فور توليه مسئولية وزارة التربية والتعليم، قال الدكتور طارق شوقى، إنه لعب «بلاى ستيشن» لكى يكون قريبا من فكر التلاميذ، ويقدم لهم المناهج التى تناسبهم، أى أن الأمور فى رأيه تكون حسب هوى الوزير، وليست وفق خطة ثابتة وواضحة، فكان أول القصيدة كفرا، ولم تمر أيام حتى جاء تصريحه الذى أثار ضجة بأن فكرة «البوكليت» عبيطة، فإذا كانت كذلك، فلماذا يعمل بها ولا يتم إلغاؤها، ثم هل الوزير السابق هو الذى وضع هذه الفكرة أم أن خبراء المناهج والوزارة هم الذين وضعوها؟.. وهل هم مازالوا فى مواقعهم، وما هو رد فعلهم على تصريحات الوزير؟.. الواضح أنه لا يتكلم أحد منهم، لأنه إذا شرح وجهة نظره أو اعترض على ما يقوله الوزير فسوف يتم إقصاؤه عن موقعه، فالوزارات فى مصر تسير بسياسة «الشخصنة»، وليس هناك فلسفة واضحة يمكن الاعتماد عليها فى منظومة التعليم، وسوف يظل الاعتماد على شخص الوزير فى تسيير أمور الوزارة مشكلة كبرى ليس لها حل. وإذا كان الوزير يقصد أن نظام الامتحانات الجديد بسيط ويجب ألا يمثل إزعاجا للطلبة وأولياء الأمور، فقد كان يجب عليه أن يختار التعبير المناسب لا أن يثير استياء الناس من أنه فكرة «عبيطة»، وقد حان الوقت لوضع التعليم فى مصر على مائدة البحث العلمى واختيار أساليب ومناهج جديدة تتماشى مع إيقاع العصر، وإعداد الكوادر المؤهلة لذلك، وإجراء تغيير شامل فى المواقع القيادية يعتمد على اختيار الكفاءات الذين يدفعون التعليم إلى الأمام، ولا يكونون مجرد أدوات فى يد كل وزير تعليم جديد فيغيرون الخطط حسب هواه، فهذه هى الآفة التى تسببت فى تقهقر مستوى التعليم فى مصر إلى هذا الحد غير المقبول. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد البرى;