"انقلاب" تعبير فرنسي شهير معناه ضربة ضد الدولة والمعروف ان الانقلابات العنيفة والناعمة واسعة الانتشار في دول العالم الثالث وتفوقت المخابرات الأمريكية في تدبير الانقلابات العسكرية والسياسية ضد زعماء التحرر الوطني بالشرق الوسط وافريقيا والتاريخ حافل بمثل هذه الانقلابات والاغتيالات حتي داخل المؤسسة الامريكية، وما حدث من تصفية للرئيس جون كيندي بسبب ميله (كما يعتقد البعض) لاقامة حالة من السلام الدائم مع الاتحاد السوفيتي خير مثال علي تورط اجهزة المخابرات الامريكية في لعبة الاغتيالات والانقلاب . ويؤكد الامريكي ادوارد كيرتين ان اجهزة المخابرات الامريكية مشهور عنها التفوق في هندسة الانقلابات الناعمة والخشنة خاصة في دول العالم الثالث، وهذه الايام تدور في كواليس المخابرات الامريكية الاعداد لمحاولة انقلاب من النوع الخشن وهذه المرة ستتم داخل الولاياتالمتحدةالامريكية ويسمونها فطيرة التفاح الامريكية الشهيرة في دنيا الانقلابات وتكنولوجيا تغيير نظم الحكم بالريموت كنترول. والتاريخ يميل لنظرية الاغتيالات الامريكية داخل الولاياتالامريكية وليس خارجها فقط كما هو معروف وما حدث مع جون كيندي وريتشارد نيكسون الذي تم اسقاطه بمؤامرة مدبرة وانقلاب شديد الخشونة من خلال فضيحة ووترجيت الشهيرة وحرمان كارتر من ولاية ثانية في انقلاب غير معلن من خلال صناديق الانتخابات فالطرق متنوعة ومتعددة والهدف واحد. ويؤكد روث ماركوس الصحفي الامريكي في مقال ترجمه احمد البرديسي ان واشنطن بدأت تستعيد مشاهد فضيحة ووتر جيت التي اسقطت بها الرئيس نيكسون في اشارة واضحة انها يمكنها اعادة التاريخ مع الرئيس الحالي ترامب اذ لم يخضع خضوعا كاملا للادارة الامريكية خاصة ان واشنطن ضاقت ذرعا بتصرفات الرئيس الحالي غير المحسوبة . ويضيف روث ماركوس ان الرئيس ترامب قضي نحو شهر ونصف الشهر حتي الان مليئة بالازعاج والفوضي في البيت الابيض وانه مشوش سياسيا وغير مجهز تجهيزا كاملا للقيام بدور الرئيس بل ادارته تشكل خطرا حقيقيا علي الامن القومي الامريكي وكذلك علي علاقات امريكا بحلفائها واصدقائها في اوروبا واسيا والشرق الاوسط . وبدأت ألة الحرب تستعد للتخلص من ترامب وهناك يسجلون له اخطاءه التي وقع فيها بدءا من التعهد بالتقارب مع روسيا الي الرغبة في انهاء الحرب في سوريا وسحب القوات الامريكية من جبهات القتال الخارجية ،اضافة الي تحفظه علي حلف الناتو والاتحاد الاوروبي واعلانه منذ ايام ان الصين والمانيا يشكلان خطرا حقيقيا علي الولاياتالمتحدةالامريكية ورصدت الواشنطن بوست 132كذبة وادعاء مضللا لترامب منذ توليه المسئولية . وهناك نوعان من من الصراع داخل البيت الابيض الاول يدور حول السلطة داخل ادارة ترامب وما الاطاحة بفلين منذ ايام سوي انذار شديد اللهجة لترامب والبقية ستأتي، وتشير الصحف الامريكية الي ان عملية اسقاط فلين ليست في الواقع سوي عملية اغتيال سياسي وتضيف ان سقوط الجنرال هو بداية الخيط الذي لابد ان ينتهي بوقوف دونالد ترامب للاستجواب امام الكونجرس ولن تتردد أجهزة المخابرات الامريكية في تلطيخ سمعة رجال ترامب بالعديد من الفضائح حتي يتحقق الهدف النهائي بازاحة ترامب من البيت الابيض. ويتحدثون في لندن وباريس وبرلين بصراحة قائلين ان ما يحدث في واشنطن يبعث علي القلق والفزع ولا احد يعلم الي اين تتجه الولاياتالمتحدة او امبراطورية امريكا الشمالية التي ظلت تقود النظام السياسي الدولي علي مدي 72عاما، وتتحدث كواليس واشنطن السرية حاليا عن بقاء ترامب كرئيس تحت رحمة الطبقة العليا في المؤسسة السياسية والعسكرية وانه في النهاية لن يكون هناك بدائل امام ترامب سوي الاطاحة به في انقلاب سياسي ناعم اوخشن حسب ما تتطلبه الظروف او يزعن للسيطرة الكاملة للبيت الابيض . وذكرت صحيفة واشنطن تربيون ان المخابرات المركزية الامريكية اصبحت في حالة حرب مع الرئيس ترامب وانها لا تطارد اختيارات ترامب للمناصب الحساسة فقط لكنها تطارد كل من حوله خاصة ستيف بانون مستشار ترامب الاول للشئون الاستراتيجية،والايام المقبلة ستشهد حالة شديدة من الصراع الراديكالي داخل المؤسسات الامريكية ومحاولة كل فريق اثبات ذاته وأحقيته في وجهات نظره وصولا لتحقيق هدف كل فريق إما نجاح ترامب وفريقه الرئاسي في إحكام قبضته تماما علي مجريات الحكم، وإما نجاح اصحاب فطيرة التفاح الامريكية في الاطاحة بترامب من الحكم نهائيا. لمزيد من مقالات فهمى السيد;