تزامنا مع اليوم العالمى للأوتيزم وشهر التوعية به تم أمس إنارة أكثر من 15 معلما سياحيا وأثريا بمصر باللون الأزرق مثل معابد الأقصر ومبنى الإرشاد لقناة السويس بالإسماعيلية ومكتبة الإسكندرية وبرج القاهرة والبورصة المصرية والعديد من مبانى الجامعات ومقرات المحافظات وذلك لجذب الانتباه والتعريف بالأوتيزم. تقول داليا سليمان رئيسة الجمعية المصرية للأوتيزم أن الاحتفال هذا العام والذى يقام تحت رعاية وزارات التضامن الاجتماعى والآثار والصحة وبالتنسيق مع كل الهيئات المعنية بالدولة يهدف إلى إلقاء الضوء على اضطراب الأوتيزم مثلما يتم بمختلف دول العالم والتى تضاء معالمها بالأزرق. كما سيشهد شهر إبريل العديد من الفاعليات للتعريف بالأوتيزم وسبل الكشف المبكر عنه. ومن أهم أعراض الأوتيزم عدم القدرة علي التواصل العاطفى للطفل والاتصال بمن حوله والانعزال التام وتجمد العواطف. والعرض الآخر هو تدهور اللغة أو غيابها في هؤلاء الأطفال, مع اضطرابات سلوكية وعصبية وعدوانية وحركات لا إرادية مع إهمال للذات. ورغم كثرة الأبحاث لدراسة هذا الاضطراب إلا أنه لم يتم الاستقرار بين العلماء على سبب محدد لحدوثه حيث تم التعرف عليه منذ حوالي70عاما, ونسبة حدوثه1 في كل10 آلاف طفل كما أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث, ووفقا للاحصاءات العالمية فإن4 ملايين طفل من بين140 مليونا يولدون سنويا يعانون من إعاقات لاتظهر أعراضها علي أجسادهم, إنما هي طيف واسع من الاضطرابات العصبية والنفسية. ومن المفضل تشخيص اضطراب الذاتوية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل, والعلاجات الحالية تعتمد أساسا علي البرامج التربوية والتعليمية والسلوكية, ويمكن إلي جانبها الاستعانة بمضادات الذهان والصرع والاكتئاب, إضافة إلي المقويات والفيتامينات. وتضيف داليا سليمان أنه من خلال التجارب المتلاحقة والاستفادة من الخبرات العالمية وجدنا أن فرصة طفل الأوتيزم في التعلم والتفاعل مع المجتمع أكبر لو تم اكتشاف المرض مبكرا وبالتحديد من سن عامين, ففي هذه المرحلة المبكرة يمكن تطبيق عدد من البرامج العلاجية مثل التواصل مع الطفل بالصور أو إدماج عدد من الحيوانات الأليفة في برامج التواصل مع الطفل مثل الخيل أو الدرفيل. وهذا النوع من التدريبات يسهم في تهذيب مريض الذاتوية سلوكيا وتعليمه كيفية التواصل مع الآخرين. وتؤكد أن هذا النوع من العلاج يتطلب مدربا لكل طفل وعددا كبيرا من الساعات حتي يتعلم مريض الذاتوية كيفية التعبير عن ذاته والتعامل مع الآخرين, ومن الخطوات الإيجابية التي تحققت بعد التدريب السلوكي للمرضي كانت إلحاق مرضي الذاتوية بالمدارس مع أقرانهم من الطلبة الأصحاء كي يكتسبوا مهارات أكثر في التعامل مع المجتمع. لذلك تؤكد ضرورة وضع رؤية لحياة هذه الفئة الخاصة من المجتمع من خلال توفير برامج لتعليم الأسر التي بها مريض ذاتوية, إضافة الي تخريج كوادر من التربويين القادرين علي تعليم مرضي الذاتوية والذين يختلفون عن باقي الحالات الخاصة في قدرتهم علي الاستجابة لو تم توفير البيئة التي تساعد علي ذلك.