تلاحق السلطات البريطانية الأربعاء، شبكة جهادية يشتبه أنها كانت وراء الهجوم الانتحاري على صالة احتفالات في مانشستر، فيما اعتقلت السلطات الليبية والد وشقيق منفذ الهجوم وتكشفت معلومات عن كيفية تخطيطه للعملية. وانتشر رجال الشرطة حول مواقع رئيسية في بريطانيا بموجب حالة التأهب القصوى التي أعلنت في البلاد، فيما يسعى المحققون إلى جمع المعلومات لآخر تحركات الانتحاري سلمان عبيدي، المولود في بريطانيا الذي ترك الجامعة قبل أن ينهي دراسته، وفر والداه من نظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة الصاعق الذي قيل إنه حمله في يده اليسرى، وشظايا بينها مسامير وصوامل وبقايا حقيبة ظهر زرقاء تحمل علامة "كاريمور" التجارية البريطانية للمعدات الرياضية الرخيصة. وفي العاصمة الليبية طرابلس أعلن متحدث باسم وحدة تابعة لأجهزة الأمن الليبية لفرانس برس، اعتقال والد منفذ هجوم مانشستر الأربعاء. وقال إن شقيق مرتكب اعتداء مانشستر كان يعرف مسبقا بالمخطط، وأن شقيقيه ينتميان إلى تنظيم داعش. وأعلنت قوة الردع من الشرطة على فيسبوك أن هشام عبيدي الذي اعتقل أمس "أفاد أنه ينتمي لتنظيم داعش برفقة شقيقه المدعو سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر، واعترف بتواجده في بريطانيا أثناء فترة التحضير، واتضح أنه على دراية تامة بتفاصيل هذه العملية الإرهابية". وقد أعلن وزير فرنسي أن عبيدي أصبح متطرفا في سوريا. وصرح إيان هوبكنز قائد شرطة مانشستر للصحافيين الأربعاء أنه "من الواضح جدا أن التحقيق يتناول شبكة"، مضيفا أنَّه تم احتجاز أربعة أشخاص في اطار التحقيق. وأعلن تنظيم داعش مسؤولية عن الهجوم على صالة مانشستر آرينا، ما أدى إلى مقتل 22 شخصا من بينهم طفلة عمرها 8 أعوام، وتوعد بشن المزيد من الهجمات. وذكر مسؤولون أن عبيدي (22 عاما) كان معروفا من أجهزة الاستخبارات قبل الاعتداء على الصالة في نهاية حفل للمغنية الأمريكية أريانا جراندي، وحذروا من أن هجوم آخر ربما يكون "وشيكا". وعقب اعتقال شاب عمره 23 عاما الثلاثاء، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت ثلاثة أخرين الأربعاء في جنوب مانشستر، حيث كان عبيدي يعيش كما اعتقلت خامسا في وقت لاحق. وقامت الشرطة بعملية دهم في وسط مدينة مانشستر الأربعاء قالت إنها أغلقت خلالها خط سكك حديد مجاور "لفترة وجيزة". وانتشر مئات الجنود البريطانيين المسلحين الأربعاء في محيط المواقع الرئيسية في البلاد بينها البرلمان، وقصر باكنجهام والسفارات الأجنبية في لندن في مشهد غير معتاد في شوارع بريطانيا منذ انتهاء نزاع إيرلندا الشمالية في التسعينات. وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لشبكة "بي إف إم تي في" أنه وفقا لما أوضحته أجهزة الاستخبارات البريطانية للجانب الفرنسي، فإن المشتبه به "نشأ في بريطانيا وفجأة بعد رحلة إلى ليبيا، ثم على الأرجح إلى سوريا، أصبح متطرفا وقرر تنفيذ هذا الاعتداء". وأضاف "في جميع الأحوال، إن صلاته بداعش مؤكدة". من جهتها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع حالة التأهب ليل الثلاثاء إلى "حرجة"، وهي أقصى درجة، للمرة الأولى منذ يونيو 2007، حين وقع هجوم في مطار جلاسكو. وتم الأربعاء إلغاء مراسم تبديل الحرس التي تجرى عادة قرب قصر باكنجهام وتعد نقطة جذب سياحي فيما علق البرلمان جميع المناسبات العامة. وألغى نادي تشيلسي لكرة القدم احتفالاته بالفوز في الدوري الأحد لأنه يرى أن الظروف الحالية تجعل منها "غير مناسبة". وسيرتدي لاعبو "مانشستر يونايتد" عصابات سوداء على أذرعهم في نهائي الدوري الأوروبي "يوروبا ليج" أمام إياكس أمستردام الهولندي في السويد.