خسر العالم العربى الكثير بدون العراق وخسر أكثر بدون سوريا وليبيا واليمن وهو الآن يقف على أعتاب خسائر اكبر مع حالة الانقسام والتشرذم التى يعانى منها..يكفى ان الحروب التى تجرى على الساحة العربية تشارك فيها قوات غازية وان الشعب الواحد يخوض حربا أهلية بدعم خارجى أمريكا تحارب فى العراقوإيران قسمت شعبه وفى النهاية دارت الحرب بين السنة والشيعة حيث لا منتصر ولا مهزوم وفى سوريا يحارب الجيش الروسى ضد الشعب السورى الذى انقسم على نفسه ما بين سنة وشيعة وجيش شعبى وآخر حكومى بينما تقف قوات إيران فى كل مكان والجميع خسر كل شىء أمام وطن دمرته المعارك وهرب أهله من جحيم الموت.. وفى اليمن تدور المعارك بين اليمنيين والحوثيين وأنصار صالح المستبد القديم وفى ليبيا وعلى أنقاض وطن دمرت الحرب الأهلية بين القبائل كل شىء.. وسط هذا الدمار الشامل كان ينبغى ان يقف عقلاء هذا الوطن حتى لا تكمل مؤامرات التقسيم أهدافها..لقد خسر العرب فى سنوات قليلة كل أوراقهم ولم يعد البترول العربى صاحب دور مؤثر أمام انخفاض الأسعار..ولم يعد المال العربى مؤثرا بعد ان تراجعت أرقامه ولم تعد النظم العربية بقوتها وتأثيرها القديم فى المحافل الدولية حتى جامعة الدول العربية لم تعد قادرة على لم شتات هذه الأمة التى تمزقت أمام العالم كله وفقدت هيبتها..وسط هذا الدمار وهذه الانقسامات ينتظر العالم أحداثا كثيرة غامضة.هناك رئيس قادم للبيت الأبيض لم يتردد فى ان يعلن كراهيته الشديدة للعرب والمسلمين والعالم ينتظر ماذا سيفعل هذا الرئيس الغامض فى مستقبل العالم.. وهناك إيران وأطماعها التوسعية فى المنطقة كلها التى تمتد الآن بين العراقوسوريا ولبنان واليمن ومناطق كثيرة فى دول الخليج.. وهناك إسرائيل وهى تنتظر نهاية المعارك لتحصل على نصيبها من الغنائم وقبل هذا هناك روسيا التى عادت للمياه الدافئة وبعد ذلك تقف تركيا وأمامها حلم الخلافة..وسط هذا الدمار تقف مصر صامدة أمام كل التحديات وهى تدرك انها السفينة التى لم تعصف بها الرياح ومازالت حتى الآن رغم ظروفها الصعبة تمثل طوق النجاة لأمة غرقت فى بحار الدم. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة