فى تقدم جديد للجيش السورى فى حلب، تمكنت قوات الجيش السورى من إحكام سيطرتها على أحياء حلب القديمة بالكامل، لتخضع بذلك نحو 75 ٪ من أحياء المدينةالشرقية لسيطرة الجيش. وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن قواتها انسحبت بالكامل من أحياء حلب القديمة، وأن الجيش السورى يقوم حاليا بعمليات تمشيط فى المنطقة، مشيرة إلى أن عدد النازحين تجاوز الثمانين ألفا. جاء ذلك فى الوقت الذى دعا فيه مسلحو المعارضة فى شرق حلب إلى «إعلان هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام» بالمدينة وإجلاء «الحالات الطبية الحرجة والمدنيين»،ثم إجراء مفاوضات بشأن مستقبل حلب. وقال مسئول بالمعارضة يقيم فى تركيا إن المبادرة الإنسانية تم إرسالها أمس إلى الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية. وعادة ما كان يتم نقل المقاتلين والمدنيين من المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى أنحاء سوريا إلى إدلب التى تسيطر عليها المعارضة أيضا وفقا لاتفاقات تسوية مع الجيش السورى، لكن الوثيقة التى أعدتها المعارضة أكدت أن إدلب صارت حاليا منطقة خطرة للغاية بسبب القصف الجوى المكثف حيث لا تستطيع التعامل مع العدد المتزايد للنازحين. تزامن ذلك مع إعلان مصدر عسكرى سورى استهداف صواريخ إسرائيلية أرض أرض لمحيط مطار المزة العسكرى غربى دمشق فجر أمس. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن المصدر قوله إن»العدو الإسرائيلى أقدم على إطلاق عدة صواريخ من داخل الأراضى المحتلة، وسقطت فى محيط مطار المزة غرب دمشق، مما أدى إلى نشوب حريق فى المكان دون وقوع إصابات». فى الوقت ذاته، أعلنت هيئة الأركان العامة التركية أن طائراتها الحربية دمرت 9 مواقع تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى فى منطقة الباب السورية. وأضاف أن الضربات أسفرت عن مقتل 23 إرهابيا، فيما لقى جنديان تركيان مصرعهما خلال هجوم بسيارة مفخخة بشمال سوريا. من جانبها، أعلنت مصادر بوزارة الدفاع الروسية مصرع رسلان جاليتسكى أحد فريق المستشارين العسكريين الروس خلال تواجده فى المنطقة الغربية بحلب نتيجة قصف مدفعى من مسلحى المعارضة السورية. على الصعيد نفسه، أعلن الكرملين أن اتفاقا أمريكيا روسيا حول حلب بات محتملا للسماح لمقاتلى المعارضة بالخروج من المدينة سالمين، مشيرا إلى أن المحادثات فى هذا الشأن لا تزال فى مرحلة النقاش ولن تجرى الآن. فى السياق ذاته، قال فيتالى تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة إن «الملف السورى لا يزال معنا، هذه حالة شديدة الحدة، وهى لا تزال تعكر أجواء التعاون الدولى إلى حد ملموس، وأعتقد أنه سينتقل فى الأيام القريبة من مجلس الأمن الدولى إلى الجمعية العامة». وأشار تشوركين إلى أنه «من الصعب انتظار مبادرات معقولة من الشركاء»الأمريكيين، وقال إن العمل يجرى «فى ظروف صعبة» بسبب «الخلافات الجدية داخل الإدارة الأمريكية». فى المقابل، اتهم الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند روسيا بعرقلة مساعى الأممالمتحدة حول سوريا بعد استخدامها مع بكين حق النقض «الفيتو» ضد قرار مجلس الأمن لإعلان هدنة إنسانية من سبعة أيام فى مدينة حلب. وقال أولاند فى بيان «هذه العرقلة المنهجية التى تمارسها روسيا تتماشى مع منطق التدمير الذى يمس بالسكان المدنيين العزل».