أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية عميقة ومتشعبة منذ عقود طويلة، حيث إن لها مناحى عديدة. وقال شكري، فى تصريح للتليفزيون المصرى من واشنطن، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الحالية سوف تركز على الجانب الاقتصادى للعلاقات المصرية الأمريكية، حتى تنطلق مصر نحو وضع أفضل يحقق طموحات الشعب المصري. وأشار وزير الخارجية إلى أن صناعة القرار فى الولاياتالمتحدة تتم من خلال الإدارة الأمريكية والكونجرس، وأيضا هناك تأثير للمراكز البحثية والمنظمات المجتمعية التى تعمل فى الإطار السياسي. وأضاف شكرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيلتقى خلال زيارته قطاعا عريضا من متخذى القرار فى الإدارة ومراكز الأبحاث، لافتا إلى وجود تواصل مع كبرى الشركات الأمريكية، وأن الرئيس السيسى سيلقى كلمة فى غرفة التجارة الأمريكية. تصريح سامح شكري، وزير الخارجية، يمثل وصفا دقيقا لأهمية العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية التى تنبهت منذ القرن التاسع عشر لأهمية مكانة مصر وموقعها، حيث افتتحت أول قنصلية للولايات المتحدةالأمريكية عام 1832. مثلها مثل غيرها من العلاقات الدولية تراوحت العلاقات المصرية الأمريكية ما بين التعاون والدفء الشديدين فى فترات من تاريخها، والفتور أو الصراع المكتوم فى فترات أخري، بل وصلت إلى حد اتخاذ مصر قرارا بقطع العلاقات السياسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1967، واستمر الحال كذلك إلى أن عادت تلك العلاقات فى شهر مارس عام 1974، وتطورت هذه العلاقات إلى أن أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1978 المصدر الرئيسى للأسلحة وأكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لمصر، مع تدخلها بشكل كبير لعقد محادثات السلام بين مصر وإسرائيل وتوقيع المعاهدة فى منتجع كامب ديفيد. وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية عموما ازدهارا شديدا فى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات (1970- 1981)، وتواصلت بقدر كبير من التقارب خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، قبل أن تتوتر العلاقات خلال حكم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، رغم أنه بدأ توجهه للمنطقة العربية من القاهرة، التى زارها فى شهر يونيو عام 2009، ووجه منها رسالته إلى العالمين العربى والإسلامى مناديا بوحدة الحضارات. مع التطور الذى شهدته العلاقات المصرية الأمريكية فى جميع المجالات خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضى اتفقت الدولتان على ضرورة إيجاد إطار مؤسسى يتسم بصفة الاستمرارية لمتابعة تطور العلاقات، فتم الاتفاق على إطلاق الحوار الاستراتيجي، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية- الأمريكية، حيث تم عقد جلستين فى القاهرةوواشنطن عامى 1988 و1989، للتشاور حول القضايا السياسية الدولية والإقليمية على مستوى الخبراء من الجانبين، لكن هذا الحوار توقف بعد الغزو العراقى للكويت، وفى يوليو 1998 تم إحياء فكرة الحوار الإستراتيجى بين الدولتين، وتم عقد أول جولة فى واشنطن، ثم عقدت الجولة الثانية بالقاهرة فى ديسمبر 1998، وتلتها الجولة الثالثة فى فبراير عام 1999 بواشنطن. ومع بداية الألفية الثالثة اكتسب الحوار الإستراتيجى بين مصر والولاياتالمتحدة أبعادا على درجة كبيرة من الأهمية، لخطورة تطور الأوضاع فى المنطقة وضرورة وضع قاعدة للمصالح المشتركة من خلال لقاءات وتشاورات مستمرة بين البلدين، وعدم الاكتفاء بلقاء واحد كل عام، ونظم هذه اللقاءات وزيرا خارجيتى البلدين، حيث حرصت مصر والولاياتالمتحدة معا على تحديد ثلاثة أهداف كبرى لتعاونهما وهي: السلام والاستقرار الإقليمى التصدى للإرهاب الإصلاح الاقتصادي. خلال عام حكم الإخوان فى مصر حدث تقارب شديد بين الإدارة الأمريكية والسلطات المصرية، وزارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون مصر أكثر من مرة. لكن بعد تأكد الإدارة الأمريكية من أن هذه الزيارات غير ذات جدوي، وأن نظام الإخوان فى مصر ذهب إلى غير رجعة، بدأت الأمور تتحسن بشكل كبير، وتعددت زيارات المسئولين الأمريكيين وأعضاء الكونجرس إلى مصر، خصوصا وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيري، للتنسيق مع نظيره المصرى سامح شكرى فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أو القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا بعد تنامى ظاهرة الإرهاب وانتشار تنظيم «داعش» فى عدة دول بالمنطقة، وتفجر الأحداث فى كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها من الدول. كان أحد مؤشرات تحسن العلاقات المصرية الأمريكية بعد الفتور الذى شهدته عقب ثورة 30 يونيو، القمة التى انعقدت فى سبتمبر 2014 بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وباراك أوباما، على هامش مشاركتهما فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث جاء اللقاء وقتها بناء على طلب من الجانب الأمريكى لبحث سبل التعاون المشترك وبحث قضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب. ** محطات مهمة فى تاريخ العلاقات المصرية - الأمريكية * 12 يناير 1832 افتتاح أول تمثيل قنصلى أمريكى فى مصر بالإسكندرية، وكان الوكيل القنصلى هو البريطانى جون جليدون. * سبتمبر 1947 طلبت مصر رسميا بعثة عسكرية أمريكية لتدريب القوات المصرية. * سنة 1953 زار جون فوستر دالاس، وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت مصر بعد انتخاب ايزنهاور رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية، وذلك للدعوة لسياسة تطويق الاتحاد السوفيتي السابق بالأحلاف الغربية وقواعدها العسكرية. * يناير 1956 ، زار روبرت أندرسون وزير الخزانة الأمريكي، مصر لعرض تمويل السد العالى مقابل الصلح مع إسرائيل. * سنة 1956 برز الخلاف المصرى الأمريكى بشأن تمويل السد العالي. * سنة 1961أرسل الرئيس الأمريكي جون كيندي خطابا إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يعرض عليه رغبة الولاياتالمتحدة فى تسوية النزاع العربى الإسرائيلي. ورد عليه الرئيس جمال عبد الناصر بأن هناك طريقاً واحداً إلى تسوية هذا النزاع وهو طريق رد الحق العربي. * بداية من سنة 1965 تدهورت العلاقات المصرية الأمريكية إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بعد المساندة الأمريكية إسرائيل فى عدوانها على مصر فى 5 يونيو 1967. * مارس 1974 تم استئناف العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية.