بينها «فوكس نيوز».. رفض واسع من مؤسسات إخبارية لقرارات وزارة الحرب الأمريكية

تواجه وزارة الحرب الأمريكية التي تعرف سابقا ب«الدفاع» «البنتاجون»، رفضًا واسعًا وغير مسبوق من قبل المؤسسات الإخبارية الكبرى بعد مطالبتها مراسلي الأمن القومي بالتوقيع على قواعد جديدة «مقيدة» أو مصادرة تصاريحهم بحلول الأربعاء، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية.
وقد أعلنت جميع المنصات الإخبارية تقريبًا رفضها هذا الإنذار، مؤكدة أنها لن توقع على هذه القيود.
ووصفت «رابطة صحفيي البنتاجون»، وهي الهيئة التي تمثل الصحفيين المعتمدين، السياسة الجديدة التي يتبناها بيت هيجسيث، وزير الحرب بأنها «تكمم أفواه موظفي البنتاجون وتهدد بالانتقام من المراسلين الذين يبحثون عن معلومات لم تتم الموافقة عليها مسبقًا للإفراج».
والشهر الماضي، حدد مكتب هيجسيث الصحفي قواعد جديدة تطالب المراسلين بالتوقيع على تعهد بعدم الحصول على أو استخدام مواد غير مصرح بها، حتى لو كانت المعلومات غير سرية.
كما هدد هيجسيث بأن أي صحفي لا يوقع على هذا التعهد يخاطر بفقدان وصوله الفعلي إلى «البنتاجون»، وهو ما كان جزءًا أساسيًا من التغطية الإخبارية في واشنطن لعقود.
وفي بيان مشترك صدر بعد ظهر الثلاثاء، أدانت شبكات كبرى مثل «ABC News»، و«CBS News»، و«CNN»، و«NBC News»، إلى جانب «Fox News» حيث كان هيجسيث مذيعًا بها لمدة عقد القواعد الجديدة ورفضت التوقيع عليها، والتي ينظر إليها أيضا باعتبارها مقرب من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والحزب الجمهوري.
وجاء في البيان: «ننضم اليوم إلى جميع المؤسسات الإخبارية تقريبًا في رفض الموافقة على متطلبات البنتاجون الجديدة، التي من شأنها تقييد قدرة الصحفيين على إبقاء الأمة والعالم على علم بقضايا الأمن القومي الهامة.. هذه السياسة بلا سابقة وتهدد حماية العمل الصحفي الأساسية».
وإلى جانب الشبكات الكبرى، أعلنت وكالات «رويترز» و«أسوشييتد برس» وصحف «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» ومنصات أخرى مثل «The Atlantic» و«NPR» أن مراسليها لن يوقعوا على قيود «البنتاجون».
وحتى بعض المنافذ الإعلامية الحزبية أبدت اعتراضها؛ إذ أعلنت قناة وموقع «نيوزماكس» المؤيدان لترامب، أن مراسليها لا يخططون للتوقيع، معتبرة أن «المتطلبات غير ضرورية ومرهقة»، فيما قبلت «وان أمريكا نيوز»، وهي وسيلة إعلامية تنتمي إلى أقصى اليمين من تيار «ماجا- اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
وقالت رابطة صحفيي «البنتاجون» إن الوزير هيجسيث ومسؤولين آخرين «يحدون بشكل ممنهج من الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالجيش الأمريكي» طوال العام.
ووفقا ل «CNN» الأمريكية، شمل ذلك التوقف عن عقد الإحاطات الإخبارية «الروتينية»، وطرد العديد من المنافذ الإعلامية من مساحات العمل المخصصة لها، وتقييد تحركات الصحفيين داخل المبنى دون مرافقة.
ويشير المحللون إلى أن هذه العوائق مرتبطة بازدراء هيجسيث الموثق للصحافة وإحباطه من التسريبات، لافتين إلى أن هذا الجهد بلغ ذروته في طرح «سياسات جديدة غامضة، تبدو ظاهريًا مخالفة للتعديل الأول للدستور» الذي يحمي حرية الصحافة.
كما يرى منتقدو القواعد الجديدة أن الهدف الحقيقي لوزير الحرب هو عرقلة التغطية المستقلة والتدقيق في إدارة ترامب.
وأكدت رابطة صحفيي «البنتاجون» أن «قواعد الوصول الصحفي القائمة منذ فترة طويلة لم تشكل أي تهديد للأمن القومي، ولهذا السبب استمرت تلك القواعد دون مشكلة لعقود، عبر إدارات متعددة من كلا الحزبين السياسيين».
ووفقًا لتصريح رئيس تحرير«NPR»، توماس إيفانز، يتمحور النزاع في نهاية المطاف حول سعي غرف الأخبار لتقديم «صحافة مستقلة جديرة بالثقة للجمهور الأمريكي»، خالية من النفوذ الحكومي.