أبدأ حديث اليوم بتوجيه التحية إلى الصديق العزيز اللواء سمير فرج على مقاله الرائع بالأهرام يوم الخميس الماضى ناعيا بطلا مغوارا من أبطال التخطيط لحرب أكتوبر فى هيئة العمليات. والحقيقة أن العميد أركان حرب صلاح فهمى نحلة الذى نعاه سمير فرج كنت قد تشرفت بمعرفته صدفة فى مكتب العقيد عبد الحميد شداد رئيس قسم إسرائيل بفرع المعلومات بالمخابرات الحربية قبل حرب أكتوبر بعدة أشهر فوجئت به بعد ذلك بأيام وبالصدفة أيضا فى مكتب الأستاذ محمد حسنين هيكل ولم يرد فى ذهنى للحظة أن هناك علاقة بين زيارته للعقيد شداد وزيارته لرئيس تحرير الأهرام فى توقيت متقارب إلا بعد أن قرأت مقال سمير فرج واسترجعت ما طلبه منى العقيد شداد آنذاك حول إمكانية الحصول من الأهرام على ما هو متوافر من معلومات ودراسات عن المجتمع الإسرائيلى وأجندة تاريخ الإجازات والأعياد والاحتفالات الدينية المقدسة عند اليهود فقمت بنقل الرسالة إلى الأستاذ هيكل الذى أجابنى مبتسما إن ما تريده قد ذهب بالفعل إلى اللواء الجمسى بناء على طلبه لأن الأهرام لم ينشيء مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية إلا لخدمة المجهود الحربى فى المقام الأول. ومرت سنوات طويلة بعد نصر أكتوبر قبل أن يتكرر لقاء الصدفة مع العميد صلاح فهمى فى مناسبة اجتماعية لصديق مشترك ولم يخطر على بالى أن أسأله شيئا عن سبب زيارته للأهرام رغم أنه ذكرنى بها ولم يفكر الرجل أن يتباهى بأنه من اقترح موعد قيام الحرب استنادا إلى ما جمعه من معلومات وأنه دونه فى كراسة ابنته التلميذة حنان محددا يوم 6 أكتوبر الموافق يوم عيد كيبور اليهودى كأنسب موعد وأنه سلم الكراسة إلى اللواء الجمسى ليبقى سر هذه الكراسة محفوظا بينما ظللنا نردد جميعا حتى أيام قليلة مضت مقولة الرئيس السادات أنها كراسة الجمسي... الشكر لسمير فرج والمجد والخلود لصلاح فهمى الذى لم يبح بالسر ولم يظهر مرة واحدة على الفضائيات!. خير الكلام: الكسول يحسد النشيط على نشاطه والنشيط يحمد للكسول خموله[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;