لم يعد هناك سؤال يسبق هذا السؤال في كل أرجاء مصر.. فالكل يسأل: لمن ستعطي صوتك في انتخابات الرئاسة وما هي مواصفات الرئيس القادم؟. و أعترف بأن السؤال ليس سهلا وإنما هو سؤال صعب وعويص وعميق ويحتاج إلي ما هو أبعد من حسابات اللحظة الراهنة. إننا إزاء امتحان حقيقي يتحتم علينا اجتيازه بنجاح لكي نثبت لأنفسنا ونثبت للآخرين الذين يتابعون تجربتنا الديمقراطية أننا قادرون علي إنتاج انتخابات حرة وشفافة ونزيهة تحت أرفع درجات الحيدة والتكافؤ والموضوعية وبما يضمن لجميع المرشحين تنافسا شريفا يرضي عنه الجميع في نهاية المطاف. و يعزز من أهمية ما أقول به إن ما سيتقرر علي أرض مصر سوف يسهم إلي حد كبير في تحديد بوصلة اتجاه المسار الديمقراطي في المنطقة بأسرها وبالتالي فإن نجاح الانتخابات الرئاسية في مصر لن يكون مجرد وسام علي صدر أهل الكنانة فحسب وإنما سوف يشكل أقوي دروع الحماية لدول المنطقة في مواجهة المحاولات المتكررة لدس الأنف في شئونها الداخلية. ولعل ذلك هو ما يجعلني أجدد الرهان علي قدرة شعب مصر باتجاه فرز الغث من السمين ومعرفة الحق من الباطل استنادا إلي ذكائه الفطري الذي يمنحه الطاقة اللازمة لاجتياز هذا الاختبار بروح الأمل والرجاء في أن يثبت أنه جدير بديمقراطية كاملة. إنني أطمح لمصر في رئيس يؤمن بصدق أن الحرية ضرورة حياة وأن بمقدور المصريين أن يشيدوا نموذجا لصرح سياسي وديمقراطي جدير باحترام وتقدير العالم. ثم إنني أري أن مصر تحتاج إلي رجل واقعي يهتم أساسا بتوفير الأمن والاستقرار تحت رايات الحرية والديمقراطية كشرط أساسي للانطلاق بمصر نحو آفاق النهضة والتقدم. و لست أخفي رغبتي في أن يكون رئيس مصر رجلا مؤمنا بالعدل كعنوان أساسي للحكم وبالعدالة الاجتماعية كضرورة سياسية واقتصادية وأمنية تصون وحدة الوطن. ثم إنني- أيضا- لا أخفي رغبتي في أن تكون هموم رئيس مصر هي هموم الإنسان البسيط الذي ينشد حياة كريمة وآمنة تحميه من درك التخلف ومعاناة الحاجة!. وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: من يطل النظر للخلف لن يري شيئا أمامه! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله