إن الجريمة الإرهابية فى الكنيسة البطرسية لم تنجح فى شق الصف الوطنى بين نسيج الأمة «مسلمين وأقباط»، وليعلم هؤلاء أن هذا العمل الإجرامى بعيد كل البعد عن منهج الدين، حيث قال الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم (ولقد كرمنا بنى آدم)، وهذا التكريم لم يفرق بين دين أو جنس أو لون، وقال تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما]. ويذكرنا التاريخ أنه فى ثورة 1919 خرج الجميع حاملين المصاحف والصلبان فى وجه المستعمر الإنجليزى يهتفون «عاش الهلال مع الصليب»، ولم تفرق رصاصات الغدر بين هذا وذاك، واعتلى القساوسة منابر المساجد، ودخل المشايخ الكنائس، وأيد الجميع الثورة ضد المحتل الغاشم، وفى حرب أكتوبر المجيدة رأيت استشهاد الملازم أول طبيب صفوت زارع محروس المسيحى إلى جوار الملازم أول طبيب السيد محمد قاسم من أطباء اللواء 130 المشاة الميكانيكي، حيث روت دماؤهما الطاهرة أرض سيناء الحبيبة من أجل تحريرها من المحتل الإسرائيلي، والآن يسقط الشهداء المسلم والمسيحى للدفاع عن مصر فى مواجهة الإرهاب الأسود.فما قولكم أيها المرتزقة فى الآذان للصلاة من داخل الكنائس بعد أن منع المحتل الإسرائيلى رفع الآذان من داخل المساجد فى فلسطين المحتلة؟.. إنها الأخوة والمحبة بين الأديان، فالدين لله، والوطن للجميع، وإن الحزن والحسرة تملآن القلوب على سقوط هؤلاء الشهداء والمصابين.. وستبقى مصر إلى الأبد بمسلميها ومسيحييها!. د.على بيومى كلية الطب جامعة الزقازيق