بعد معركة صعبة, فاز الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة, وسط فرحة الملايين بأول رئيس منتخب بعد ثورة يناير,ووسط مخاوف من ملايين يخشون من الدولة الدينية فمنحوا أصواتهم للفريق أحمد شفيق! وفور إعلان النتيجة, أطل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية علي المصريين عبرالشاشات ليلقي أول كلمة إلي الأمة بعد فوزه, مؤكدا أنه سوف يكون رئيسا لكل المصريين,أينما وجدوا بالداخل والخارج, وأن دماء الشهداء لن تضيع هدرا, معربا عن تقديره لشعب مصر العظيم ولجيش مصر خير أجناد الأرض, ولدور القوات المسلحة وحرصه علي تقوية والحفاظ علي هذه المؤسسة العريقة التي نحبها ونقدرها جميعا., فضلا عن الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية وكافة الاتفاقيات المبرمة معنا, والتأسيس لعلاقات متوازنة بيننا وبين كل القوي العالمية علي اساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يقرأ السياسيون والحزبيون خطاب الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي؟ خطاب الرئيس محمد مرسي إلي الأمه- كما يراه أبو العز الحريري الناشط السياسي والنائب السابق هو خطاب افتتاحي في لحظة وجود في موقع كبير, كما يشيع نوع من السعادة, والثناء, والشكر لله, وللشعب, والتقدير لأهداف الثورة ودماء الشهداء التي أوصلتنا لتلك اللحظة التاريخية, كما تعكس كلمات الرئيس المنتخب محاولة للتخاطب مع كل المصريين, وهي كلمة ارتجالية وبسيطة, وتعطي مجموعة من الوعود للمصريين, كما يبعث الخطاب برسائل طمأنة له, مؤكدا أن مصر تغيرت, والثورة فرضت نفسها, وأن كل قرار سيتخذه الرئيس سيكون تحت الرقابة الشعبية. ونحن نتمني- والكلام مازال لأبو العز الحريري- أن تتجه مصر للافضل خلال المرحلة القادمة, وأن يتجه الرئيس لتحقيق أمنيات وتطلعات الشعب المصري, لكننا ندعوه لتنفيذ مشروع وطني عام يكون محل رضا من الجميع, ويدعمه في ذلك مؤسسات الدولة والشعب المصري, مطالبا بأن تكون المشروعات الأساسية محل حوار ومناقشه للاستفادة من الخبرات المصرية في مختلف المجالات, فضلا عن احترام الحريات وحقوق الانسان, وأحكام القضاء. الوعود وحدها لا تكفي في حين يري الناشط السياسي جورج اسحق عضو المجلس القومي لحقوق الانسان, أن الخطاب تضمن العديد من الوعود, وأن المرحلة القادمة تحتاج إلي برامج وخطط يتم تنفيذها علي ارض الواقع, موضحا أن الحديث عن الوحدة الوطنية خرافة يجب أن تنتهي, فنحن لا نريد أن تمنحنا أحد شيئا, لكننا نريد دولة المواطنة الحقيقية, والتعامل مع المصريين جميعا مسلمين وأقباطا علي قدم المساواة, وأن يكون تولي المناصب علي أساس الكفاءة والخبرة وليس علي اساس الاتنماء الحزبي, وأن يتم التعامل مع جميع المواطنين دون التميز بينهم, ومن ثم فإنني أقبل تولي الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئيس لكني أنتظر منه خطوات ملموسه لا وعود, فالتطمين لا يتحقق بالكلام, ولكننا نريد أن نعرف القواعد والآليات التي سيحكم بها البلاد, وعلي رأسها تحقيق العدالة, وتطبيق القانون بكل صرامة, وحيدة, وشفافية, كما نريد أن تلتزم مصر بكل الاتفاقيات التي وقعت عليها, وأن نضع دستورا يعبر عن طموحات المصريين, ويلبي أهداف الثورة, ويراعي المعايير الدولية لحقوق الانسان, كما أنه لابد من اتخاذ خطوات حقيقية تدفعنا للأمام وليس للخلف. وبشكل عام, فإن النائب السابق البدري فرغلي يري أن خطاب الدكتور محمد مرسي بعث برسائل تطمينية للداخل والخارج, لكنه في الوقت نفسه بواجه الدولة العميقة بما تملك من مؤسسات, وأسأله: كيف سيواجه الفساد الذي استشري في زمن الرئيس المخلوع, وكيف سيقتلعه من جذوره؟, مشيرا إلي أن الرئيس الجديد لن ينجح إلا بمواجهة الفساد الضارب في عمق المجتمع المصري. الأفعال لا الكلام وفي حين يثني البدري فرغلي علي ماذكره الرئيس محمد مرسي في خطابه بشأن احترام مصر لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية في إشارة لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل, لكنه يري ضرورة طباعة توزيع خطاب الرئيس علي الشعب لكي يحاسبه, لاسيما أن الخطاب يمثل برنامج عمل يجب أن ينطلق نحو التنفيذ, فضلا عن ضرورة العمل خلال المرحلة القادمة علي توحيد القوي السياسية المتناحرة من أجل تحقيق مطالب الثورة وأهدافها. من جانب آخر, فإنني آمل والكلام مازال للبدري فرغلي- أن يترجم الدكتور محمد مرسي الكلمات الواردة في خطابه إلي واقع عملي, وأن يتحقق لعنصري الأمة الاطمئنان الحقيقي, والدخول في مواجهة حقيقية مع المشاكل التي تواجه المجتمع المصري كالبطالة والفقر والمرض الذي تفشي في أجساد المصريين, ولا شك أن المهمة صعبة, ولا بد من تكتف جميع مؤسسات الدولة والشعب المصري مع الرئيس الجديد لكي يتمكن من صياغة برامج عمل ورؤية حقيقة لتلك التديات ليكون الشعب شريكا ومعينا له في تنفيذ خططه الرامية لتخفيف الأعباء عن كاهل الشعب, وأن يسعي لتحقيق مصالحة وطنية مع مختلف القوي السياسية, والمجتمع كله لكي يقف جانبه, وأن ينحاز لكل المصريين, لانه منذ إعلان فوزه أصبح رئيسا لجميع المصريين,بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية وتوجهاتهم الفكرية, وعقائدهم الدينية. بينما يبدأ الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع حديثه بالتأكيد علي احترام قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بإعلان فوز الدكتور محمد مرسي بالرغم من اعتراضنا عليه ودعوتنا لعدم انتخابه, وعليه أن يدرك أن الفارق بينه وبين منافسه الفريق أحمد شفيق لا يتجاوز7,1% من الأصوات, وأن12 مليون مواطن صوتوا للمرشح المنافس له, وكان من الضروري أن يوجه كلمة لمن لم يصوتوا له, مشيرا إلي أن الرئيس الجديد وجه التحية في خطابه للأمة إلي الكثرين من فئات الشعب المصري وصولا إلي سائقي التوك توك وذلك حقه, بينما خلا خطابه من رسالة طمأنة واحدة للإعلاميين والصحفيين, والأدباء والمبدعين والفنانين, وهؤلاء يستشعرون خوفا, وكان عليه أن يطمئنهم وأن يبعث لهم برسالة طمأنة عبر خطابه. الخطاب إيجابي.. ولكن وفي كل الأحوال, فالخطاب كما يراه الدكتور رفعت السعيد- إيجابي, حيث أكد فيه علي الوحدة الوطنية, والدولة المدنية, لكنه لم يقل لنا أنه سيلتزم بأحكام المحكمة الدستورية العليا التي قضت ببطلان البرلمان, ونطالبه بأن يقلب صفحة المرشح وأن يفتح صفحة الرئيس, وإذا أراد أن يكون رئيسا ناجحا يتعين عليه ترتيب الأولويات, وأن يبدأ برنامجا فوريا يلتزم فيه بحكم الدستورية العليا, مذكرا بأن الرئيس المخلوع بكل جبروته التزم بتطبيق حكم الدستورية بحل البرلمان مرتين, وعليه ألا يجعل من ميدان التحرير آداة للضغط عليه, وعليه ايضا الالتزام بالدستور والقانون, وتلافي الصدام مع القوي السياسية والمجلس العسكري, ليكون رئيسا لمصر والمصريين, وأن يقود البلاد بحكمة الربان الذي لا يريد تفجير الوطن. الخطاب الذي القاه الرئيس المصري الجديد- في رأي الدكتورحسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أعطي الانطباعات الأولي لرجل بسيط يدرك حساسية اللحظة الحالية, وأهمية المرحلة القادمة, وقد بعث فيه برسائل طمأنة للداخل والخارج من خلال التأكيد علي التزام مصر بكافة المواثيق والمعاهدات الدولية, كما بعث برسائل طمأنة للأقباط والمرأة والعاملين في مجال السياحة, وبدد المخاوف من وصول الاخوان المسلمين إلي السلطة. وبشكل عام, فإن الخطاب أعطي انطباعات جيدة تصدر عن رجل بسيط خرج من صفوف المصريين, وهو خطاب مناسبة وشكر لا تظهر فيه السياسات والبرامج, ونتوقع أن يكون الخطاب القادم سياسيا, ويعبر فيه عن سياساته و خططه, ولاشك أن ذلك الخطاب الذي القاه الرئيس الجديد يجب أن يترجم إلي برنامج سياسي. قضايا مهمة الخطاب جيد جدا هكذا بدأت المهندسة حنان أبو الغيط النائبة بمجلس الشعب عن الوفد حديثها تعقيبا علي بيان الدكتور مرسي للشعب المصري, وأشارت أن أفضل ما في الخطاب ذكر الآيات القرآنيه ولم نكن نسمعه في السابق فالشعب المصري بوجه عام مسيحيين ومسلمين متدينون لأن ذكر الله يريح القلوب, وشمل الخطاب عدة نقاط مهمة منها أنه تحدث عن معظم فئات المجتمع من حيث المهن والوظائف حتي وصل لسائقي التوكتك لأنهم مواطنون مصريون لهم صوت مثل الأخرين ومتساوون معهم في الحقوق والواجب ولايجب أن يأخذ أحد ذلك بسخرية مثلما كان سلوك نظام ميارك فإذا كان التوكتك متعب في بعض الطرق إلا أنه مفيد داخل المناطق النائية والأرياف ويساعد كبار السن والمعوقين في التنقل وهي وسيلة رخيصة وسهلة في التنقل, لكنها تطالب بتقنبن وضع التوكتك لأنه تحول لوسيلة ازعاج وارباك في بعض الطرق. وإن كانت بعض الفئات متخوفة من ناحية المرأة واتجاهات الدكتور مرسي فالخطاب الأول له كرئيس منتخب وأحاديثه السابقة تطمئن المرأة فهو لايمانع في تقلدها المناصب والوظائف المختلفة دون تحفظ فالمعيار هو الكفاءة ولم يمانع أن تكون رئيسة وزراء مادامت تملك المقومات وليست وزيرة فقط. وتؤكد أن مجمل الخطاب مطمئن للشعب المصري مسيحيين ومسلمين وهذه رسالة للتقارب والتعاون بينهم وضرورة التكاتف في هذا الوقت الصعب الذي تمر به مصر ولابد من الانتاج والعمل لأن مصر ورثة تركة ثقيلة, ولايستطيع رئيس الجمهورية وحده حملها, وتطالب بنقطنين هامتين من الرئيس المنتخب, أولاها زيادة ميزانية الصحة حيث انتقدت ماقدمته حكومة الدكتور الجنزوري من ميزانية ضئيلة للشعب المصري وهي3 مليارات جنيه فقط لاغير, وأقل تعويض للشعب المصري الذي عاني النهب والسرقة واستنزاف صحته وإصابته بالأمراض خاصة الكبدية والكلوية فالميزانية غير لائقة وغير موجههة بوجه عام بشكل صحيح. والنقطة الثانية التي تطالب الدكتور مرسي بها البحث وبسرعة في مشكلة البطالة التي تتزايد يوم بعد الثاني وتحتاج لحلول واقعية وعملية وتحويل البطالة ليد منتجة واستغلال قدرات الشباب وتحويلها للأعمال التي تحتاجها مصر وتكون مفيدة للمجتمع والاقتصاد, وكذلك لابد من الاهتمام بعائلات الشهداء والمصابين, وفي الحقيقة اهتم الرئيس بهم في خطابه الأول وركز عليهم بأنهم صناع الثورة وما وصلنا له من حرية. ومن ناحيتها تقول السيدة مارجريت عازر المحامية والنائبة الوفدية بمجلس الشعب إن الخطاب كان أبويا ومطمئن للشعب المصري في كل المحافظات وتحدث عن جميع الفئات من اساتذة الجامعات والمهندسين والأطباء والعاملين والسائقين, وأبلغ رسالة لجميع المصريين بكافة أطيافهم وأنهم متساوييون في الحقوق والواجبات, لكن في الحقيقة يجب أن يكون الاطمئنان عملي وعلي أرض الواقع ويحاول تلبية الوعود التي جاءت علي لسانه ويثبت فعلا أنه رئيسا لجميع المصريين وليس تيارا بعينه ويبدأ في بناء جسور الثقة وبين جميع المواطنين والتيارات السياسية المختلفة ويكون اختياره للحكومة والمجلس الرئاسي متوازن وبناء علي الكفاءات ودون اللجوء للتقسيمة لإرضاء التيارات السياسية. وتمنياتي كمسيحية قبطية أجد بين المحافظين والوزراء والمجلس الرئاسي المسيحيين ذوي الكفاءة الممثلين لفئاتهم ولايسلك مسلك النظام السابق في أن يختزل المسيحيين في عدة أشخاص عددتهم لكن لاداع لذكرهم حتي لايغضب أحد بل هناك تنوع ويجب اختار أشخاص مسيحيين مقبولين للشارع المصري مسلم ومسيحيين, ولاينسي أن الأرسوزوكس هم المسيحيين الأقباط الذين يزيدون عن الثلثين. وتضيف مارجريت عازر أن المرأة لابد أن تكون لها دورها الواقعي وقد سبق وأن أخذت وعدا من الرئيس المقبل أمام الجمهور حيث اتصلت به في برنامج تلفزيوني شهير علي الهواء وتحدثت معه عن دور المرأة وتقلدها المناصب المختلفة ودورها في المجتمع ووعدني علي الهواء أن المرأة ستكون محافظة ووزيرة ونائب رئيس جمهورية مادامت لديها الخبرة والكفاءة, وركزت مع الدكتور مرسي أن تتقلد المرأة مركز المحافظ بالذات لأنها لم تتقلده من قبل وهو مقصور علي الرجال. [email protected][email protected]