طارئة علي المنطقة، وكل ماتريده هو أن تهدأ هذه المنطقة، بدلا من مواصلة اشعال النيران فيها. حين نحلل العلاقة الاماراتية المصرية، مثلا، نقرأ بكل عناية، هذا التوافق بين القيادتين والبلدين والشعبين، علي مواجهة الارهاب، خصوصا، في ظل سعي قطر،لتخريب مصر، والكل يعرف من هي مصر، مكانة وتاريخا، فهي الركن الاساس في العالم العربي، لكن من يحكمون الدوحة لهم رأي آخر، يريدون تخريب هذا البلد العظيم، عبر رعاية جماعات انقلابية وارهابية،والغاية النهائية، بث الفوضي في مصر العزيزة، والتسبب بحالة من عدم الاستقرار، وقد ادركت الامارات ومصر، معا، هذه الغايات، ووقفتا في معسكر واحد، في وجه محاولات الدوحة إيذاء بلد عربي عظيم. ما الذي يستفيده حكام قطر، من إيذاء مصر؟ هذا هو السؤال. الارجح ان غايات هؤلاء تتطابق مع غايات اطراف دولية واقليمية، تريد إيذاء اهم ثلاث حاضنات عربية تاريخية، اي العراق وسوريا ومصر، وقد نجح المخطط في العراق وسوريا، وفشل في مصر، لأن مصر قصة مختلفة، فهي صلبة الهوية، ولقيادتها رؤية عميقة، تحمي هذا البلد العربي، من مخططات السوء والشر،وستبقي مصر عصية علي القسمة علي اثنين، مثلما يخطط لها، الخونة في الظلام. إن الامارات ستبقي الي جانب الشعب المصري، ودولته وجيشه وشعبه، مثلما هو موقف الشقيقة المملكة العربية السعودية، وبقية الدول الواعية في هذه المنطقة،وما قرارات المقاطعة التي اتخذت بحق الدوحة، إلا تعبيرا عن الصبر الاستراتيجي الذي نفد تجاه سياسات الدوحة، وقد آن الآوان ان تدفع الدوحة، فاتورة ادوارها الدموية، وان تتوقف عن هذه الممارسات، بعد ان حملت قطر في عنقها، إثم ملايين الارواح التي رحلت، وملايين الافراد الذين تم تشريدهم في هذا العالم، مع كل هذه الخسائر الامنية والسياسية في العالم العربي، وهي خسائر آن لها، ان تتوقف، ولهذا قيل للدوحة كفي وألف كفي. لمزيد من مقالات منى بوسمرة