59 صاروخ «توماهوك» أطلقها الأمريكان ضد مطار الشعير الثامن فى المنطقة الوسطى من سوريا فى الصباح الباكر من الجمعة الماضى للرد على ما وصفوه قيام السوريين بهجوم كيماوى على قرية «خان شيخون» الذى وصفه السوريون بأنه كان هجوما على موقع لإرهابيي جبهة النصرة يخزنون فيه مواد كيماوية. ولا شك أن هذا الهجوم سوف يكون موضوعا رئيسيا فى زيارة ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية لموسكو اليوم ومحادثاته مع سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا والتى كانت مقررة لبحث الأزمة الأوكرانية وأشياء أخري. وسوف يكون المنطق الروسى هو عدم وجود غطاء من مجلس الأمن الدولى للضربة الأمريكية، ولكن فى ذات الوقت فإن هناك عدة رسائل يشى بها الهجوم الأمريكى إلى الروس أولا أن الروس ليسوا وحدهم على الأراضى السورية، وثانيا أن تقطيع سوريا إلى «كانتونات» هو مسألة وقت، وأن السيطرة الإيرانية على بعض الأراضى السورية مسألة لم تعد أبدية وبخاصة أن أمريكا تناصب الإيرانيين العداء الآن وترغب بقوة فى إلغاء اتفاق البرنامج النووى مع طهران، كما تريد الولاياتالمتحدة فرض أمر واقع جديد قبيل غزو الرقة وهو الذى يفترض أن يكون مرحلة أخيرة قبل التسوية فى سوريا. وعلى الرغم من أن شائعات انتشرت تقول إن أمر الهجوم الأمريكى على «الشعيرات» كان مقررا قبل إعلان أنباء الهجوم السورى المزعوم على خان شيخون فإن النتائج ستكون واحدة من جانب ما يوحى به الهجوم الأمريكي. كان الجو الذى انتشر فى مجلس الأمن مفعما بالانحيازات ومليئا بالترصد والرغبة فى تبرير هجمات من هذا النوع على الرغم أنها لم تتحصل غطاء دوليا من مجلس الأمن، وسوف تكون أزمة الشعيرات اختبارا حقيقيا لريكس تيلرسون وغيره من أفراد الإدارة الأمريكية وإظهار ما إذا كان لاتصالهم الدائم بالمسئولين الروس تأثير يذكر عليهم، أو ربما يكون لهجوم «الشعيرات» فى حمص أثر فى نفى أى من هذه التأثيرات. لافروف يلتقى تيلرسون اليوم بعد إلغاء برنامج تنسيق الضربات بين روسياوأمريكا فى سوريا وربما يكون هناك مزيد من الإجراءات. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع