لعل أكثر ما يغيب عن الذين يزايدون علينا باسم الديمقراطية الغائبة عن أوطان الأمة العربية والإسلامية هو أن العائق الأكبر لبناء ديمقراطية حقيقية في بلادنا يتمثل في احتضان المزايدين علينا لماكينات صناعة الإرهاب وملاذات الإيواء للإرهابيين حيث مازالت دول الغرب وصحافته هي المدافع الأول عن جرائم الإرهاب التي تقع في بلادنا باسم حقوق الإنسان ولا يتغير الحال إلا عندما يطرق الإرهاب أبواب دول الغرب من نوع جريمة برلين الإرهابية الأخيرة المليئة بالغموض! إن شعوب أمتنا وفي المقدمة شعب مصر لا يوجد به أحد يرفض الديمقراطية لأنه لا يوجد أي تناقض بين عقائدنا الدينية الصحيحة والقيم الديمقراطية السليمة ومن يقرأ جيدا في أدبيات الثقافة الإسلامية يجد أنها ليست بعيدا عن أدبيات الديمقراطية الغربية وإنما هناك قيم مشتركة بشأن الحرية والمساواة والعدل الاجتماعي والنزاهة والشفافية وانتخاب ولي الأمر وقواعد محاسبته. إن ما تفعله دول الغرب في احتضان وتشجيع جماعات سياسية متطرفة متمسحة بالدين هو ضرب للوحدة الوطنية عندنا تعيق أي توجه لبناء ديمقراطية كاملة لأن الديمقراطية الحقيقية التي يمكن أن يكتب لها الدوام ليست دستورا وانتخابات وفصلا بين السلطات واحتراما لحقوق الإنسان والاحتكام للقانون وتعلية سقف الحرية فحسب وإنما الديمقراطية تقوم وتنهض في وجود شعب تحت رايات المواطنة لا تمييز فيه بين مذهب أو طائفة! وهذا الذي أتحدث عنه تحت لهيب النيران التي تحرق بعض أوطاننا هو نوع من اللعب بالنار إذا استمر سعيرها فإنها لن تحرقنا وحدنا وعلي الغرب أن يتجنب الاضطرار إلي فرض إجراءات تفرغ الديمقراطية في دول الغرب من مضمونها لأن أمن الأوطان هو الأهم والأبقي كما قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ديفيد كاميرون... وخلاصة القول: إنه من المستحيل الجمع بين حلم الديمقراطية وكابوس الإرهاب! خير الكلام: إذا انعدم الشعور يتحول قلب المرء إلي قطعة من الصخور ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;