فى تطور نوعى لمجابهة هذه الظاهرة فى بلادها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أمس اعتزامها تأسيس لجنة خاصة لمكافحة التطرف والفكر التكفيرى وتشجيع المواطنين على الانخراط فى هذا العمل «حتى وإن كان ذلك أحيانا أمرا محرجا أو صعبا» بحسب تعبيرها، وذلك فى أعقاب تفجير مانشستر الذى نفذه بريطانى من أصل ليبى وأودى بحياة 22 شخصا وإصابة عشرات آخرين، وأعلن تنظيم «داعش»الإرهابى مسئوليته عنه. ونقلت صحيفة «الإندبندنت»البريطانية عن ماى قولها فى تصريحات أمس إن «مهام اللجنة ستتركز على تحديد التطرف فى المجتمعات التى تمثل تهديدا على القيم البريطانية»، وأضافت أن «هذا الكيان سيشجع البريطانيين على مكافحة التطرف فى المجتمع وتقديم المشورة والنصائح للحكومة». وأشارت إلى أنه «عندما يتحول الأمر إلى الجريمة فى بلادنا، يمكن للناس أيضا أن يفعلوا المزيد من أجل الوقوف على القيم البريطانية التى يحاول التطرف، وخاصة الراديكالية الإسلامية، تقويضها». وفى الشأن ذاته، ذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية فى تقرير أمس أن أجهزة الأمن البريطانية تلقت قبل أشهر قليلة ماضية معلومات من مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى «إف بى آي» تفيد بأن سلمان العبيدى انتحارى مانشستر كان يخطط لتنفيذ هجوم إرهابى فى بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمنى لم تسمه قوله إن إف بى آى أخبر جهاز المخابرات البريطانية «إم 15» بأن العبيدى كان عضوا فى خلية تابعة لداعش فى شمال إفريقيا اتخذت مانشستر مقرا لها وكانت تخطط لضرب «هدف سياسي» فى المملكة المتحدة. وأوضح المصدر لديلى ميل أن هذه المعلومات جاءت من اعتراض اتصالات للعبيدى من قبل عملاء فيدراليين أمريكيين كانوا يحققون فيها منذ منتصف عام 2016، ومن المعلومات التى تم الكشف عنها فى ليبيا، حيث كانت أسرة العبيدى مرتبطة بمجموعات إرهابية، وأضاف أنه «على ضوء ذلك، وضعت أجهزة الأمن الأمريكية العبيدى على قائمة مراقبة الإرهاب». وقال إنه «وبعد تلقى هذه المعلومات فتشت ال«إم 15»فى أمر العبيدى وغيره من أفراد الجماعة وكانت تعتقد فى ذلك الوقت أن الرجل يخطط لاغتيال شخصية سياسية، وذكر المصدر أن التحقيق لم يأت بشيء، وتراجع العبيدى إلى أسفل قائمة المشتبه بهم». وعلى صعيد متصل، يسعى المحققون البريطانيون الآن لكشف تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة العبيدى منفذ اعتداء مانشستر، حيث نشرت الشرطة صورتين له التقطتهما كاميرا مراقبة فى نفس الليلة التى نفذ فيها اعتداءه فى مانشستر، ودعت كل من رآه للاتصال بها كى يتسنى لها معرفة التحركات التى قام بها فى الأيام الأربعة التى سبقت الهجوم. وأوضح المحققون أن العبيدى - 22 عاما - استأجر شقة فى وسط مانشستر انطلق منها إلى المكان الذى نفذ فيه الاعتداء، وتثير هذه الشقة بالتحديد اهتمام المحققين، حيث إنهم يعتقدون أنها «قد تكون المكان الذى تم فيه تجميع العبوة» الناسفة التى استخدمت فى الهجوم، كما قال أيان هوبكينز مفوض الشرطة و نيل باسو مسئول مكافحة الإرهاب. وفى غضون ذلك، بثت الشرطة البريطانية لقطات لاثنتين من كاميرات الدوائر التليفزيونية المغلقة تظهر العبيدى فى الليلة التى نفذ فيها جريمته الإرهابية النكراء، ولم يتضح بعد المكان الذى تم منه التقاط هذه الصور التى تظهر الجانى الإرهابى وهو مرتديا نظارة وسترة سوداء بلا أكمام وقبعة بيسبول بنية اللون. وفيما يتعلق بأفراد أسرته، كشفت صحيفة «تليجراف» البريطانية النقاب فى تقرير لها أمس عن أن هاشم عبيدى - 20 عاما - والأخ الأصغر لمنفذ هجوم مانشستر كان قد خطط لشن هجوم إرهابى على مارتن كوبلر السياسى الألمانى البارز والممثل الخاص للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم فى ليبيا. واستند تقرير الصحيفة فى ذلك إلى دوائر دبلوماسية، مشيرا إلى أن هاشم عبيدى يعد عضوا مهما لجماعة تكفيرية كانت تراقبها قوات الأمن الليبية على مدار أشهر. يذكر أنه تم إلقاء القبض على هاشم عبيدى الثلاثاء الماضى فى العاصمة الليبية طرابلس بعد يوم واحد من تنفيذ أخيه سلمان للهجوم فى مانشستر. ويتردد أن هاشم عبيدى صرح خلال استجوابه بانه وأخيه سلمان يدعمان تنظيم داعش.