«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد ضبط شبكة دولية للاتجار فى الأعضاء
من يوقف استغلال الأطفال؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 08 - 12 - 2016

لاشك أن ضبط شبكة دولية كبرى للاتجار فى الأعضاء البشرية كشف النقاب عن خطر داهم يهدد المجتمع برمته خاصة الأطفال والنساء، حيث أكدت دراسة للمركز القومى للبحوث أنهم يمثلون 80% من ضحايا مثل هذه الجرائم ليس الاتجار فى الأعضاء البشرية فقط ولكن استغلال الأطفال فى أعمال أخرى كالتسول، مما دفع البرلمان إلى الاستعداد بمشروع قانون يطالب بإجراء تحليل «دى إن إيه» (DNA) للأطفال بحوزة المتسولين وتغليظ العقوبة للمختطف.
كانت تحقيقات نيابة قصر النيل قد كشفت عن عصابة تقودها سيدتان تقوم باختطاف الأطفال من ذويهم بالحدائق والمتنزهات والشوارع، ثم تقوم باستغلالهم فى التسول.. هذا ما طالعناه فى الصحف أخيرا، تحت عنوان «تفاصيل سقوط عصابة وسط البلد لخطف الأطفال»، تبعه خبر القبض على عصابة خطف أطفال فى حلوان بغرض طلب فدية، وثمة أخبار أخرى طالعناها فى الجرائد وعلى شاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية والأخطر ضبط أكبر شبكة دولية للاتجار فى البشر أول أمس، مما يتطلب من أجهزة الدولة أن تفكر فى حل يقف أمام تمدد تلك الجريمة.. السطور التالية تروى شهادات أسر غاب أطفالهم منذ سنوات ويؤكدون اختطافهم.
المشهد الأول
الثالثة عصرا، من قرية برديس فى سوهاج، حسام يخرج ليلعب مع ابن عمه فى أرضهم، فى تاريخ لن ينساه أهله ماحيوا، الأول من سبتمبر لعام 2014، لعبوا كما لن يلعبوا بعد، ثم عاد ابن العم دون حسام، فقد تم اختطافه، أهله بحثوا عنه فى كل مكان لم يجدوه، اتصلوا على هاتف حسام لكنه لم يرد، حتى تم إغلاقه، لتبدأ اتصالات من أرقام أخرى فى التواصل مع أهل حسام، الخاطف بدأ التفاوض بمليون جنيه فدية، والد حسام أخبره بأنه لايملك كل ذلك المبلغ، فخفض المبلغ ل 200 ألف جنيه، والد حسام أبلغ الشرطة بما حدث، وطلب من الخاطفين دليلا يؤكد وجود ابنه معهم، فألقوا تليفون حسام وشريحته تحت سيارة أمام منزل حسام، الشرطة استطاعت تتبع الهواتف والوصول للخاطفين، الخاطفون أبلغوا الأب أن حسام قتل، واخبروه بمكان الجثة، ذهبوا إلى حيث أخبروهم، فوجدوا جثة متحللة لطفل فى نفس عمر حسام يرتدى نفس الملابس التى كان يرتديها قبل اختفائه، أهل حسام لم يصدقوا أنها جثته، وطلبوا تحليل DNA، الذى نفى أنها جثته، ولكن الأب دفنها فى مقابر العائلة خشية ان يكون التحليل خاطئا، المستشار عز محامى حسام يقول ذهبت إلى المحامى العام لتحريك القضية واستطعنا الدفع بقرائن لإثبات جريمة الخطف على المتهمين حيث خفضت الجريمة من قتل لخطف بعد صدور تحليل ال DNA وصدر الحكم غيابيا على المتهمين الهاربين ب 10 سنوات سجنا لكل منهم باعتبارها جريمة خطف وغياب أثناء الخطف، المتهمون هاربون والجثة الموجودة بالمقابر الآن إذا لم تكن لحسام، فمن هذا الطفل المقتول الذى ألبسوه ملابسه؟، ومن قتله؟، وكيف أحضروا جثته وأبلغوا أهله بمكانها؟!
المشهد الثانى
الجمعة 20 مارس لعام 2015 .. أذان العصر يرفع فى ابشواى بالفيوم، عائلة عبد الرحمن خليل محمد تذهب لأداء الصلاة، عبد الرحمن عمره يومها 5 سنوات، الأب والعم يصليان، عبدالرحمن وابن عمه يلعبان حولهما على بوابة المسجد، «موتسيكل» يختطف عبدالرحمن ويهرب، صباح السبت دق هاتف الأب، الخاطفون يطلبون فدية، الأب أبلغ الشرطة، الخاطف اتصل متضجرا من إخبارهم الشرطة، قائلا:» إنتم بلغتم الشرطة؟.. الأهل حاولوا تطييب خاطر الخاطف ليرفق بابنهم، لكنه أغلق هاتفه وأرسل لهم رسالة هذا نصها: «أنتم بلغتم الشرطة، ماتدوروش على ابنكم تاني، لأنه اتقتل روحوا دوروا عليه فى مقابر دهشور»، الأب المفجوع فى ابنه ذهب ينبش الأرض بحثا عن عبد الرحمن أياما وأياما، ولم يجده، وتحريات الشرطه عن تليفون الخاطف لم تتوصل لشيء، التليفون الذى يتحدث منه الخاطف دون أى بيانات، ولم يجر الخاطف منه مكالمات أخري، لم يتصل بالأب بعد هذه المكالمة، الأب مازال يطبع ملصقات بصورة عبد الرحمن أملا فى العثور عليه.
هذه ليست نهاية مشاهد الأسى ولا قصص الفقد.. ففى كل محافظة حكايات حرمان من ولد، وأيام يكره فجرها الذين فجعوا باختفاء أولادهم، نحن فقط حاولنا سرد قليل من تلك المشاهد لتتضح الصورة كاملة، حيث حاولنا دعمها بالأرقام والإحصائيات ودراسات المختصين سعيا للتحقق من الأمر.
مصر دولة معبر
تؤكد د. ناهد رمزى مستشارة علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فى دراسة أجرتها، أن النساء والأطفال يمثلون 80 % من ضحايا الاتجار بالبشر، وتستغل النساء فى الدعارة والزواج بالمراسلة، فى حين تستغل الأطفال فى التصوير الإباحى او فى العمل القسرى وترويج المخدرات، وقد يختطفون للمشاركة فى الصراعات المسلحة، وتدر التجارة فى البشر أرباحا سنوية تصل إلى 32 مليار دولار، وتعد ثانى أكبر تجارة مربحة على مستوى العالم بعد المخدرات، كما تمثل ثالث أكبر تجارة غير مشروعة فى جميع دول العالم، والجريمة تتم بين ثلاث دول (دول مرسلة ودول مستقبلة ودول عبور)، وتعتبر مصر دولة معبر بسبب موقعها الجغرافي
وكان تقرير الكونجرس الأمريكى الخاص بقانون حماية ضحايا المتاجرة قد أفاد إنه تجرى المتاجرة سنويا بما لايقل عن 700 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، بينما تشير تقديرات منظمة العمل الدولية (ilo) إلى حجم الاتجار فى البشر بمليونى شخص يتم الاتجار بهم عبر الحدود سنويا أغلبهم من النساء والأطفال، ويقدر صندوق الأمم المتحدة للطفل «uniaf» عدد الأطفال تحت سن ثمانى عشرة سنة المتورطين بالاتجار بالبشر سنويا بغرض العمالة الرخيصة بمليون ونصف مليون طفل سنويا .
الاحتيال والخداع
وفى دراسة رصد فيها د. مصطفى شحاته الجريمة التى تحترفها منظمات إجرامية ومافيا عالمية، أشهر تلك المنظمات الضالعة فى هذا النشاط هى المافيا الصقلية والمافيا الروسية و«أكوزا» اليابانية والجماعتان الكولومبيتان للمخدرات و«الكامورا» النابولية و«الكوزا نوسترا» الأمريكية.
كما يرى توجيه عناية إلى النص على استخدام وسيلة الحواجز أو الستار أو الدوائر التليفزيونية المغلقة أثناء التحقيق والمحاكم فى الحالات التى يخشى منها على حياة الضحية، وتقرر ذلك لجنة مشكلة من مساعد النائب العام ونائب مصلحة الأمن العام ونائب رئيس اللجنة التنسيقية لمكافحة الاتجار بالبشر أسوة بما هو متبع فى القانونين الانجليزى والامريكي، بالإضافة الى أهمية تبادل المعلومات حول الاساليب التى تستعملها تلك المنظمات الاجرامية، بما فى ذلك تجنيد الضحايا وطرق نقلهم عبر الدروب والصلات والتدابير بين الافراد والجماعات الضالعة فى ذلك النشاط، وتوفير التدريب بين الدول لموظفى إنفاذ القانون وموظفى الهجرة لمنع الاتجار وملاحقة المتاجرين وحماية الضحايا والتعاون مع المنظمات الأهلية والمجتمع المدنى واتخاذ تدابير حدودية من شأنها تعزيز الضوابط والتعاون فى أجهزة المراقبة على الحدود، وإنشاء قنوات مباشرة للاتصال دون الإخلال بالاتفاقيات الدولية، وأن تراعى الدولة أن تكون وثائق السفر أو الهوية التى تصدرها من نوعية تصعب معها اساءة الاستعمال أو التزوير أو التقليد أو استصدارها بطرق غير شرعية.
الحماية الجنائية مطمع
أحمد مصيلحى رئيس شبكة الدفاع عن الطفل بنقابة المحامين يقول: ليست لدينا إحصائيات مدققة فى مصر ترصد عدد الأطفال ولا عدد الأحكام الصادرة فى قضايا خطف، والأطفال يشكلون مطمعا للبعض بسبب الحماية الجنائية للطفل التى بمقتضاها يتلقى الطفل عقوبات مخففة ومن ثم يتم استغلالهم فى تجارة المخدرات والجنس مستشهدا بتقرير شبكة «سى إن إن» الأمريكية الذى أشار إلى استخدام الأطفال المصريين فى تجارة المخدرات والجنس فى روما.
وثائق لا تحمي
ويقول مصيلحى إن شهادة الميلاد المصرية فقيرة جدا فهى عبارة عن ورقة لا قيمة لها، فى حين أن دولا أخرى تمنح كل شهادة ميلاد باركود خاصا بها، أو بصمة إلكترونية موجودة على بيان الولادة وشهادة الميلاد، هذا الباركود يستطيع الإفراج عن كل البيانات المتعلقة بالطفل ووالديه، فلا يمكن تزوير الشهادة أو استخدامها لغير صاحبها، وكذلك تقوم الدول الفقيرة بتفعيل بصمة القدم الخاصة بالطفل على شهادة الميلاد، حتى إذ ما ادعى أحد كذبا بنوة طفل ليس له، تقوم الجهات بمطابقة البصمة للتأكد من ذلك، ويمكننا تحديث شهادات الميلاد المصرية، فهناك شركات دولية كثيرة تستطيع تنفيذ ذلك إذا تعاقدنا معها فهى مسألة مهمه جدا، فقد شهد حالة خلال عمله، قيام الخاطف باستخراج شهادة ميلاد للطفلة المختطفة، وتقديمها للنيابة، فأخذ الطفلة وخرج، غير أن والد الطفلة الحقيقى طلب إجراء تحليل DNA، ولولا ذلك التحليل لما تم إنقاذ الطفلة، وهو ما يستدعى ليس تطوير شهادة الميلاد فقط، ولكن جواز السفر أيضا، والذى يمكن استخراجه لأى طفل بشهادة ميلاد لطفل آخر فى نفس السن.
ويستطرد مصيلحى قائلا: أنا أستطيع أن استخرج جواز سفر لطفل فى نفس عمر ابنى بشهادة ميلاد ابنى وصور الطفل الذى سوف أقوم بتسفيره للخارج، وبعد أن أقوم ببيعه أعود دون ان يسألنى احد عن الطفل الذى سافر معي، أين تركته، لأنه ابنى بالتزوير.
ويحمل مصيلحى المجتمع المسئولية الأخلاقية عن الإبلاغ عن أى متسولة تحمل طفلا على خط نجدة الطفل 16000، كما يحمل البرلمان مسئولية مراقبة الحكومة فى حماية الطفل، وتفعيل لجان عامة وفرعية فى المحافظات لحمايته، وسؤال وزير التنمية المحلية عن تشكيل لجان الحماية الخاصة به فى كل محافظة والتى يفترض أن تقوم بالتواصل مع والد الطفل لإنقاذ ابنه المختطف قبل تهريبه خارج البلاد.
للتضامن الاجتماعي دور
ويعدد رامى الجبالى مهندس ومؤسس صفحة «أطفال مفقودة» على موقع «فيسبوك» أسباب الخطف، قائلا إنه يكون بغرض طلب فدية أو تجارة أعضاء أو تجارة مخدرات وأحيانا بغرض التسول أو التبني، حيث تزداد معدلات الخطف لهذين الغرضين فى مصر، وهناك عدد كبير من الأطفال داخل دور رعاية، ربما يكونوا تاهوا من آبائهم أو اختطفوا منذ فترة وتم التسول بهم وألقى القبض عليهم وأودعوا هذه الدور، وكان من الممكن توصيلهم إلى أسرهم، فقط تقوم الدور بتصوير الأطفال الذين يأتون إليها ونشر ملابسات العثور عليهم، فى التليفزيون أو فى الجرائد أو بإرسالها إلى الداخلية بحيث تكون لدى الداخلية قاعدة بيانات بجميع الأطفال الذين عثر عليهم وأودعوا دور رعاية، وربطها بمحاضر التغيب التى يحررها المواطنون وإطلاعهم عليها، وبإمكان مؤسسات المجتمع المدنى المساعدة فى ذلك، غير أن التضامن الاجتماعى تتعنت، فدور الرعاية ترفض تصوير الأطفال بحجة أن ذلك يعد تشهيرا بهم.
إخطار للاحتيال
ويفجر الجبالى مفاجأة قائلا إن إخطار المستشفي، يختم فقط بختمه، ويشير إلى أن فلانة أنجبت لدينا، ثم يذهب إلى مكتب الصحة، وهنا يجب أن نتساءل ماذا لو أصدر الموظف بالمستشفى هذا الإخطار وتمت كتابة أطفال مختطفين من حضانات باسم حامل الإخطار هذا، خاصة وأنه فى الصعيد والقرى النائية يصدر ذلك الإخطار من الطبيب وأحيانا من سكرتير الطبيب، وهو ما يتطلب من الدولة اتخاذ تدابير احترازية أكثر قدرة على مواجهة الاحتيال والتحايل.
وأضاف أن العقوبات التى يتلقاها الخاطف غير رادعة وتحتاج لتغليظ، فهناك حالة لسيدة قامت باختطاف 20 طفلا، وألقى القبض عليها، وحكم عليها ب 7 سنوات سجن، فيما تعتبر عقوبة التسول هى الأكثر دهشة، فالمتسول يدفع غرامة مالية لا تتجاوز ال 100 جنيه فى حالة التسول، فى حين أننى _الجبالى _ كنت من خلال عملى التطوعى فى نشر صور المتسولين والتحدث إليهم لمعرفة قصصهم، لم نسلم يوما متسولا للشرطة إلا وكان معه مالا يقل عن 1000 جنيه إيراد يوميا، وعرفت أن المتسولة تقوم باستئجار أطفال للتسول يوميا، كما أن إيراد الطفل الواحد مع المتسولة يزيد على 200 جنيه يوميا بخلاف إيرادها هي.
شهران حبسا!
فيما يشرح أحمد وهدان خبير أول بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والذى ينص على أنه: «يتم إنذار والد الطفل فى المرة الأولى لتسول طفله عن طريق نيابة الأحداث، وفى حال جاء الطفل بجريمة تسول جديدة فإن ولى الأمر الذى سبق إنذاره يتعرض لتوقيع العقوبة التى جاء بها نص المادة 113 من قانون الطفل وهى الغرامة التى لاتتجاوز مائة جنيه». وفى حال القبض على الطفل فى قضية تسول مجددا بعد الإنذار، يطبق قانون التسول رقم 49 لسنة 1993 وتقدم الأوراق لمحكمة الأحداث بوصف الطفل يتعرض للانحراف، فيما يعاقب القانون استخدام طفل فى التسول بقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 وفقا للمادة 116 منه ، بالحبس لمدة 5 سنوات.
معركة البرلمان
وأبدت النائبة هبة هجرس وكيلة لجنة التضامن بالبرلمان تخوفها من قصص الخطف المنتشرة، وما يترتب عليها من اتجار بالأعضاء أو القتل، أوحتى التبني، مشيرة إلى أننا بحاجة إلى حل غير مكلف، ومقترح البصمة والصور حلول غير عملية، واقترحت إجراء تحليل DNA إجبارى للأطفال بحوزة المتسولين، على أن يقوم آباء الأطفال المختطفين أيضا بإجراء التحليل وتقوم الداخلية بمطابقتها، معتبرة أن وضع صورة للطفل فى شهادة الميلاد حل غير عملى لأنه سيحتاج إلى تغيير الصورة كل عام لتغير شكل الطفل وهى تأمل فى موافقة البرلمان على هذا المقترح الذى تعده.
أما النائب محمد أبو حامد عضو لجنة التضامن وشئون الأسرة فقد أعد مشروعا لتغليظ عقوبة الخطف للإعدام، قائلا إن جريمة اختطاف الأطفال والسيدات يجب أن تكون عقوبتها الإعدام لردع الخاطف ومكافحة الجريمة. وأشار إلى أن هناك تقارير دولية تؤكد ارتفاع معدلات الخطف بغرض الاتجار بالبشر، وهو ما يتطلب بذل الجهود المتضافرة للتصدى لتلك الظاهرة، وأعلنت عن هذا المقترح فى اليوم الأخير لدورة الانعقاد الأولي.
المستشفيات الكبيرة
وفى مصر .. كشفت دراسة عن حالة أطراف دورة الاتجار فى الأعضاء البشرية، أجراها د. عبدالباسط عبدالمعطى أستاذ علم الاجتماع، بالتعاون مع د. محمد سيد أحمد مدرس علم الاجتماع، عن أن عملية الاتجار تبدأ من عيادة طبيب كبير متخصص، والوسطاء قد يكونون معمل تحاليل طبية، أو احد أعضاء هيئة التمريض، ويتفق المشترى مع الطبيب على التكاليف الكاملة لإجراء العملية، ويقوم هذا الطبيب بالتفاوض على ثمن العضو مع الوسيط ويقوم كذلك بتسهيل الإجراءات مع المستشفي، فى حين تعتبر معامل التحاليل هى المطبخ الذى يتم فيه إعداد البائع حيث يجب أن تتوافق فصائل الدم والأنسجة بعد سحب العينات من الأنسجة لضمان تطابقها أولا.
ويشير عبدالمعطى إلى أن المستشفيات الكبيرة تتحايل على النقابة وتخبرهم بأن البائع متبرع، وفى الأغلب لاتخبر أحدا اعتمادا على سمعتها فى عدم اقتراب أحد للتفتيش، والمستشفيات الصغرى تجرى العملية بشكل سرى ولاتثبت فى دفاتر المستشفى إجراء مثل تلك الجراحات، وأن بعض الأطباء يصطادون بعض المرضي، الذين يذهبون إليهم يشكون ألما، فينصحه الطبيب بإجراء تحاليل وأشعات وفحوصات ثم يخبره إنه فى حاجة لإجراء جراحة لعلاج العضو الذى يشكو منه، ثم يوهمه بأنه يعانى من أورام يجب استئصالها، فيدخل إلى غرفة العمليات وتتم سرقة العضو منه، دون أن يدرى ويدفع المسروق ثمن الجراحة أيضا، وغالبا ماتتم العملية فى مستشفى خاص صغير يقنع الطبيب المريض بضرورة إجرائها فيها وغالبا لا تنكشف عملية السرقة، ففى الغالب تحفظ قضايا سرقة الأعضاء لصعوبة إثباتها، حيث يتقدم المسروق ببلاغ إلى الشرطة ثم يتم تحويله للنيابة ومن ثم تحويله للطب الشرعى لإثبات حالته ثم استدعاء الطبيب السارق وغالبا تحفظ القضية من قبل النيابة لعدم كفاية الأدلة.
إقرار التبرع فى القسم
بينما يجزم د. أسامة عبدالحى وكيل نقابة الأطباء بأن عمليات الخطف بغرض سرقة الأعضاء يصعب حدوثها فى مصر، لأنها تحتاج لتقنيات غير موجودة لدينا، قائلا عملت من قبل فى ألمانيا ورأيت كثيرا من عمليات زراعة الأعضاء، وأؤكد أن نقل عضو من طفل لآخر يحتاج لتحاليل وفحوص فى معامل كبيرة، كما أن عضو الكلى لا يعيش أكثر من 24 ساعة بعد النزع ويجب أن ينقل خلال تلك الفترة بعد غسله، فى حين تنتهى حياة الكبد خلال 8 ساعات إذا لم ينقل بعدها.

مصدر أمنى : بعض البلاغات «وهمية» وأخرى تكشف جرائم الاتجار
أكد مصدر أمنى أن وزارة الداخلية لا تألو جهدا فى ملاحقة العناصر الاجرامية ، كما تواصل الوزارة جهودها لمتابعة كافة البلاغات الخاصة بحوادث الخطف ومتابعة ما ينشر من بلاغات على وسائل التواصل الاجتماعي ٬وصرح المصدر بأنه يتم رصد ومتابعة كافة البلاغات والصور التى تنشر على صفحات التواصل الاجتماعى للتأكد من صحة البلاغات، والتواصل مع أصحابها حتى يتبين صحتها أو عدم صحتها حيث يتبين بعد التحريات آن آغلبها وهمية .
وعن ظاهرة التسول بالأطفال أوضح أنه يتم التعامل مع هذه الظاهرة بالقبض على المتسولين والتحرى عن هؤلاء الأطفال ، وعن حمل بعض المتسولين لشهادات ميلاد أطفال فى محاولة للتحايل على القانون ، قال:" لا نكتفى بحمل المتسول لشهادة ميلاد الطفل ، ولكن تتحرى المباحث فى العنوان المذكور كمحل إقامة للمتهم عن هذه البيانات "
وقال إنه خلال الشهور الماضية تابعت مديريات الأمن على مستوى الجمهورية العديد من البلاغات ، وعلى سبيل المثال رصدت مديرية أمن الأسكندرية تداول العديد من صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" خبرا يفيد بخطف ثلاث فتيات ونشر صورهن بعنوان "انقدوا بنات الإسكندرية" تبين أن الأولى طالبة سن 17 مقيمه بدائرة قسم ثان الرمل وغير مبلغ بغيابها ، وبسؤالها قررت تضررها من نشر هذا الخبر ، ووضع رقم تليفون شقيقتها ، مما تسبب لها وأهلها بالإزعاج ، وطلبت تحرير محضر بالواقعة.
وتبين أن الثانية ربة منزل عمرها 22 سنة ، مقيمة بدائرة قسم ثان المنتزه، ولم يبلغ بغيابها، وبسؤال زوج والدتها قرر أنه توجد خلافات بينه وبين زوجته وأن الأخيرة وابنتها تقيمان حاليا بمدينة القاهرة .
كما تبين أن الثالثة مدرسة عمرها 23 سنة مقيمة بدائرة قسم ثان الرمل، وبسؤال والدها قرر تغيبها عن المسكن وحرر محضرا بغيابها، وأبلغ عن ورود اتصال تليفونى من شخص "حدد رقمه" ابلغه أن ابنته المنشور صورها بتلك الصفحات متواجدة بمنطقة الحسين بالقاهرة وأرسل أربع صور لها بدون حجاب خلال جلوسها على مقهى .
وفى مديرية أمن الشرقية تلقى مركز بلبيس بلاغا من طالب من أصل مصرى ويحمل الجنسية الايطالية عمره 20 سنة بفيد بورود رسالة نصية له على تليفونه المحمول من تليفون المتغيب مفادها انه تم اختطافه وطلب فدية ، وتوصلت التحريات إلى تردد المختطف على بعض أصدقائه "ثلاثة طلاب" سن 18 مقيمين بمدينة العاشر فى وقت لاحق للإبلاغ باختطافه وادعائه لهم باختلافه مع أهليته وتركه المنزل بإرادته ، وبضبطهم اعترفوا وأسفرت الجهود عن تحديد مكان تواجده بنادى الرواد الاجتماعى بمدينة العاشر من رمضان ، وضبط حال تواجده بالنادى واعترف باختلاقه الواقعة للحصول من والده على مبالغ مالية لتعرضه لضغوط نفسية من والده لأنه متعثر فى دراسته.
وفى القاهرة تبلغ لقسم السيدة زينب من بائعة متجولة سن 36 مقيمة بدائرة قسم المعصرة أنه حال تواجدها بمنطقة المدبح وبرفقتها ابنتها - طفله عمرها عامان -تركتها رفقة بائعة متجولة لا تعرف بياناتها ، وتوجهت لقضاء حاجتها، وعقب عودتها اكتشفت اختفاء البائعة وابنتها ، وتوصلت التحريات لتحديد البائعة المبلغ ضدها ، سن 29 مقيمة دائرة قسم الجيزة وبتقنين الإجراءات ضبطت وبصحبتها الطفلة واعترفت وقررت أنها متزوجة منذ عامين ورزقت بطفلة وانفصلت عن زوجها عقب ولادتها بشهر ، ومنذ ستة أشهر قامت ببيع ابنتها لاحدى السيدات بمنطقة مقابر اليهود مقابل مبلغ 300 جنيه ، ونظرا لكونها فى مرحلة الصلح والعودة لمطلقها خططت لاختطاف المجنى عليها لإيهامه بأنها ابنته .
وفى المنوفية , تبلغ لمركز قويسنا من ربة منزل عراقية سن 36 متزوجة من مصرى قام مجهولون باختطافها وأصيبت بإغماء وعقب إفاقتها اكتشفت وجود آثار عملية جراحية بجسدها ، واستقلت سيارة أجرة من موقف شبرا الخيمة وعادت لمسكنها وبإعادة مناقشتها قررت أنها تمر وأسرتها بضائقة مالية واتفاقها على بيع كليتها مقابل 25 ألف جنيه وانتهت من بيع كليتها وقامت بتقديم البلاغ.
وفى الغربية تبلغ لقسم المحلة من سيدة أنها متزوجة من عامل عقيم وأنه قام بشراء ثلاثة أطفال وقيدهم باسمه وبعد فترة قام بضربها وطردها بالأطفال ، وانه حصل عليهم بمساعدة ممرضة وطبيب مقابل مبالغ مالية ، وتبين أن الطبيب يقوم ببيع الأطفال نتاج الحمل السفاح ، وفى الوقت نفسه تقدم عامل ببلاغ إلى قسم طنطا يفيد بأنه توجه هو وزوجته الحامل فى طفلين لنفس الطبيب لإجراء عملية الولادة ولكنه أبلغه بوفاة احد الطفلين ورفض تسليم جثته لدفنها ، وأن العامل يشك فى أن احد الأطفال الثلاثة الذين تم بيعهم هو ابنه وطالب باجراء تحليل "DNA " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.