هكتبنا في هذه الزاوية مرارا نعارض أي تقارب مع إيران, وكانت حجتنا أن كل ما يعكر صفو العلاقات مع دول الخليج العربية, أو الولاياتالمتحدة, لا مبرر له, ولا عائد من ورائه. ولكن الشهور القليلة الماضية جاءت بتطورات سياسية جديدة وأصبح واضحا أن الأشقاء غير متحمسين لمساعدة مصر( الشقيقة الكبري) في محنتها الاقتصادية وهو ما دفع بحكومة الجنزوري للتوجه للمؤسسات الدولية طلبا لقروض مالية. وفيما يخص علاقتنا بواشنطن تبين أن الولاياتالمتحدة تري في أنشطة المجتمع المدني في مصر البعد الأكثر أهمية في علاقتنا( الاستراتيجية) وأن المساس بها ولو خالفت القانون مبرر للتهديد بقطع المساعدات العسكرية. وبالتالي فقد سقطت المبررات للقطيعة مع إيران ولم يعد هناك سبب منطقي لعدم البدء في تطوير علاقتنا معها وفقا لمصالحنا الثنائية دون اعتبارات أخري. نحن نعلم أن إيران تخوض حاليا معركة كبري حول برنامجها النووي وسط تهديدات بتوجيه ضربة عسكرية, وأن الغرب يحاصرها ويسعي لوقف صادراتها النفطية, وأن هذه الظروف قد لا تؤهلها لتعاون اقتصادي مثمر مع مصر كما أعلن السيد مجتبي أماني رئيس مكتب رعاية المصالح الايرانية بالقاهرة مؤخرا, ولكن ما المانع من فتح باب النقاش واستكشاف آفاق التعاون لعلها تأتي بما يفيد الطرفين. أعتقد أن الوقت مناسب لإعادة فتح الحوار بين الاكاديميين في كلتا الدولتين الذي بدأ منذ10 سنوات تقريبا قبل أن يتوقف, ولا بأس من رفع مستوي الحوار قليلا إذا ما وجدنا ما يشجع علي ذلك وصولا لإعادة العلاقات بين البلدين. مصالح مصر, ومصر فقط, يجب أن تكون الدافع لتطوير علاقاتنا الدولية مع أي جهة في العالم طالما أن الآخرين يفكرون بالمنطق ذاته. السيد مجتبي أماني أدعوك لتناول كوبا من الشاي الإيراني( مضافا إليه زعفران) للحديث حول آفاق التعاون بين البلدين. وأعدك بتوفير مكعبات السكر( علي الطريقة الإيرانية أيضا) علي المائدة. من يعلم؟ لعل هذا اللقاء يسفر عن مزيد من الكتابات في هذه الزاوية دعما لتطوير العلاقات بين البلدين... ولعله يدفعنا للاستمرار علي موقفنا السابق انتظارا للحظة الملائمة. [email protected] المزيد من أعمدة سامح عبد الله