احتفلت مكتبة الإيداع بمكتبة الإسكندرية أمس باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحُّد لعام 2013 تحت شعار “أنا مريض بمرض التوحُّد… أنا إنسان أيضًا”، بمشاركة الجمعية المصرية للأوتيزم والأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة المصرية. شارك في هذا الإحتفال كل من الدكتورة داليا سليمان؛ رئيسة الجمعية المصرية للأوتيزم؛ والدكتورة مها عماد الدين؛ مدير إدارة الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، والدكتورة حنان عزوز؛ أستاذ الأمراض العصبية والسلوكية في الأطفال بكلية الطب – جامعة الإسكندرية، والذين تحدثوا عن مرض التوحد، وأعراضه، وكيفية التعامل معه. بدأ الإحتفال بكلمة للطفل محمد السعيد المريض بالأوتيزم، وقد كانت كلمة مؤثرة تكلم فيها الطفل عن إصابته بالمرض، ووجه فيها شكره لكل من ساعده أن يتكلم ويتفاعل مع المجتمع بشكل طبيعي مثل: أهله، أصدقائه، ومعلميه. وعرفت الدكتورة داليا سليمان مرض الأوتيزم على أنه إضطراب في النمو العصبي للإنسان، مبينة أن الحالات تنقسم إلى صعبة، ومتوسطة، وبسيطة. وأوضحت أنه لا توجد دراسات واضحة في مصر، مبينة أن طفل من كل 250 طفل تقريباً مصاب بالمرض، منهم نسبة أربعة إلى واحد في الأولاد عن البنات. وتحدثت عن أعراض المرض، مبينة أن طفل الأوتيزم دائماً ما يجلس وحده ولا يبتسم كثيراً، ويتمسك بأشياء معينة ولا يريد الإستغناء عنها، لا يوجد لديه إحساس بالخطر، ولا يوجد لديه خيال في اللعب. وشخصت المرض في ثلاث نقاط أساسية هي: الناحية الإجتماعية، اللغة، والسلوكيات. وقالت إن طفل الأوتيزم يعاني من قصور في التواصل الإجتماعي مع من حوله وخاصةً التواصل البصري؛ حيث أنه يمكن أن يرى من حوله كأشياء وليس كأشخاص. وأضافت أنه لا يستطيع أن يفهم ردود فعل من حوله ولا يستطيع أن يتحكم في التعبير عن مشاعره، وأنه لا يحب أن يعانقه أو يقبله أحد. أما عن قصور اللغة فقد أوضحت أن بعض مرضى الأوتيزم لا يتحدثون طوال حياتهم، البعض الأخر لا يتحدثوا إلا بعد سن الخمس أو تسع سنوات، والبعض الأخر يتحدث بعد ثلاث لأربع سنوات ولكنهم نسبة قليلة، وذلك يجعلهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم. وأضافت أن سلوكيات الطفل غالباً ما تكون روتينية تكرارية حيث أنه لا يحب تغيير مكان أو طريق نومه أو أكله، وأنه لا يحب الذهاب لأماكن جديدة أو التعرف على أناس جدد، ولديه بعض الحركات التكرارية مثل هز الرأس ولف العجل وغيرها. وأوضحت أن مرض الأوتيزم لا يوجد له علاج معين لإنهائه، ولكنها شددت على أهمية تعليم الأطفال وتأهيلهم للمشاركة في العالم المحيط بهم. وتحدثت عن دور الجمعية المصرية للأوتيزم في ذلك حيث أوضحت أنه يتم إختبار مهارات الطفل من خلال مهارات التقليد، الإدراك الأدائي واللغوي، والحركة الكبرى والصغرى، وغيرها من المهارات. وقالت إنه طبقاً للنتيجة إما أن يأخذ الطفل برنامج تعليمي مكثف تابع للجمعية يسمى (Head Start) أو يطبق البرنامج في مدارس للتوعية. وأضافت أنه يوجد برنامج فردي لكل طفل لتحسين مهارات التخاطب والتواصل، وتعليم الطفل التركيز وتطويل مدته، وتعليم الطفل التقليد وإستخدام اللغة التعبيرية، ورعاية الذات. وأشارت إلى وجود فصول مختلفة طبقاً للأعمار المختلفة للأطفال.