أكد عدد من الخبراء الاستراتيجيين ان العمل الإرهابى الخسيس الذى استهدف نقاط الارتكاز فى جنوب رفح بمحافظة شمال سيناء، أسفر عن مقتل أكثر من 40 تكفيريا وإصابة العشرات منهم، واستشهاد واصابة 26 من أبطال القوات المسلحة كان مدعوما وبإيعاز وتدبير من الدول الراعية للإرهاب وهى تركياوقطروإيران. اللواء دكتور نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، ورئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أكد أن الحرب على الإرهاب مستمرة وان هذا الهجوم متوقع مادامت هناك دول ترعى الارهاب وان هذا العمل الإرهابى هو تصعيد قطرى وهى تسير فى نفس اتجاهها وذلك بعد قرار الدول العربية الأربع مصر والسعودية والإمارات والبحرين زيادة العقوبات عليها. وعن تصدى قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابى يؤكد اللواء نصر سالم أنه لولا يقظة أبطال القوات المسلحة فى الرد السريع على الإرهابيين لكانت الخسائر اكبر من ذلك وما حدث ان التكفيريين فى هذه المنطقة فى رفح ينتشرون بين الأهالى خاصة ان هذه المنطقة تنتشر فيها أشجار الموالح ويختبئون حولها و بالتالى يتحرك الإرهابون بين الأهالى بشكل عادى ويكون كل منهم محملا بالمتفجرات وجاهزا للعمل الانتحاري، وإذا ما تم الهجوم عليه ، يفجر نفسه . ويؤكد اللواء طيار ( أ. ح ) هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، انه لا يوجد حرب دون شهداء ولا نصر دون ثمن، مشيرا إلى أن طبيعة هذه الحرب وهى الحرب على الإرهاب مختلفة فى العلم العسكرى تسمى الحرب المتماثلة او غير التقليدية وهى مواجهة جيش نظامى مع جماعات إرهابية، ولا مانع عندهم من قتل المدنيين ، وبالتالى تكون المواجهة مباشرة مع قوات مكافحة الإرهاب من قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية، ومن هنا يمكن القول إن أبناء القوات المسلحة والشرطة يتلقون رصاص الإرهاب نيابة عن الشعب المصرى كله. ويؤكد اللواء هشام الحلبى أنه لا يمكن أن تقول إن مكافحة الإرهاب تتم فى فى عملية واحدة او اثنتين والحكم عليها يتم من خلال فترة زمنية كبيرة وتكون من 6 أشهر إلى سنة، والخسائر التى تمت فى هذه العملية جاءت من تصدى القوات للإرهابيين فى نقاط التمركز الأمنى، وهنا يكون القتال متلاحما و دائما ما تكون سيارات الإرهابيين مفخخة وان وجد ان القوات قد حاصرته يفجر الإرهابى السيارة . ويضيف الحلبى ان مقتل هذا العدد الكبير من التكفيريين يؤكد ان المخطط للعملية خارجى وهذا يؤكد استمرار تدفق التمويل من الخارج والارتباط الوثيق والمتمثل فى الدول الراعية للإرهاب وهنا العلاقة متشابكة ومعقدة وتتم بصورة ليست مباشرة ولكن عبر عدد من الوسائط وليس عبر وسيط واحد بين الدول الراعية للإرهاب والجهات المنفذة له وهنا يبرز مفهوم الحرب بالوكالة متعدد المستويات، ولذلك عندما تم اتهام قطر بانها راعية للإرهاب وممولة له تم ذلك من خلال الوثائق وليس بالاستنتاج . وعن دور القوات الجوية فى حسم المواجهات مع الإرهاب ، يوضح الحلبى ان جميع أسلحة القوات المسلحة لها دور مهم وفعال فى المواجهات ولكن تدخل القوات الجوية يكون سريعا وحاسما وعند انتهاء المواجهات وفرار عدد من الإرهابيين من المواجهة تقوم القوات الجوية بملاحقتهم قبل دخولهم وسط الأهالى والسكان فى شمال سيناء . ومثال لذلك ما حدث فى محاولة اختراق الحدود الغربية ب 12 سيارة محملة بالسلاح والعتاد قبل دخولها وسط السكان وأيضا قيام القوات الجوية بضرب الإرهاب فى درنة فى ليبيا وقبل دخولهم مصر من جهة الغرب. من جهته يؤكد اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ان الحرب مستمرة ومثل هذه الحوادث تكون مدعومة من الدول الراعية للإرهاب وهى تركياوقطر و إيران , مشيرا الى انه لا يخفى على احد اللقاء الذى تم بين السفير القطرى وقادة حماس ونشرته بعض مواقع التواصل الاجتماعى ويمكن القول إن مؤشرات ودلائل هذا العمل الإرهابى ظهرت سريعا. ويؤكد اللواء العمدة ان النجاح المستمر فى الحرب على الإرهاب والذى يتم على ارض مصر وكذلك مدن الموصل فى العراق ودير الروكة والزور فى سوريا ودرنة فى ليبيا، كل هذه الضغوط وتضييق الخناق على الإرهاب تجعل هذه الجماعات تقوم بعمليات عشوائية وانتحارية وعند التصدى الناجح من القوات تكون النتيجة التفجير من خلال السيارات المفخخة التى يقودها الإرهابيون.