تتجدد الفعاليات السنوية للاحتفال باليوم العالمي للأوتيزم في الثاني من أبريل من كل عام، من أجل التوعية الشاملة بهذا المرض وتسليط الضوء عليه، وإنارة الأبنية والمعالم المختلفة في العديد من بلدان العالم باللون الأزرق المعبر عن طيف التوحد ولكونه رمزا للتواصل الإنساني والاهتمام بتحسين حياة أطفال التوحد. تؤكد د. علا شاهين أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة حرص الجامعة علي المشاركة الفعالة هذا العام بتخصيص يوم علمي لخريجي الطب النفسي والمتخصصين في مجال البحث العلمي والإكلينيكي لمرض التوحد، يضم محاضرات وأفلام توعية بالمرض، بالإضافة إلي فتح باب التدريب للطلبة علي كيفية الاكتشاف المبكر لمرض التوحد وأهم أعراضه والأسباب المصاحبة له والوسائل التشخيصية والتداخلات العلاجية المختلفة، يأتي ذلك علي خلفية اتفاقية التعاون المشترك بين قسم الطب النفسي بجامعة القاهرة، وجامعتي أولو بفنلندا، وبتسبرج بالولايات المتحدةالأمريكية. وتشير د. علا إلي أن اضطراب التوحد يعد أحد أعلي الاضطرابات الإنمائية العصبية والنفسية، ويشمل تأخرا ملحوظا في بعض القدرات المتعلقة بالنمو العقلي لدي الطفل وأهمها اضطراب التواصل الاجتماعي، وتأخر المهارات اللغوية والقدرات المعرفية والتي تصاحبها محدودية في الاهتمامات والأنشطة، ويعد هذا الاضطراب أكثر شيوعا في الذكور مقارنة بالإناث وتصل نسبة الزيادة بنحو ثلاثة أضعاف. وتضيف أن اضطراب التوحد قد يبدأ في الشهور الأولي وتأخذ الأعراض صورة الهدوء المبالغ فيه، وعدم الخوف من الغرباء ولا التفاعل مع الآخرين، فتشكو الأم أنه لا يعرفها ولا يقبل عليها عندما تلتقطه من فراشه، وهناك النوع ذو البداية المتأخرة من عمر عامين إلي ثلاثة أعوام، حيث يقرر الوالدان أن الطفل كان نموه طبيعيا حتي هذه السن، ويشار إلي هذا النوع بالمتراجع، وقليلا ما يبدأ بعد ذلك في الخامسة أو السادسة من العمر. وتشير داليا سليمان رئيسة الجمعية المصرية للأوتيزم إلي أهمية وعي الأسر لاكتشاف الإصابة في وقت مبكر، الأمر الذي سيسهم في تحسين الحالة الذهنية للطفل ومن ثم تزيد درجة تفاعله في المجتمع، وتنوه إلي حرص الجمعية علي تخصيص العديد من الدورات التدريبية التخصصية في مجال الصحة النفسية، وتأهيل الطلاب علي طرق التشخيص المبكر، كما تؤكد أهمية المشاركة الوجدانية لتلك الفئة من الأطفال، خاصة بعد أن أثبتت الإحصائيات الدولية إصابة واحد من بين 68 مولودا بالأوتيزم، بالإضافة إلي وجود حالات غير معروفة علي وجه التحديد أو لا يتم تشخيصها بشكل سليم. وتنوه د. داليا إلي تنظيم ماراثون للدراجات في السابع من ابريل الحالي يشارك فيه جميع الفئات مع أطفال مرضي التوحد وذويهم، كنوع من التحفيز والدعم النفسي. وتشدد د. هالة صلاح الدين وكيل كلية طب قصر العيني علي أهمية دور الخدمة المجتمعية في الاكتشاف المبكر لحالات التوحد وتحويلها للمختصين كنوع من أنواع المساهمة الوجدانية في رفع المعاناة عن كاهل المرضي وذويهم،