سيطول الكلام عن الفوز العجيب لدونالد ترامب رئيساً لأمريكا برغم هذا الاتفاق المريب من أكبر الصحف والتليفزيونات الأمريكية التى توقعت خسارته بعد أن تعمدت تحطيمه بحملات شرسة منظمة ألصقت به عدم الخبرة وانحراف السلوك والأنانية والعدوانية..إلخ إلخ، والتى توازت معها عمليات استطلاع متوالية، تزعم اتباع المناهج العلمية، حددت الأرقام والنسب التى ستضعه فى خانة الخاسر. وهذا وحده يحتاج دراسات مطوّلة تعيد تقدير ما كان يُظنّ أنه دور فعّال للدعاية فى فوز المرشحين، وتؤكد دور التواصل المباشر مع الجماهير الذى اعتمده ترامب، حتى حقق فوزاً غير متوقع حصل فيه على أغلبية كبيرة من المجمع الانتخابى إضافة إلى أكثر من 58 مليون صوت من الناخبين، بل وفاز حزبه بأغلبية مجلسى الكونجرس فى الانتخابات التكميلية فى نفس اليوم، أى صارت رئاسته مريحة مدعومة من أعضاء حزبه فى الكونجرس. وأياً ما كانت الملاحظات على توجهاته وأفكاره، فإن معظمها يخصّ الشئون الداخلية الأمريكية، كما أن آلية الحكم الأمريكية تستطيع أن تكبح الرئيس إذا شطح وتمادي. وعلينا من الآن أن نحسب النقاط الإيجابية التى يمكن التعاون معه فيها، خاصة تصريحاته الواضحة عن محاربة الإرهاب، وعلى الأخص وعوده بالقضاء على داعش. وأما هيلارى كلينتون، فإن خسارتها تحقق مكاسب كثيرة لمصر وللمنطقة العربية، فهى كانت ضالعة فى كل عمليات التخريب التى حلَّت بالإقليم منذ ما قبل توليها وزارة الخارجية، وهى التى تبنت سياسة الاعتماد على ما شاعت تسميته «الإسلام المعتدل» واعتبرت جماعة الإخوان ضمن المعتدلين. لذلك فإن الإخوان فى تعاسة بسبب هزيمتها فى الانتخابات بعد وعود منها، وهى فى وهم النجاح المحقق، بمساعدتهم على العودة للحياة السياسية فى مصر مجدداً. كما أنها كانت تتباهى بتأييدها إسرائيل وتطعن فى حماس منافسها ترامب لإسرائيل حتى أشعلت الحملة الرئاسية بالمزايدة على من سوف يدعم إسرائيل أكثر! كما أن اعترافها بتورط أمريكا فى تأسيس تنظيم القاعدة الإرهابى مشهور، وقد اتهمها ترامب أنها شاركت فى تخليق داعش..إلخ إلخ [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;