سوف أخرج هذا اليوم عن تقاليد الكتابة الصحفية لأسطو عمدا على مقال رائع للواء د.سمير فرج فى عدد االأهرام الخميس الماضى (16/1) بعنوان «فى هدوء..رحل صلاح فهمى» .وأريد فقط هنا أن أعرض ما جاء فى هذا المقال...فإلى الذين لم يقرأوا المقال أعيد عليكم مضمونه. ففى سياق الإعداد للحرب ضد إسرائيل، ثأرا لهزيمة 1967 ..وفى شهر مايو 1973 وبعد أن أصبح الجيش المصرى جاهزا لشن الحرب استدعى اللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة العقيد صلاح فهمى ليكلفه بتحديد الموعد الملائم لشن الهجوم على الجيش الإسرائيلى شرق القناة وتحطيم خط بارليف، وكذلك هجوم القوات السورية فى الجبهة الشمالية. وبداهة، فإن تحديد هذا اليوم لم يكن أبدا عملا سهلا، وكما يقول د.سمير فرج فإن العقيد صلاح فهمى أخذ يجمع كل المعلومات المطلوبة من مختلف المصادر، عن التوقيتات المختلفة فى إسرائيل والظروف المناخية واتجاهات التيار فى مجرى القناة...إلخ ويقول اللواء د.سمير فرج إن اللواء الجمسى استعجل صلاح فهمى متسائلا عن الموعد الذى توصل إليه لتسليمه للرئيس السادات، وأن العقيد صلاح توجه إلى منزله لكتابة نقاط تقريره تجنبا لأن يراه أحد فى المكتب، ولم يجد سوى كراسة خاصة بإبنته حنان صلاح فهمى فقلبها ليستخدم ما تبقى من أوراقها من الناحية الأخرى كمسودة مبدئية وبدأ فى كتابة لماذا يوم السادس من أكتوبر، ولماذا الساعة الثانية ظهرا..؟ وعرض رؤيته المدعومة بالمعلومات و البيانات و الوثائق ... وعلى عجل، وقبل أن يصوغ الفكرة فى شكل نهائى التقط اللواء الجمسى الكراسة التى ذهب بها إلى المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية...وبعد أقل من ساعتين كانت الكراسة فى يد الرئيس السادات. ويقول سمير فرج أن صلاح فهمى كان أيضا من اقترح إغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية فى أثناء الحرب ..وأتساءل: أليس البطل صلاح فهمى جديرا بتخليد اسمه ، فيطلق مثلا على أحد شوارع أو ميادين المحافظة التى تتشرف بانتمائه إليها...أو غير ذلك من وسائل التكريم المستحقة؟ لمزيد من مقالات د. اسامة الغزالى حرب