يستعد طلاب الجامعات لاداء أمتحان نهاية الترم الثانى والعام الدراسي، لجنى ثمار مجهوداتهم طيلة الشهور الماضية، وهو ما يميز الطالب المتفوق عن غيره من الطلاب متوسطى المستوي، أو آخرين يستعدون للامتحان بطرق وأساليب أخرى لتجهيز أدوات الغش بأنواعها المختلفة ، وهو ما يخل إخلالا جسيما بالعملية التعليمية ويهدر مبدأ تكافؤ الفرص، فهل يمكن تلافى بعض حالات الغش باتخاذ تدابير وقائية؟. تنص المادة- 124- فى فقرتها الرابعة من اللائحة التنفيذية للقانون رقم- 49- لسنة -1972 - بشأن تنظيم الجامعات “ يعتبر مخالفة تأديبية كل إخلال بالقوانين واللوائح والتقاليد الجامعية وعلى الأخص ، كل إخلال بنظام الامتحان أو الهدوء اللازم له وكل غش فى امتحان أو شروع فيه ، هكذا يوضح الدكتور شريف عبد الحميد حسن الخبير القانونى مشيرا الى أن - 125- من ذات اللائحة تنص على أن «كل طالب يرتكب غشاً فى امتحان أو شروعاً فيه ويضبط فى حالة تلبس يخرجه العميد أو من ينوب عنه من لجنة الامتحان، ويحرم من دخول الامتحان فى باقى المواد ويعتبر الطالب راسبا فى جميع مواد هذا الامتحان ويحال إلى مجلس التأديب، أما فى الأحوال الأخرى فيبطل الامتحان بقرار من مجلس التأديب أو مجلس الكلية ويترتب عليه بطلان الدرجة العلمية إذا كانت قد منحت للطالب قبل كشف الغش». وتتضمن المادة -126- من ذات اللائحة العقوبات التأديبية التى تتدرج من التنبيه والإنذار والحرمان من بعض الخدمات الطلابية والحرمان من الحضور فى مقرر دراسى أو أكثر إلى إلغاء امتحان الطالب فى مقرر أو أكثر أو الحرمان من مقرر أو أكثر أو الفصل من الكلية فصلا دراسيا أو أكثر أو الفصل النهائى من الجامعة . عقوبات مشددة لمواجهة الغش وبالقراءة المتأنية فى نصوص هذه المواد نجد أن المشرع قد شدد فى حالات الغش حيث أعتبر الشروع مخالفة أو حتى مجرد الإخلال بالهدوء اللازم مخالفة ، كما شدد المشرع فى العقوبات التى تطبق على الطالب الذى يضبط فى حالة غش، فقد وصلت إلى حد الفصل، وإلغاء الامتحان، والحرمان من المقررات الدراسية . وقد أحسن المشرع صنعا حينما شدد فى المخالفات والعقوبات ولذلك نرى أن هذه العقوبات رادعة ، ولكن يمكن تلاقى وقوع هذه المخالفات وذلك بالبحث عن الأسباب التى تؤدى إليها ومحاولة تجنب تلك المخالفات، حيث تتنوع أدوات الغش التى يعتمد عليها الطلاب فمنها الهواتف المحمولة ، ومنها قصاصات الأوراق، ومنها الكتابة على المقاعد ، والملابس ... الخ ، فنجد مثلا استخدام الهواتف المحمولة ومن الممكن منع الطلاب من اصطحاب هذه الهواتف معهم داخل اللجان ، أو التشويش عليها ،وبالنسبة للكتابة على المقاعد أو جدران القاعات مثلا ، فمن الممكن تنظيف هذه الجدران والمقاعد والتى قد تكون عليها معلومات من سنوات سابقة قبل بدء الاختبارات بأسبوع مثلا ، وغلق قاعات الاختبارات ولا تفتح إلا قبل بدء الاختبارات إلا بدقائق ، وبالنسبة لقصاصات الأوراق فنجد بعض الطلاب يلجأون إلى بعض مكتبات التصوير لتصغير حجم المعلومات التى تكون بالأوراق، وتكون بحيازتهم داخل لجان الاختبارات ومن الصعوبة بمكان اكتشافها، فلابد من وضع رقابة على تلك المكتبات لمنع القيام بمثل هذه الأعمال ، فضلا عن الدور الذى تقوم به دور العبادة فى التوجيه والنصح ودور الأسرة وكذلك الأستاذ الجامعى فى المحاضرات لحث الطلاب على بذل الجهد والاستذكار لرفع مستواهم العلمى والعملى لمواجهة متطلبات سوق العمل واحتياجات المجتمع، بعيدا عن الغش والحفظ والتلقين، فضلا عن أن الغش يعد جريمة يحرمها الشرع ويعاقب عليها القانون .