طالما أننا بصدد إعداد دستور جديد فالباب مفتوح لتبادل الأفكار والمقترحات حول القضايا التي سيتعامل معها الدستور ومنها مجانية التعليم. لا اختلاف علي أن التعليم كالماء والهواء يحتاج إليه كل إنسان, ولكني لا أعتقد أن قائل هذه المقولة وهو الدكتور طه حسين, كان يقصد أن الدولة مسئولة عن توفير التعليم بمراحله المختلفة لكل المصريين وصولا للمستويات الجامعية... بالمجان. التعليم المجاني كما أفهمه هو التعليم الإلزامي المفروض بقوة القانون علي الجميع والذي يهدف لتوفير حد أدني من المعرفة لكافة أبناء المجتمع ولا يجعل بينهم أميين لا يعرفون القراءة والكتابة. وأعتقد أن مستوي الدراسة الإعدادية ملائم في هذا الإطار. بعد هذه المرحلة يستمر التعليم المجاني ولكن في المجالات التي يحتاج إليها المجتمع فقط, خاصة التعليم الفني والصناعي والزراعي. أما الراغبون في دراسة الثانوي العام وصولا للجامعة فعليهم المساهمة بدرجة ما في تكاليف تعليمهم. ويمكن أن تكون تلك المساهمة نقدا أو بالمشاركة في مشروعات للخدمة العامة خلال أشهر الصيف لتنظيم المرور وجمع القمامة, ورعاية كبار السن والفقراء, وتعمير الصحراء. أما التعليم الجامعي( الحكومي) فيجب ربطه باحتياجات المجتمع من التخصصات المختلفة, وتوفيره بمصاريف كافية لتقديم مستوي عال من التعليم أو بمنح تقدمها جهات خيرية دون مقابل أوهيئات عامة وخاصة مقابل التزام الطالب بالعمل لديها لفترات معينة بعد التخرج. نريد تعليما حقيقيا ينهض بالمجتمع ولن يحدث ذلك في ظل الأسلوب الحالي للتعامل معه والحرص دون مبرر منطقي علي أن يكون متاحا بالمجان لمن يستحق ومن لا يستحق, وكأنه خدمة اجتماعية لا علاقة لها بخطط الدولة التنموية. وبعيدا عن الدستور, نحتاج لثورة ثقافية تعلي من قيمة العمل ولا تربط قدر الأشخاص في المجتمع بالحصول علي شهادة جامعية. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله