مع اقتراب ماراثون الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤه في نوفمبر المقبل من مرحلة الحسم, وتأكيد أحدث استطلاعات تقارب التأييد الشعبيبين المرشح الديمقراطي الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني, شرع المعسكران الجمهوري والديمقراطي في البحث عن الأصوات الشريدة, وهي أصوات الكتل الانتخابية التي لا تنتمي إلي لون سياسي محدد وإنما تتلون وفقا لمصالحها, وعلي رأس هذه الكتل اليهود الأمريكيين, ففي الوقت الذي رفض فيه المعسكر الديمقراطي الانزلاق وراء خطوات الخصم الجمهوري مؤكدا أن أوباما لا ينوي القيام بأي جولات خارجية حتي انتهاء السباق الرئاسي, جددت مصادر في حملة رومني تأكيدها عزم الأخير زيارة إسرائيل خلال الصيف, وفيما انشغل الجمهوريون بالبحث عن الصوت اليهودي, فضل الديمقراطيون تركيز اهتمامهم علي ابتداع شعار انتخابي جديد يكون علي نفس قوة شعار2008, وكان أحدث هذه الشعارات التي ستزين اللافتات خلال جولات أوباما جولاته المقبلة هي الرهان علي أمريكا في إدانة غير مباشرة لخصمه الجمهوري الذي تعد أحد الانتقادات الموجهه إليه هي اعتماده سياسات اقتصادية يمكن أن تدفع بمزيد من العمال الأمريكيين إلي الخارج. وعن موقف الناخبين من فرسي السباق الرئاسي, أظهر أحدث استطلاع للرأي والذي أجراه معهد جالوب الأمريكي لقياس توجهات الجمهور, تقارب التأييد الشعبي بين أوباما ورومني. وأوضحت نتائج الاستطلاع تسجيل أوباما أعلي مستوي تأييد شعبي له منذ أبريل الماضي, متقدما علي منافسه رومني ب5 نقاط مئوية, حيث بلغت نسبة مؤيديه48% مقابل43% لرومني. إلي ذلك, أكد مسئول بارز في البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأمريكي لا يعتزم إجراء أي رحلات خارجية قبل الانتخابات الرئاسية. وأوضحت صحيفة جيروزليم بوست الإسرائيلية نقلا عن المسئول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته أن أوباما يفضل في المرحلة الراهنة التركيز علي الناخب الأمريكي والتوجه إليه بشكل مباشر سواء بالخطاب أو بالجولات التي يعتزم الرئيس الديمقراطي إجراءها في عدد من الولاياتالأمريكية. جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد مسئولين في حملة المرشح الجمهوري رومني عزم الأخير زيارة إسرائيل خلال الصيف, أملا في حشد دعم جزء من الناخبين اليهود الأمريكيين الذين صوتوا بكثافة لصالح باراك أوباما عام..2008 وبينما انشغل الجمهوريون بمحاولات التفوق علي المعسكر الديمقراطي في حصاد أصوات اليهود الأمريكيين, وجه المعسكر الديمقراطي جل اهتمامه لإيجاد شعار رنان له نفس وقع شعار التغيير.. يمكننا الإيمان به الذي جعل من حملة أوباما الانتخابية عام2008, حملة نموذجية, خاصة بعد أن ساهم في دفع الكثير من الناخبين إلي تغيير مواقفهم السياسية. وأوضح مسئول من معسكر أوباما أن الشعار الذي اتفق عليه الديمقراطيون هو الرهان علي أمريكا, مشيرين إلي أنه في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد العالمي بأزمة تقشف وكساد, فإن أوباما قرر أن الإيمان بأمريكا والرهان علي قدرتها علي تجاوز المحنة الاقتصادية, هو الرسالة الجديدة التي ستروج لها حمله المرشح الديمقراطي الانتخابية.