فكرة مبتكرة تقدم حلولا ناجعة لمشكلات اقتصادية, أو تقنية, أو اجتماعية, وتستطيع أن تنمو بشكل مطرد في وقت قصير إنه باختصار تعريف مبسط لريادة الأعمال أو الشركات الناشئةstartups- التي حقق بعضها مؤخرا نجاحا باهرا, نقلها من صفوف الشركات الصغيرة الباحثة عن التمويل إلي شركات تقدر رؤوس أموالها بالملايين ومنها نماذج عالمية مثل الفيسبوك وتطبيقات نقل الركاب الحديثة. ولأن الفكرة هي المكون الأساسي لهذا الأقتصاد الجديد, فقد لقت ريادة الأعمال رواجا في السوق المصرية بفضل مئات الأفكار الواعده والطموحة التي ابتكرها شباب مصريون, وفي منازلهم, أو مكاتب صغيرة مؤجرة, وبعدد موظفين لا يتخطي أصابع اليد الواحدة استطاعوا أن يبدأوا شركاتهم بخطوات ثابتة. وبالرغم من كونها أفكارا موفرة للطاقة, أو خالقة لفرص عمل, أو منتجة لأجهزة مبتكرة إلا أن التمويل يقف حائلا بين بعضها وبين التنفيذ علي مستوي تجاري فإما أن تنظر لها الدولة أو يمولها رأس المال المخاطر وهم المستثمرون الذين لديهم القدرة علي تمييز المشروعات المختلفة التي يمكنها النمو بشكل مطرد لتحقق لهم الربح المتوقع. من ناحية أخري انطلق اليوم مؤتمر رايز آب الذي بدأ في عام2003 كأول مبادرة محلية لخلق فرص التواصل والتشبيك بين رواد الأعمال الشباب من مختلف أنحاء الوطن العربي والشرق الأوسط, وكذلك رجال الأعمال والممولين المحتملين للمشروعات الناشئه. وتشهد القمة هذا العام4 منديات رئيسية, الاول معني بالطاقة المتجددة والمياه والغذاء وإعادة التدوير, والثاني عن الاقتصاد الابتكاري الذي تعتمد عليه اليوم كل الصناعات الفنية أما المنتدي الثالث فمعني بالاندماج بين عالم المنتجات والخدمات المصرفية والتكنولوجيا, ويناقش المنتدي الأخير أحدث الموضوعات العلمية والتقنية مثل وسائل المواصلات الذكية والنانوتكنولوجي وتحليل البيانات الضخمة. ومن المنتظر أن يشارك بالمؤتمر نحو5000 من ممثلي الشركات الناشئة في مصر والعالم العربي والدول الافريقية وعدد من مؤسسي الشركات الكبري التي حققت قفزات مالية ضخمة وممثلي كبري الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا. .................................................... وفي هذا الملف نعرض نماذج لهذه الأفكار التي وجدت في المشكلة فرصة حقيقية لخلق منتج جديد وفرصة عمل لعشرات الشباب. الشاحن المحمول حل مبتكر للطلاب خلال سنوات دراسته الجامعية بكلية الهندسة جامعة حلوان واجه احمد مصطفي زكريا(24 سنة) مشكلة يحسبها البعض بسيطة عاناها مثل كل زملائه اثناء اليوم الدراسي وهو انتهاء طاقة بطاريات اجهزة الكمبيوتر المحمول التي يعتمدون عليها كثيرا في دراستهم, وهو ما ينطبق ايضا علي هواتفهم المحمولة وغيرها من الأجهزة التي تحتاج للشاحن الكهربي التقليدي. كانت هذه العقبة الصغيرة هي أساس فكرته التي بدأ تنفيذها منذ عام, والتي تتلخص في تصميم حقيبة ظهر يمكنها شحن اغلب الأجهزة المحمولة بالطاقة الشمسية لمدة تمتد لساعتين. ويقول: حرصت علي أن تتميز الحقيبة بعدة خصائص منها أن تكون منتجا صديقا للبيئة حيث تعتمد علي الطاقة الشمسية وأن تكون بحجم مماثل لحقيبة الظهر التقليدية وأيضا ذات وزن خفيف- أقل من نصف كيلو- حتي لا تمثل حملا إضافيا علي الطالب وصمم احمد الحقيبة بالكامل بدأ من شكلها الخارجي ليكون جذابا ويسمح باستخدمها كحقيبته ظهر عادية وحتي الشاحن الذي يضم خلية الطاقة الشمسية وبطرية التخزين. وانتهي بالفعل من أنتاج وبيع أول شنطة للشحن من أنتاج و تصميم مصري بالكامل باستثناء اللوح الشمسي الذي يتم استيراده, اما ما ينظره الآن فهو تمويل لايزيد علي250 الف جنيه لينتج1200 قطعة خلال العام القادم بسعر تنافسي. طلمبات الطاقة الشمسية لصغار المزارعين بالرغم من أن دراسته الجامعية تخصصت في مجال التربية إلا أن اهتمامه وشغفه بتنمية مجتمعه وتطبيق نظم ومفاهيم التنمية المستدامه ألهمته لابتكار جهاز جديد لمساعدة ودعم صغار الفلاحين الذين لا تتجاوز ملكيتهم الزراعية الفدان الواحد والذين يقدر عددهم بنحو5 ملايين فلاح. فمن خلال معايشته لمشاكل قريته رصد احمد عباس الشاب السوهاجي الأزمات المتكرره التي تواجه الفلاحين اثناء ري حقولهم بسبب استخدام طلمبات الديزل لرفع المياه والتي تحقق خسائر علي عدة اصعدة, منها اهدار كميات ضخمة من الديزل تقدر ب9 ملايين لتر في السنة كما تسبب انبعاثات كربونية بمقدار24 الف طن, بالإضافة لتكلفة الصيانة التي تصل إلي45 مليون دولار مصاريف تشغيل وايضا قصر عمرها الافتراضي وارتفاع اسعار المحروقات بعد رفع الدعم التدريجي عنها مما ادي لارتفاع تكلفة الري بشكل كبير علي المزارع لتتراوح بين2000 إلي3000 جنيه في السنة وفقا لنوع المحصول. وضع احمد كل هذه السلبيات أمام عينيه وكان هدفه ابتكار جهاز جديد يتغلب علي تلك المشكلات وفي الوقت نفسه ينتج نفس الكمية من المياه ويروي الحقل في توقيت مماثل, واستطاع أن يصمم جهاز جديدا يعتمد علي الطاقة الشمسية ويتناسب مع احتياجات الفلاح, حيث يتكون الجهاز من مقطورة بأربع عجلات لسهولة نقلها يوضع عليها منظومة مكونه من ستة الواح طاقة شمسية قابلة للفتح والغلق والطلمبه ومحول كهربي. أما التحدي الحالي فهو سعر الجهاز يمثل ثلاثة اضعاف الطلمبة العادية وان كان الجهاز الجديد يتميز بإمكانية اشتراك اكثر من مزارع في شرائه حيث يمكنه خدمة15 فدانا في الشهر ويقول عباس: الجهاز لا يوفر فقط في استهلاك الديزل ولكنه حل نظيف صديق للبيئة ومصاريف تشغيله صفر ويمتد عمره الافتراضي ل25 سنة و قد يحتاج لتغيير بعض القطع خلال عشر سنوات, وقد ابدي الفلاحون اعجابهم بالجهاز الاول الذي تم تنفيذه بالفعل كما يسهم المشروع في توفير من7 إلي10 وظائف محلية لكل الف وحدة فالجهاز بالكامل مصري باستثناء بعض المكونات المستوردة بعكس طلمبات الديزل التقليدية المستوردة بالكامل من الخارج وهو ما يفتح لنا باب إمكانية تصديره لدول اخري, لذلك نسعي للوصول إلي الدوائر الحكومية مثل وزارة الزراعة, والبيئة, والتنمية المحلية وننتظر الدعم الحكومي والحل الذي نقدمه هو حل مستدام. العلاج النفسي أون لاين من رحم الأزمة تولد الفرص وهكذا سارت الأمور مع المهندس احمد ابو الحظ الذي تخرج في كلية الهندسة جامعة المنصورة وعمل لمدة7 سنوات بمجال تكنولوجيا المعلومات وفي ديسمبر2013 تعرض لحادث ضخم اسفر عن اصابات بالغة اوقفته عن العمل عدة أشهر, مما اصابه بقدر من الاكتئاب واحتاج أبو الحظ للتحدث مع طبيب نفسي, ولكن الأمر كان شبه مستحيل لعدم قدرته علي الخروج من المنزل وهنا كانت بداية مشروعه الرائد الذي تحول في غضون عامين إلي شركة تقدر ب13 مليون جنيه. تتلخص فكرة أبو الحظ في إنشاء منصة للطب النفسي, يستطيع من خلالها المريض أن يتواصل مع الطبيب في سرية تامة ومن دون الحاجة للتحرك من موقعه, كما أنه لا يتقيد بمواعيد العيادات الثابتة ويستطيع الوصول لطبيبه في الوقت الذي يناسبهما معا. بدأ المشروع بثلاثة أطباء وثلاثة موظفين ومع تطور الموقع والإقبال الكبير علي الخدمة, تضم منصته الآن57 طبيبا, وتقدم الاستشارات النفسية بالعربية والانجليزية والفرنسية والألمانية والأردية لعملاء من45 دولة. ويقول أبو الحظ: بالرغم من حاجة البعض الملحة للتوجه إلي المعالج النفسي إلا انهم يخشون الوصمة الاجتماعية ويفضلون السرية التامة وهو ما نقدمه في موقعنا بأشكال مختلفه منها إرسال الرسائل أو جلسات الفيديو مع الطبيب ويسعي أبو الحظ وفريقه الآن للتطوير المستمر للمنصة لجذب المزيد من الأطباء والعملاء. دراجة للتغلب علي الزحام وإنتاج الطاقة كانت نظرة عبد الرحمن سامح(23 سنة) وثمانية من زملائه بكلية الهندسة جامعة القاهرة لمشكلة الزحام المروري وتكدس وسائل المواصلات في العاصمة نظرة مختلفة..فعندما اطلعوا علي التقرير السنوي للبنك الدولي الصادر في2014 والذي ذكر فيه أن الأقتصاد المصري يحقق خسائر تقدر بنحو47 مليار جنية في العام بسبب الزحام, وعندما وضعوا نصب أعينهم حال المواصلات العامة وتكدسها حيث تصل نسبة اصحاب السيارات الخاصة ل14% فقط من السكان.. تبلورت فكرة تصميم وسيلة مواصلات تحقق التوفير والسرعة لأصحاب الدخول المتوسطة. ويقول عبد الرحمن: قررنا أن ننفذ الفكرة في البداية كمشروع للتخرج وأن تكون عبارة عن سيارة لفرد واحد تدمج بين القيادة والتبديل مثل الدراجة ولكن مع بدء التنفيذ وجدنا أن التكلفة مرتفعة جدا وتم تطوير الفكرة بالتعاون مع د.أحمد حزين الأستاذ بكلية الهندسة حتي توصلنا للشكل النهائي للمشروع وهو دراجة يمكن تشغيلها بأربعة نظم مختلفة حيث يمكن قيادة العجلة عن طريق توصيل موتور كهربي تقليدي يشحن بالكهرباء أو بالطاقة الشمسية أو بتحويل طاقة الحركة اثناء التبديل لطاقة كهربية تشحن البطارية أو بإعادة توليد الطاقة عن طريق الفرامل. ويقول:باختصار نقدم نظم تشغيل متنوعة لوسيلة مواصلات سهلة وخفيفة يمكن تشغيلها بعدة طرق تجمع بين الرياضة وإنتاج الطاقة المتجددة.