أعلنت مصادر عسكرية سورية أن معركة استعادة مدينة حلب من أيدى المعارضة فى لحظاتها الأخيرة، إثر انهيار دفاعات مسلحى المعارضة مما أدى لتقدم واسع للجيش فى أكثر من نصف الجيب المتبقى تحت سيطرة المعارضة فى المدينة وأجبر المعارضة على التقهقر إلى بضعة أحياء على الضفة الغربية من نهر حلب. وقال مصدر عسكرى لوكالة أنباء «رويترز» إن «وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الحليفة تستعيد السيطرة بالكامل على المدينة القديمة وباب أنطاكية والكلاسة والفردوس وبستان القصر وتلاحق فلول الإرهابيين الهاربين أمام ضربات وحداتنا وهم فى حالة من الذعر والهلع. وأكد المصدر أن الجيش السورى وحلفاءه سيطروا بشكل كامل على جميع الأحياء الشرقية التى انسحب منها مسلحو المعارضة. ومن جانبها، أكدت مصادر من المعارضة أن المعركة فى حلب وصلت لنهايتها إلا أن مسئولا فى الجبهة الشامية وهى إحدى جماعات المعارضة الموجودة فى حلب قال فى تصريحات من تركيا إن المسلحين فتحوا جبهة جديدة للقتال على امتداد الضفة الغربية لنهر حلب. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه «المركز الروسى للمصالحة» فى سوريا أن القوات الحكومية تسيطر على أكثر من 98٪ من مدينة حلب فى شمال البلاد. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن المركز قوله فى بيان إنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تمكنت القوات السورية من تحرير 11 حيا فى شرق حلب، ووسعت القوات الحكومية سيطرتها إلى أكثر من 98٪ من مساحة المدينة. وأضاف أن إجمالى المساحة التى لا يزال المسلحون يتواجدون فيها فى أحياء شرق حلب لا تتجاوز الثلاثة كيلومترات. وفى الوقت ذاته، ذكرت مصادر من المعارضة السورية أن تعزيزات عسكرية مؤلفة من قوات خاصة روسية إضافة لقوات الجيش السورى ومسلحين موالين وصلت أمس إلى مطار التيفور العسكرى بمحافظة حمص لصد محاولات تنظيم داعش الإرهابى من انتزاع السيطرة على مطار التيفور.وأشارت المصادر إلى أن التنظيم الإرهابى تمكن خلال هجماته المتلاحقة من التقدم من مدينة تدمر نحو محيط المطار ومحاصرته بشكل شبه كامل وقصفه بالصواريخ مرات متكررة خلال الساعات القليلة الماضية. وفى غضون ذلك، أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن الأمين العام يشعر بالقلق من تقارير غير مؤكدة عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين بينهم نساء وأطفال فى حلب. وقال دوجاريك فى بيان «الأمين العام ينقل قلقه البالغ للأطراف المعنية وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية.» ومن جانبها، دعت فرنساالأممالمتحدة أمس إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث فى حلب، وحذرت روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة فى أعمال انتقام وترويع تقع فى المدينة السورية. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أن المنظمة الدولية لديها تقارير عن قيام قوات الحكومة السورية ومقاتلين عراقيين متحالفين معها بقتل مدنيين فى شرق حلب بينهم 82 شخصا فى أربعة أحياء مختلفة خلال الأيام القليلة الماضية. وفى سياق متصل، أعلن وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو أن تركيا ستكثف محادثاتها مع روسيا ودول أخرى بشأن حلب فى الفترة الحالية مضيفا أن هناك حاجة لاتفاق لوقف إطلاق النار من أجل السماح بإجلاء المدنيين. وكشف مسئول تركى كبير لرويترز أن تركيا تتفاوض مع روسيا على فتح ممر لإجلاء المقاتلين السوريين من الأحياء الباقية تحت سيطرة المعارضة فى حلب لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد. وفى غضون ذلك، أعلن الجيش التركى أن سلاحى المدفعية والجو قصفا 185 هدفا لتنظيم داعش الإرهابى فى شمال سوريا فى إطار عملية درع الفرات التى يشنها الجيش التركى داخل الأراضى السورية.