سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استئناف الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن بعد تعليقه لمدة 6 سنوات..خبراء: لن يستبدلوا القاهرة ولم يستغنوا عن الإخوان.. يدعمون مصلحتهم فقط ويحتاجون إلى مصر بقوة
قال وزير الخارجية الأمريكي، الأحد، إن العلاقات مع القاهرة عادت إلى قاعدة قوية، مشيرا إلى نجاح أول جلسة حوار إستراتيجي بين البلدين منذ 2009. وفي مؤتمر صحفي أعقب الجلسة التي عقدت في القاهرة، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن "الولاياتالمتحدة ومصر تعودان إلى قاعدة قوية للعلاقات رغم التوترات"، وأضاف أن المحادثات "كانت ناجحة للغاية واتسمت بالصراحة الشديدة". من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه لا يوجد خلافات كبيرة مع واشنطن، مشيرا إلى تطابق وجهات النظر في ملفات عديدة. ويأتي استئناف الحوار الاستراتيجي بين القاهرةوواشنطن بعد تعليقه لمدة 6 سنوات شهدت فتورا في العلاقات بين الجانبين. أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر، يعتبر بداية جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية، مشيرًا إلى أن هناك رغبة أمريكية حقيقية لإعادة الصلة مع القاهرة بشكل طبيعي، كما أن هناك ارتقاء في مستوى العلاقات بين البلدين. وأشار السفير رخا في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، إلى أن الولاياتالمتحدة تفهمت الوضع القائم في مصر عقب 30 يونيو، وبدأت في إعادة العلاقات تدريجيًا، حيث تم رفع الحظر عن المساعدات العسكرية لمصر في الفترة الأخيرة، إضافة إلى تسليم القاهرة 8 طائرات F- 16 قبل الحوار الإستراتيجي بأيام قليلة، لافتا إلى أن الحوار الذي توقف منذ 2009 وتم استئنافه اليوم، وهو شامل عن اللجان المشتركة وله نظرة شاملة. وصرح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، بأن واشنطن لديها رغبة كبيرة في عودة العلاقات مع مصر، موضحًا أنهم ألغوا لقاء جماعة الإخوان الإرهابية في الخارجية الأمريكية بناءً على الطلب المصري، ولذلك هم أبدوا اهتماما بعودة العلاقات، وهذا يعتبر تطورا في العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة، ومع ذلك الولاياتالمتحدة لا تعتبر جماعة الإخوان جماعة إرهابية – على حد قوله. وقال السفير رخا: "واشنطن لا تستطيع استبدال مصر باي قوى اقليمية، ووضع مصر الثقافي والجغرافي يلقى عليها أعباء وكيري اقر بهذه الحقيقة اليوم، كما أن الحوار الإستراتيجي بدأ التنسيق له بعض الملف الإيراني، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري جاء اليوم لطمأنة الوطن العربي وأن الاتفاق ليس به تهديد للعرب". وأضاف، أن كيري قال في المؤتمر الصحفي أن الحكومة المصرية عليها اعادة النظر في بعض الإجراءات لمساعدة المستثمرين الاجانب، ولذلك الولاياتالمتحدة مهتمة بالاستثمار في مصر وكيري جاء بوفد كبير وراؤه رسالة بأنه يريد المشاركة في حفل قناة السويس. ومن جانبه أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية الأمريكية تشهد نقلة نوعية جديدة، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني ألا نتوقع مشاكل بين البلدين، ودائمًا ما تخرج واشنطن بتقارير مناهضة للحكومة المصرية خاصة في مجال حقوق الإنسان دون تفهم الوضع الحقيقي." ولفت العرابي في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، إلى أن الحوار الإستراتيجي بين القاهرةوواشنطن لا يعني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قطعت علاقتها بالإخوان وسيكون هناك اتصال غير مباشر، والولاياتالمتحدة ستتعامل طبيعي مع النظام الحالي في مصر. وأضاف وزير الخارجية الأسبق، أن توقيت الحوار الإستراتيجي بين البلدين كان متفقا عليه من فترة، وتم تأجيله، وتواكبت الاحداث في المنطقة وأصبحت من سماتها تسارع الأحداث. وأشار إلى أن مصر ستستفيد من الحوار الإستراتيجي ومن عودة العلاقات مع واشنطن، لأن أمريكا دولة كبرى، وسيكون هناك مصالح إقليمية وسياسية وإستراتيجية مشتركة، كما أنه تم اتفاق اقتصادي بين البلدين لم يعلن عنه بعد. وقال الدكتور جلال الرشيدي، سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقًا، إن الحوار الإستراتيجي بين الولاياتالمتحدةوالقاهرة تم تأجيله ثلاث مرات، مشيرًا إلى أن تأجيل الحوار الإستراتيجي كان بمثابة رسالة لمصر بأن هناك قلقًا أمريكيًا من ملفات سياسية وملفات تتعلق بحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن الانفراجة في العلاقات بدأت في أكتوبر 2013، عندما أبلغت الإدارة الأمريكية الرئيس السيسي بإلغاء تعليق المساعدات العسكرية لمصر. وأضاف الرشيدي في مداخلة هاتفية مع "البوابة نيوز"، أن الأمريكان قالوا في تقارير أن الدولة المصرية تمارس العنف ضد جماعة الإخوان والنشطاء، مؤكدًا أن أي دولة كبرى لديها مصالحها لذلك هي تتعامل مع باقي الدول من منطلق المصلحة البحت، كما أنهم درسوا الموقف جيدًا ووجدوا أن نظام السيسي قائم ومستقر، وبالتالي أي مسئول أمريكي يزور مصر يأتي في صورة مراقب ويقيم الوضع في مصر، وحتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأمم المتحدة تم تقييمها، وكانت فكرة ممتازة لأنها أوضحت الرؤية للأمريكان، ولذلك هي جاءت في صالح مصر. وأكد سفير مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقًا، أنه بالرغم من أن واشنطن مازالت تتعامل مع الجماعة الإرهابية إلا أن الضغط المصري جعلهم لم يقابلوا رسميًا وفد الإخوان بواشنطن، كما أن الأمريكان يؤمنوا بوجود مصالحة وطنية معهم دون معرفة حقيقة الوضع، وقال: " كما قلت الأمريكان يدعمون مصلحتهم فقط، فكانوا يمولون منظمة إرهابية مثل "داعش" وعندما يجدون أنهم سيصيبهم أذى من الدعم تبدأ في محاربتهم". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تحتاج مصر لكونها دولة محورية، وبعد الاتفاق الإيراني أصبحت مصر تمثل للأمريكان ميزان الاطمئنان للخليج ولباقي الدول العربية.