سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تعرضه للتشويه على الشاشات واليوتيوب.. من يحمى التراث الغنائى المصرى؟ تطبيق القانون هو الحل للحفاظ على التراث الغنائى
شجون على اسماعيل: لن أقف مكتوفة اليد وسألجأ للقضاء
تمتلك مصر كنزا عظيما من التراث الغنائى لعمالقة المطربين والملحنين والشعراء، وهو ما يعد أحد وجوه القوى الناعمة منذ منتصف القرن الماضي، تراث يفخر به كل مصرى بل وعربي.. بينما مع ظهور وسائل الإتصال والتكنولوجيا الحديث بدأ يتعرض هذا التراث للتشويه أحيانا وللسرقة والسطو أحيان أخري، خاصة فى ظل انتشار الفضائيات، وهو ما يدعو لوقفة سريعة لإنقاذ تراث مصر الغنائى والإبداعى من التشويه الذى طاله فى الآونة الأخيرة.. وفى هذا التحقيق نرصد كيفية الحفاظ على التراث الغنائى من السرقة والعبث بالألحان واستخدامها فى الإعلانات أو على الفيس بوك أو تحويلها لأغنيات هزلية فاشلة،لاتليق بجيل العظماء ممن كانت لهم إسهامات فى الارتقاء بالأغنية، وحول هذه القضية يقول الملحن حلمى بكر: مللت من الحديث والمناشدات للمسئولين فى هذا الأمر ولا أحد يستجيب وكأننا ليست لدينا نية للحفاظ على تراثنا الغنائى الذى لايقدر بثمن وأصبحت الأغانى العظيمة لكبار المطربين والمطربات «ملطشة» لكل من هب ودب ، فقد إستباح البعض لنفسه السطو على الألحان والكلمات والأغانى فى غيبة أو فى غيبوبة من المرض للمسئولين عن تراثنا الغنائى الذين يشاركون بالصمت عن هذه الجريمة مع أصحاب الإعلانات أو غيرهم مما يسطون على الأغنيات، وأطالب وزارة الثقافة بالتدخل للحفاظ على التراث الغنائى فهناك ترسانة من القوانين ولكنها لاتطبق وأطالب الجمهور بمقاطعة أى إعلان أو مطرب يستغل الأغانى التراثية والوطنية ليقدمها فى صورة مخيبة للآمال وللأسف يسمعها الشباب وهم لايعرفون أو يقدرون أصحابها الحقيقين من رموزنا الكبار. أما الشاعر جمال بخيت فيختلف مع الملحن حلمى بكر قائلا: المشكلة ليست فى الأغانى فقط ولكن الموضوع أكبر من ذلك حيث أصبحت الإعلانات التى يقدمها بعض نجوم الفن اقتصادا فى حد ذاته يدر دخلا لعدة عناصر، وعن دور جمعية الملحنين والمؤلفين قال: إعطاء الترخيص بشروط ورسوم مالية وبالطبع نبحث الموضوع من ناحية الشكل والموضوع وقد رفضنا إعطاء الترخيص لكثيرين منهم الفنان محمد سعد الذى طلب الحصول على رخصة أغنية حب إيه لبليغ حمدى بل وفى كثير من الأحيان الجمعية ترفض والورثة يوافقون فى سبيل الحصول على المقابل المادى لأن الورثة لهم الحق فى التصرف فيما يملكون من أغانى وبالتالى يصبح القانون عاجزا أمام الورثة، ويضيف: بالطبع لابد من التصدى لتشوية صورة التراث الوطنى الغنائى أو الفنى بشكل عام ومحاسبة المخطئ فورا مهما كان إسمه أو شركته أوالوسيلة الإعلامية التابع لها. ويقول الملحن صلاح الشرنوبى عضو جمعية الملحنين : إن أى تشويه للأغانى التراثية هو تشويه لصورة مصر وللقوى الناعمة، فهناك حالة من الفوضى ويجب على الدولة التدخل لحماية كل ماهو جميل فى حياتنا سواء الشخصيات العامة أو الأغانى الوطنية والتراثية ويضيف: أعتقد ان المسئولية فى هذا الشأن تقع على عاتق الرقابة على المصنفات الفنية والنقابات الفنية ولكن جمعية المؤلفين دورها محدود فى إعطاء الترخيص لمن يريد أداء أى أغنية بشرط معين وهو عدم تغيير الكلمات أو اللحن. من العمالقة اللذين طالت أعمالهم يد التشويه مثل الموسيقار على إسماعيل، وتقول ابنته شجون: إن هذه السرقات التى تحدث جهارا نهارا على الفضائيات ووسائل الإتصال والمواقع واليوتيوب تؤكد مكانة وقيمة هذه الأعمال لكبار المبدعين الراحلين وتؤكد أيضا الفشل الذريع لمن يقدمون على سرقة هذه الأعمال لأنهم لم يستطيعوا إنتاج مثل هذه الأعمال ولذلك لجأوا الى سرقة أعمال ليست من حقهم. وتضيف: لن أقف مكتوفة الأيدى أمام هذه المهزلة وسوف ألجأ إلى النيابة مباشرة وإن كنت أرى أن المسئولية تقع فى المقام الأول على عاتق جمعية المؤلفين والملحنين التى تربطنى بهم علاقات طيبة منذ زمن بعيد لكن هذه العلاقة لاتعنى أبدا التفريط فى حقوقنا الأدبية والمادية وأطالب الجمعية التى تضم مجموعة من المبدعين فى هذا المجال أن يصححوا من هذا الوضع المائل وأقول لهم إن حقوق والدى منهوبة ولابد من وقف مايحدث بالطرق القانونية، فمن يسطو على أعماله هو لص لابد أن ينال عقابه بالقانون، فحماية الملكية الفكرية ضرورى ولابد من تغليظ العقوبات حتى تعود الحقوق لأصحابها لأن ما يحدث يضر بسمعة أهل الفن بالكامل وليس الورثة فقط فالمبدع ملك للشعب بأكمله، وعلى القنوات الفضائية تبرئة سمعتها مما تبثه من هذه الأعمال بالرجوع لأصحاب الحقوق وأنا مثلا لن أمانع فى التعاون مع أى قناة أو جهة تريد شراء هذا المنتج ولكن من خلال شروط وإتفاقات مسبقة. ويقول الموجى الصغير ابن الراحل محمد الموجي: إن هذه القضية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، فليس هناك جهة محددة يمكنها الحفاظ على التراث ولابد من تكاتف جمعية المؤلفين مع نقابة المهن الموسيقية مع أهل الفن أنفسهم لوقف هذا الإجرام والتصدى لمن يقدم على سرقة الأعمال، وأرى أنها مسئولية من مسئوليات الدولة من خلال إدارة تمتلك تنفيذ القانون على الجميع لأن الأمر لا يحتاج إلى تأجيل ومن يريد الحصول على أى لحن فعليه الدخول من الأبواب الرسمية باتفاق رسمى موثق بشرط تقديم العمل بشكل محترم يليق بمكانة الفنان، وقد أوقفت أكثر من عمل قبل ذلك من خلال جمعية المؤلفين لأنها كانت أعمالا لاتليق بمكانة والدي.