فلتذهب السياسة إلى الجحيم إذا كانت تفرق ولا توحد وتقيم بحورا من الدم بدلا من أن تقيم جسورا للتواصل والحب بين الناس! إن السياسة تحت رايات الديمقراطية ليست مدخلا لحروب داخلية تعمى أنظارنا عن عدونا الحقيقى خارج الحدود وتحول لغة السياسة من خطب ومقالات ومواقف إلى عنف وتخريب وجرائم اغتيال بلا أدنى رحمة ولا شفقة! ما الذى جرى لنا لكى ينقلب الحال فى أوطاننا دون سائر الدنيا كلها فإذا بمهرجانات واحتفاليات العمل السياسى تتحول إلى عنف وبلطجة وأشلاء جثث متناثرة! لقد أصبح الجميع مستهدفين، وإن تعددت الأسباب من صراع على كراسى السلطة إلى ضيق وغضب من سطور مقال بينما الجناة أحرار طلقاء فى ظل فوضى مصنوعة عمدا لكى تتفرق دماء الضحايا بين جميع الأطياف والفئات والقبائل! لا.. هذه ليست سياسة ياأيها الحمقى فالسياسة يحركها العقل ولا تخضع لنوازع الشيطان الذى يرتكب كل الخطايا والآثام وهو يرتدى زى المشايخ والقسس والكهنة والأحبار! إن السياسة ليست فقط هى فن الممكن وإنما هى فى الأساس فن الاختلاف وفن الحوار بالكلمات وليس بطلقات الرصاص.. فلماذا ذهبنا بالسياسة بعيدا وبعيدا جدا إلى ساحات الموت والتصفية بنزعات الكراهية والثأر والانتقام؟! ولا شك فى أن تعدد الفصائل والقوى السياسية وتنوع الاجتهادات والرؤى فى المجتمعات الديمقراطية يصبح فضيلة عندما يؤمن الجميع بأن الساحة ليست حكرا لفصيل بعينه وأن الحقيقة ليست حكرا على تنظيم بعينه ممن يتوهمون أنهم أذكى من الآخرين وأنهم دائما على صواب بينما من يخالفهم الرأى جهلاء يستحقون اللعنة وإزهاق أرواحهم حلال! إن تاريخ الديمقراطية فى العالم يشهد لها بأنها جعلت الإنسان ملكا متوجا على امتداد هذا الكون الفسيح لأن الحرية وفرت للإنسان القدرة على أن يعيد صياغة كل شيء بما فى ذلك سلوكه الإنسانى وفق متغيرات الحياة ومتطلباتها فى حين أن كثيرا من الكائنات الحية لا تستطيع أن تطور من سلوكها رغم ما تتميز به من نظام وانضباط ومهارة وإتقان! خير الكلام: كلمة الحق قد تجلب المشاكل لكنها تصارع المستحيل! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله