خطف الأطفال من أبشع الجرائم التي زاد انتشارها مؤخرًا بصورة كبيرة ويذهب ضحيتها الأطفال الأبرياء، و أصبحت تزداد يوماً بعد يوم، مع اختلاف الأساليب والأسباب. وقامت «بوابة أخبار اليوم » برصد هذه الجريمة سواء الطرق المتبعة للخطف ودور مواقع التواصل الاجتماعي ورأي وزارة الداخلية. ورصد المجلس القومي للطفولة والأمومة، في التقرير الصادر عنه في الفترة بين يناير ٢٠١٣ إلى مارس ٢٠١٤، عدد إجمالي ٦١٢ حالة اختطاف واختفاء أطفال بأسباب مختلفة، منها حالات اختطاف أسرية، تمت من قبل أحد الوالدين، أو استئجار أم تشكيلا إجراميًا، ومنها حالات ابتزاز لطلب فدية من الآباء. وبدأت بلاغات خطف الأطفال في الارتفاع على خط نجدة الطفل بداية من عام 2014 وحتى النصف الأول من عام 2015 ليبلغ متوسطها 14 بلاغًا شهرياً، وبلغت نسبة بلاغات خطف الأطفال بشكل جنائي 50.6 % من أجمالي البلاغات الواردة، بينما انخفضت نسبة خطف الأطفال كطرف في النزاع الأسري لتصل إلى 49.4% من البلاغات الواردة. من الموالد إلى المطارات كان الخطف قديماً يتم في الموالد أو زحمة الشوارع والحدائق وكانت لأسباب التسول أو بيع الطفل لأحد الأغنياء الذين لم ينجبوا أبناء أو لطلب فدية مالية أو خلافات عائلية، وكان هناك احتمال عودة الطفل لأهله مرة أخرى في حالة دفع الفدية أو قتله إذا لم يقوموا بالدفع. أما الآن وبالأخص بعد ثورة يناير 2011 ووجود حالات الانفلات الأمني وغياب الشرطة التي لم تتعاف كاملة حتى الآن، لم تصبح جرائم الخطف للتسول أو الفدية بل أصبحت أيضاً للمتاجرة وبيع الأعضاء داخل مصر وخارجها، عن طريق تهريب الأطفال عبر المطارات بجوازات سفر مزورة. كما تطورت أيضًا أساليب الخطف، باستخدام التكنولوجيا الحديثة سواء في المصايف أو المولات في حين انشغال الأم لمجرد ثواني معدودة، يقوم الخاطف بشد انتباه الطفل بموبايل أو تابلت حتى يقترب منه وفي لحظة يتم اختفاء الطفل، أو يتم خطف الطفل من يده والده أو والدته ووضعه بسرعة البرق في سيارة مستعدة للانطلاق. حملات توعية على موقعي فيسبوك وتويتر قضية خطف الأطفال أصبحت أكثر القضايا تداولًا على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث قام مجموعة من الأهالي بتدشين صفحات لنشر صور الأبناء المختطفين ومعلومات عنهم مثل الصورة والاسم و تاريخ الاختفاء لعل أحد الأشخاص يعثر عليه، وبالفعل قام بعض الأشخاص بتصوير أطفال مع المتسولين ونشر صورهم وأماكنهم على مواقع التواصل بأمل عثور أهل الطفل عليه، ومن هذه الصفحات : صفحة "أطفال مفقودة"، وهدفها نشر صور الأطفال المختطفين والمفقودين في العالم العربي، وأخرى باسم " أطفالنا خط أحمر..الإعدام لخاطفي الأطفال" وغيرهم من الصفحات. وعلى الجانب الأخر قام نشطاء آخرين بتدشين صفحة "مشروع الرقم القومي للطفل لمواجهة ظاهرة خطف الأطفال"، مطالبين فيها الحكومة بعمل بطاقات رقم قومي لجميع الأطفال أسوه بالمواطنين البالغين على أن يتم تجديد هذه البطاقات "فترة سنة إلى 4 سنوات أو على حسب الإمكانية" بموجب جميع الأوراق الرسمية للطفل "شهادة الميلاد الأصلية، صورة قسيمه زواج الأب والأم، إلى أخره" على أن تكون البطاقة المستخرجة ملحقه بصوره للأم أو للأب أو كلاهما بالإضافة لصوره للطفل وبصمة قدم الطفل على شهادة ميلاده وذلك لتحري أقصى درجات الأمان لأطفالنا، ومنع أي شخص من خطف الطفل والسفر به خارج البلاد. كما طالبوا أيضاً من رجال الشرطة بضرورة التفتيش والتشديد على بطاقات الأطفال بشكل دوري من خلال الأكمنة الثابتة أو من خلال توسيع دائرة الاشتباه حيث يجب الاحتفاظ بها مع الشخص المصاحب للطفل (أيا ما كان) وتقديمها عند الطلب. نصائح "الداخلية" وقال الخبير الأمني اللواء أشرف أمين: "لم أذكر أنني شهدت جريمة خطف في الثمانينات، أما اليوم تعد جريمة خطف طفل من الكبائر، لأنها تهز كيان أسرة بأكملها، وخطف الأطفال يكون في الغالب أما للتسول أو للاتجار بالبشر، لذلك فيجب إصدار قانون بالقبض على أي متسول معه طفل في الحال وإجراء تحليل DNA لإثبات النسب الحقيقي له، وذلك سيقضي تماما على قضية التسول بالأطفال. وأضاف: "لابد من أخذ بصمة للطفل على شهادة ميلاده لمنع خطفه والهرب به خارج البلاد عبر المنافذ الشرعية"، موضحًا أن محافظاتالقاهرة، والإسكندرية، والدقهلية أكثر المناطق بها نسب عالية من الخطف، لذلك تحتاج لتوعية الأهالي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، ويجب على الأمن مراقبة جيدًا التشكيلات العصابية التي تقوم بالخطف. وذكر: "أتمني من الدولة إصدار تشريعات وقوانين صارمة لمحاربة هذه الجريمة، كما يجب مراقبة دور الدراما المصرية ووسائل الإعلام لمنع الإدمان والقتل والخطف". أما اللواء محمد نور مساعد الوزير بالمنيا فرأى أن خطف الأطفال كان موجودا بنسبة ضئيلة قديمًا للمرأة التي لم تنجب، فتقوم بخطف أي طفل حديثي الولادة، أو شراءه إذا كانت والدته تحتاج للمال، أو بغرض التسول. ولكن أثناء الانفلات الأمني وقت ثورة 25 يناير، زادت الظاهرة في الانتشار والتفشي وأصبحت خطف أطفال ونساء وأيضًا رجال وطلب الفدية من الأهالي، ووجد الخاطفون أن العملية مربحة والخوف يسيطر على الناس من أن يصيب المخطوف بسوء، ولكن بدء الأمن الآن في حالة تعافي ويعمل جهود كبيرة في رجوع الأطفال لأهلها. واعتبر اللواء نور أن حملات "فيسبوك" سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من الجانب الإيجابي للموقع في التعرف على الأطفال المشتبه فيهم، إلا أنه يثير الذعر والخوف بين الناس بسبب كثرة الصور والبلاغات التي تبين انعدام الأمان تماماَ.