استمرت المعارك بين القوات السورية والإرهابيين فى حلب أمس لليوم الثالث على التوالي، وذلك تزامنا مع انتهاء الهدنة الإنسانية التى أعلنتها روسيا من جانب واحد بدءا من الخميس الماضى وحتى يوم أمس ولم تسفر عن خروج أى من المدنيين وعناصر المعارضة المسلحة أو حتى إجلاء الجرحى من الأحياء الشرقية المحاصرة للمدينة، والتى أكدت موسكوودمشق أن التكفيريين حالوا دون نجاحها. وذكرت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية، أن مسلحى المعارضة قصفوا أمس أحياء غرب حلب الخاضعة لسيطرة دمشق بوابل كثيف من الصواريخ والقذائف، فى حين تعرض شرق المدينة الذى تسيطر عليه المعارضة لقصف بالقذائف وسلسلة من الغارات الجوية، فضلا عن سماع دوى قذائف مدفعية أخرى هزت المنطقة بأكملها خلال ليلة أمس. وأضافت : «هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين، وهو الأمر الذى يظهر أنه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة بين الجانبين خلال الساعات المقبلة. وميدانيا أيضا، لقى 29 عنصرا من قوات الجيش السورى والعناصر الموالية لها مصرعهم أمس فى اشتباكات جرت خلال محاولات التقدم فى أحياء صلاح الدين والعامرية بمدينة حلب. وفى حمص، نفذ سلاح الجو السورى طلعات مكثفة على تجمعات وتحصينات لمسلحى تنظيمى فتح الشام «جبهة النصرة سابقا» و«داعش» الإرهابيين بالريفين الشمالى والشرقى للمدينة. ونقلت «سانا»عن مصدر عسكرى سورى قوله إن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير تجمعات وآليات بعضها مزود برشاشات متنوعة لمسلحى «جبهة النصرة» فى قريتى العامرية وتل دهب ومدينة الرستن بالريف الشمالى لمدينة حمص. وأضافت «سانا» أنه تم القضاء على أكثر من 50 مسلحا وتدمير 6 عربات لتنظيم «داعش» فى ضربات الطيران ورمايات المدفعية والدبابات فى محيط البانوراما و شرق المطار والثردة والجفرة بدير الزور. وأشار المصدر إلى أن وحدات أخرى من الجيش استعادت السيطرة على عدد من المزارع شمال غرب خان الشيح وجنوب غرب زاكية بريف دمشق. وفى محافظة الحسكة ، أصيب 3 أشخاص بينهم امرأة بجروح جراء تفجير دراجة نارية مفخخة عن بعد فى حى المشيرفة بالمدينة، فضلا عن وقوع أضرار مادية فى مكان الحادث. من جانبه، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن قواته مستعدة للتحرك صوب مدينة الرقة السورية، التى تعد المعقل الرئيسى لمقاتلى داعش، لتحريرها من أيدى هؤلاء التكفيريين شريطة عدم مشاركة التنظيمات الإرهابية فى عملية من هذا النوع، وذلك فى إشارة منه إلى الأكراد السوريين التى تعتبرهم أنقرة جماعة إرهابية وامتداد طبيعى لمنظمة حزب العمال الكردستانى فى تركيا. وفى موسكو، أعلن ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين فى مقابلة مع تليفزيون «روسيا- 1» :» هناك نتيجتان فقط للنزاع فى سوريا، وهما إما أن يبقى الأسد فى السلطة وإما أن يستولى الإرهابيون على البلاد. وأضاف :«لا يوجد خيار ثالث». وفى واشنطن، أدان البيت الأبيض ما وصفه ب «إزدراء» الحكومة السورية للمعايير الدولية، وذلك بعد إعلان خبراء فى الأممالمتحدة أن دمشق استخدمت أسلحة كيميائية ضد شعبها 4 مرات فى عامى 2014 و 2015.