احتراما لكل الآراء والتعليقات التي تلقيتها ردا علي ما كتبته الأسبوع الماضي علي مدي ثلاثة أيام متتالية تحت عنوان ملاحظات برلمانية أجدد التأكيد علي أنه ليس في الديمقراطية خصومة ولا خصام وإنما الديمقراطية تفاعل وحوار... وهذا هو المبدأ الذي يضمن النجاح للمارسة الديمقراطية بشكل عام وتحت قبة البرلمان بشكل خاص. إن المعارك الكلامية مهما اشتدت حدتها لا تعكس وجود خصومة أو خصام في الممارسة الديمقراطية وإنما هي دليل حراك وحيوية كعنوان للمناقشات الحرة ولكن ما أن يتم التصويت النهائي حتي تمضي الأقلية والأغلبية معا في تنفيذ القرار الذي جري التصويت عليه. وهذا المبدأ يصطلح علي تسميته في النظم الديمقراطية بأنه فضيلة القبول بروح التقاليد الديمقراطية بمعني أن المعركة حول أي قضية متي انتهت فإن المنظومة الديمقراطية يجب أن تستعيد التئامها بوحدة الأغلبية والمعارضة. وأهمية هذه الروح.. روح تقبل مبدأ الحرية في ظل القانون أنه بغير هذه الروح تتحول الديمقراطية إلي صراع وليس من أهداف الديمقراطية خلق ونشر الصراعات وإنما هدفها نشر وترسيخ الوفاق الذي يؤكد قوة ومتانة ووحدة البناء الديمقراطي. ومع التسليم بأن القيم العليا للعملية الديمقراطية تزدهر وتنتعش عن طريق النقاش الحر والسجال الجريء الذي يفرز الآراء الجديدة والحلول المبتكرة لكن هذه القيم الديمقراطية ينبغي أن تظل دائما محكومة بقواعد صارمة من عفة اللسان وجدية التناول! وليس من الديمقراطية في شيء أن يجري حصرها وتصويرها علي أنها مجرد عملية عد رءوس لأن مثل هذا الفهم الخاطيء قد يؤدي إلي نشوء ديكتاتورية الأغلبية التي تكتم أنفاس الأقلية وتحرمها من الوقت الكافي لإبداء رأيها... وأيضا فإن الأقلية وإن كان ينبغي أن تحظي بالاستماع إليها فإن ذلك لا يستلزم الاستماع إليها إلي ما لانهاية, خصوصا عندما تكون المعارضة غير معقولة, أو أن تكون صادرة عن دوافع تتعارض بوضوح مع المصلحة العليا للوطن لأن من واجب الأغلبية في هذه الحالة أن تكبح جماحها... ثم إنه في حالة ما إذا كانت المعارضة معقولة وصادرة عن دوافع مخلصة فإن من حقها أن تحظي باستماع عادل ومساحة من الفهم لرؤيتها! وغدا نواصل الحديث خير الكلام: عليك بهذا الدعاء ضد كارهيك... ربي زدهم بما يتمنون لي! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله