مشاركة الرئيس المصري في القمة الإفريقية المقبلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا, تنطوي علي دلالات سياسية بالغة الأهمية, من أبرزها أن مصر تعود الي تبوؤ دورها الإفريقي. ذلك أن الدور المصري في إفريقيا قد خفت, إلي حد كبير, اعتبارا من منتصف عقد السبعينيات من القرن العشرين, ففي ذلك الوقت شهدت إفريقيا الحرب الأهلية الإنجولية, وكانت حربا استعرت معاركها في ظل احتدام الصراع الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي. وكان الموقف الدبلوماسي المصري من الحرب في إنجولا مناقضا ومعاكسا لموقف غالبية الدول الإفريقية, ذلك أن مصر كانت, في تلك الفترة, قد بدأت تساير الموقف الأمريكي.
غير أن حالة من الفتور الدبلوماسي أصابت الدور المصري تجاه إفريقيا, خاصة مؤتمرات القمة الإفريقية منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس السابق في مستهل زيارته لأديس أبابا, للمشاركة في القمة الإفريقية في منتصف التسعينيات من القرن العشرين. ومنذ ذلك الحين, لم يشارك الرئيس السابق في أي قمة إفريقية, وفي ضوء ما سلف, تتضح الأهمية القصوي لضرورة إعادة مد جسور التعاون مع دول القارة الإفريقية ودول حوض النيل. وما يتعين التأكيد عليه, في هذا السياق, أن الدور المصري الجديد في إفريقيا يرتكز أساسا علي التعاون والمشاركة مع دول القارة للنهوض ببلادها في إطار تحقيق المصالح المشتركة لشعوبها.