التحية.. والمسئولية إذا كان الرئيس مبارك قد حرص في كلمته خلال الاحتفال بعيد الشرطة علي توجيه التحية لجهاز الأمن المصري الذي استطاع أن يكشف أبعاد الجريمة الإرهابية الخسيسة التي استهدفت كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة عيد رأس السنة رغم كل ما أحاط بها من غموض وتعقيدات تتصل بتورط عناصر أجنبية فإنه حرص في ذات الوقت علي أن ينعش ذاكرة الجميع حول الدور الرائع الذي أداه جهاز الأمن المصري خلال المعركة الضارية ضد جماعات الإرهاب وأن يعبر عن امتنان شعب مصر للتضحيات الغالية التي قدمها أبناء الشرطة.. ودونما إخلال بهدف تعميق المناخ الديمقراطي وحماية الوحدة الوطنية واحترام حقوق الإنسان حتي تصبح ثقافة حقوق الإنسان جزءا من القيم الثقافية التي يؤمن بها أفراد المجتمع كافة وفي مقدمتهم أولئك الذين يتحملون مسئولية وسلطة تطبيق القانون وتنفيذ أحكامه. والحقيقة أنه لم يكن لجهاز الشرطة أن يحقق ما حققه في الكشف السريع عن لغز جريمة الإسكندرية لولا أنه جزء من نسيج المجتمع الذي شهد تطورا في جميع الميادين بدخول عصر الكمبيوتر والإنترنت والأخذ بالمنهج العلمي كمرتكز فكري يحكم مرجعية كل القرارات والخطوات التي تيسر القدرة علي حسن ودقة المتابعة. لقد أثبت جهاز الشرطة أنه ليس هناك نجاح من فراغ وإنما وراء كل نجاح أسباب وجذور ولعل أحد أهم أسباب النجاح الأمني أن جهاز الشرطة استطاع فور وقوع الجريمة أن يحدد أهدافه بوضوح وأن يتعرف علي مسئوليته بدقة تحت مظلة من الثقة في قدرة أبنائه علي التعامل مع هذه الظاهرة بفكر جديد ومتطور لا يقتصر علي الإجراءات الأمنية فقط وإنما يعتمد أساسا علي وعي الشعب بمختلف فئاته. وبصرف النظر عن ملاحظات وانتقادات تقال بين الحين والحين فإنه لابد من الاعتراف بأن جهاز الشرطة رغم قسوة وتراكم التحديات قد نجح في حماية السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية بمزيج من هيبة السلطة ومتانة الروابط الاجتماعية وهو ما جعل, مصر تنعم بأمن واستقرار يوفره جهاز اكتسب كل صفات الانضباط المسئول والالتزام الصارم دفاعا عن الحق والواجب وتأكيدا لهيبة الدولة.
خير الكلام: ** من يتصدر الصفوف لا يحق له أن يتذمر من النقد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله