ينبغى تأييد الفرصة المتاحة لأن ينتقل حماس ترامب من القول إلى الفعل فى التصدى لتنظيمات الإرهاب وعلى رأسها جماعة الإخوان. وأما إذا تبنَّى سياسة عملية مُعلَنة تعتبر الإخوان تنظيماً إرهابياً، فإن تطوراً نوعياً كبيراً يصبح وارد التحقق بما يعود بفوائد كثيرة على مصر وغيرها، خاصة أن الروس سبقوا إلى اتخاذ هذه الخطوة منذ سنوات. بكل ما سوف يترتب على هذه السياسة الجديدة المحتملة والمأمولة من قيود على داعمى الإخوان وشركائهم، الذين سيكون عليهم القيام بحسابات معقدة إذا أرادوا الاستمرار فى سياستهم. ولا ينفى التنسيق مع ترامب فى هذا الاتجاه أن هناك نقاط خلاف أخرى كثيرة فى سياساته الأخرى، وسوف يكون على مصر أن تبدى فيها موقفها المستقل بما يتفق مع المواقف والالتزامات الأساسية لمصر، وبما يتوافق مع اتجاهات الرأى العام المصرى، وبما يحقق المصلحة المصرية فى كل الأحوال. ولعل بيان مكتب التواصل الإعلامى، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أهم ما بدر من إدارة ترامب، ومن اليوم الأول لتوليه السلطة، الذى حدَّد أولوياته فى السياسة الخارجية، وقرَّر بوضوح أن منها وجوب دحر تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة، وأنه يمكن عند الضرورة القيام بعمليات عسكرية ضمن التحالف الدولى، كما أعرب عن خطة إدارة ترامب فى التعاون مع الشركاء الدوليين على قطع التمويل عن الجماعات الإرهابية وعلى عرقلة دعايتهم الإلكترونية، وعلى تبادل المعلومات الاستخباراتية. أهمية هذا الكلام، الذى نأمل أن يكون له تجليات عملية سريعة على الأرض، أنه يقضى على سياسة أوباما التى كان لها دور أساسى فى تدمير المنطقة عبر السنوات الماضية، عندما ترك داعش ينطلق، وأصرَّ على اعتبار جماعة الإخوان تياراً معتدلاً، وعمل على فرضها على الواقع السياسى ضد إرادة شعوب المنطقة التى تكشفت لها مخاطر الإخوان وحقيقة ولائها وتبعيتها لأسوأ الاتجاهات الغربية المعادية تاريخياً لتطور المنطقة، والتى لم تكفّ عن إعاقة تطوره، إما بالاستعمار المباشر، وإما بالتوريط فى معارك مستنزفة وفى دعم نظم الحكم المستبدة الفاسدة..إلخ [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب