ساعات قلائل ويهل علينا هلال خير وبركة.. هلال شهر رمضان المبارك.. وهى أيام عزيزة على النفس، والروح ترنو إليها من عام إلى عام، لما فيها من إقبال على الطاعات تنعكس علينا بأنوار وبركات. وشهر رمضان فرصة عظيمة للإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومجاهدة النفس والارتقاء بها فى مراقى الطاعات وكف الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الله، ليكون معسكرًا إيمانيًا نخرج منه بحال غير الحال.. نخرج من حال التراخى وفتور الهمة والجدال والهدم إلى حال الطائعين العابدين النافعين للبلاد والعباد. وفى هذا الشهر الكريم تصفد الشياطين وتغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، فى إشارة لنا أن الخير فى هذا الشهر عميم، والشر فيه قليل لمن يجتهد ويغتنم الشهر من أوله، وليتسابق ويتنافس فيه المتنافسون فى الطاعات ومحاسن الأخلاق. ونحن نقف على أبواب رمضان علينا أن نتجهز له، وهذه بعض الوصايا التى أوصى نفسى وأوصيكم بها، لتكون عونًا لنا على طاعة الله فى هذا الشهر المبارك: - إذا ما دخل علينا رمضان فلنحمد الله أن بلغنا هذا الشهر لنزداد قربًا إلى الله، ولننهل من نفحاته، ولنتذكر أن هناك من المسلمين من حُرِم من صيام رمضان لمرض أو ضعف، فلنحمد الله على نعمة الصحة والمقدرة على الصيام والعبادة. - لنبدأ شهر رمضان بتوبة خالصة نصوح، حتى نقبل على الله وقد استبرأنا من كل ذنب مضى، لتستقبل قلوبنا بركات هذا الشهر . - أن نعقد النية فى بداية شهر رمضان على إخلاص العبادة لله، لا نرائى فيها، ولا نسعى للشهرة وإعجاب الناس. - الإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن وغيرها من الطاعات والتنافس والتعاون فيها، خاصة الطاعات التى فيها نفع للناس كإفطار الصائمين، والصدقات، وجبر الخواطر. - ابتعدوا عن الجدال وبذاءة اللسان وفحش القول والغيبة والنميمة، لأن المراء والجدال وغيرها من آفات اللسان تبطل الأعمال، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إنى صائم». - أصلحوا ذات بينكم مع الله ومع الناس حتى تسود روح السلام، ويسود المجتمع الرحمة والحب والتآلف، ونكون عباد الله إخوانًا. - استلهموا العبر والدروس من الصيام، ففى الصيام صبر ومرابطة، وفيه إخلاص ومراقبة للنفس، وهو فرصة عظيمة لتحقيق معنى التقوى لقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). لمزيد من مقالات د شوقى علام