الابناء زينة الحياة الدنيا وزهرتها، وراحة النفس وغايتها ثمرة الرباط المقدس والهبة الربانية التى يختص بها الله من عباده من يشاء ليكونوا المدد لهم فى الحياة وبعد الممات - فلذات الأكباد تمشى على الأرض ، النعمة التى تستوجب الشكر ويتحرق اليها شوقا من حرم منها ، هانت على البعض وبدلا من ان يمنحوهم الحنان ويغدقوا عليهم بالحب والعطاء لينهلوا من دفء الاسرة ونعيم قربها فانهم يدفعون ثمن حماقات الآباء وعنادهم - فلم تكد تمر اشهر على فاجعة رضيع الاسكندرية الذى قتله والده الطبيب لحرمان والدته من شقة الزوجية حتى استيقظت محافظة الشرقية على جريمة اخرى للتفكك الاسرى راحت ضحيتها طفلة صغيرة فى العقد الاول من عمرها دفعت حياتها ثمنا للخلاف بين ابويها. هذا ماجناه على أبى وما جنيت على احد حيث قتل اب ابنته خنقا بسبب عدم قدرته على تحمل بكائها المستمر من أجل والدتها ورغبتها فى الذهاب للعيش معها بعد طلاقهما فانهال عليها ضربا وركلا لإيقاف دموعها وعويلها ولم يجد امامه اخيرا الا ان يخنقها لإجبارها على الكف عن مطالبته بالذهاب إليها ، ولأنه لا شيء أسلب للنعم من كُفرانها فقد فاضت روح الطفلة الى بارئها تشكو اليه ما حل بها دون ان تدرى ماذا جنت ، وبأى ذنب قتلت .. تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية إخطارا من اللواء هشام خطاب مدير المباحث الجنائية بوصول طفلة 10أعوام من مركز أبوكبير للمستشفى العام جثة هامدة وبسؤال والدها اقر بأنه عثر عليها أمام المنزل وأن سيارة صدمتها إلا ان تقرير الفحص الاولى للجثة كشف عن وجود آثار جروح وكدمات بالجسم وحول الرقبة واشتبه فى وفاة الطفلة جنائيا. التحريات التى قام بها الرائد محمد فاضل رئيس مباحث أبو كبير ومعاونوه أكدت ان والد الطفلة قد انفصل عن والدتها بعد خلاف دام طويلا انتهى الى الطلاق قبل عام وانه إمعانا فى العناد قرر حرمانها من طفليها وهما الضحية الابنة الكبرى وشقيقها الاصغر 4سنوات لكن الام التى لم تتحمل فراق طفليها لم تستسلم وقامت برفع دعوى قضائية لإنصافها واثبات حقها فى ضم طفليها لحضانتها ما دفع الزوج للانتقام بإيداع الطفلة الكبرى دارا للايتام تأديبا لها على تجرؤها ومقاضاته ولكن البعض تدخل واقنع الزوج بالعدول عن فعلته واخراج الطفلة مرة اخرى لتتجرع وشقيقها ويلات الخصومة بين والديها حيث كان دائم الضرب والتعدى عليهما كلما طلبا الذهاب لوالدتهما أو رؤيتها وفى احد الايام اشتاقت الطفلة لوالدتها فذهبت لزيارتها بمنزل اسرتها ولكن الام خافت على صغيرتها من بطش أبيها اذا ما علم بقدومها وسارعت بإعادتها بعد ان حاولت اقناعها بأن القضية فى طريقها للفصل وأنهم سرعان ما سيجتمعون ثانية وستهنأ بقربهما بعد الحكم لمصلحتها، ولم تكن تعلم انها جاءت لوداعها وانها المرة الاخيرة التى ستراها فيها حيث وافتها المنية بعدها بساعات. تقول الام من بين دموعها التى انسابت على خديها أنهارا قهرا على فراق صغيرتها كانت ياقلبى وكأنها حاسة باللى هيحصلها جت واترمت فى حضنى وقالتلى خلينى معاكى ياماما بابا هيموتنى حاولت اهديها وقلتلها خلاص هانت قربنا وكلنا هنتجمع مع بعض لكنها لم تتوقف عن البكاء ، عمرى ما ها انسى شكلها وهى بتقولى مش تنسينى ياماما وهى بتحضنى قوى كانت بتودعنى وواصلت التحريات ان الاب عقب عودة الطفلة وعلمه بذهابها لوالدتها رغما عنه انهال عليها ضربا فازداد صراخها وبكاؤها وتأكيد رغبتها فى العيش مع امها وانه حاول اسكاتها عدة مرات وحين لم يفلح الضرب حاول كتم انفاسها لخنق صراخها فلم تتحمل ولفظت انفاسها - تم القبض على الاب واحالته للنيابة التى تولت التحقيق بإشراف المستشار وليد جمال المحامى العام لنيابات جنوبالشرقية.