الصيام له فوائد عديدة، أهمها تعلم الصبر والمرابطة، والإخلاص ومراقبة للنفس، فهو فرصة عظيمة لتحقيق معنى التقوى لقوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ». وشهر رمضان فرصة عظيمة للإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومجاهدة النفس والارتقاء بها في مراقي الطاعات وكف الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الله، ليكون معسكرًا إيمانيًّا نخرج منه بحال غير الحال، نخرج من حال التراخي وفتور الهمة والجدال والهدم إلى حال الطائعين العابدين النافعين للبلاد والعباد. وإذا كنت من قوافل الصائمين هذا العام فلتحمد الله تعالى أن بلَّغك شهر رمضان لتزداد قربًا إلى الله، ولتنهل من نفحاته، ولتتذكر أن هناك من المسلمين من حُرِم من صيام رمضان لمرض أو ضعف، فلتحمد الله على نعمة الصحة والمقدرة على الصيام والعبادة. وراعِ همك، واشتغل بإصلاح نَفسك عَن عيب غَيْرك، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَال: (كفى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَن يستبين لَهُ من النَّاس مَا يخفى عَلَيْهِ من نَفسه، أَو يمقت النَّاس فِيمَا يَأْتِي مثله، أَو يُؤْذِي جليسه، أَو يَقُول فِي النَّاس مَا لَا يعنيه). واشتغل بإصلاح نفسك عن عيب غيرك، فمن العيب أن تؤذي الناس بذكر عيوبهم ونقائصهم، وأنت تفعل نفس ما يقومون به. ومن أفضل الطاعات التي يتقرب بها العبد لربه، هي التي فيها نفع للناس كإفطار الصائمين، والصدقات، وجبر الخواطر، حتى التبسم في وجوه الناس، فكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة» رواه الترمذي. وعلينا أن نبتعد عن الجدال وبذاءة اللسان وفحش القول والغيبة والنميمة، لأن المراء والجدال وغيرها من آفات اللسان تُبطِل الأعمال، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين» رواه البخاري. دار الإفتاء