خرج المؤتمر الثانى لقسم اللغة العربية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، والذى عقد تحت عنوان: "الاستشراق والثقافة العربية بين الأيديولوجيا والإنجاز المعرفى"، خرج بعدة توصيات أكدت أهمية التوسع فى ترجمة ما يكتبه الأجانب، خاصة المستشرقين، عن العالم العربى والحضارات الشرقية، وتعميم تدريس كتابات المستشرقين فى الجامعات المصرية. كما أكد ضرورة ترجمة ما نكتبه عن الحضارات العربية والشرقية إلى اللغات الأجنبية، وتوزيع تلك الترجمات من خلال الهيئة العامة للاستعلامات والملحقيات الثقافية بالخارج، إلى جانب عقد ندوات ثقافية دورية لتوعية الطلاب بحركة الاستشراق. وأوصى المؤتمر، الذى استمرت أعماله ثلاثة أيام وشارك فيه العديد من الباحثين العرب والأجانب، بإنشاء مركز بحثى بكلية الألسن يُعنى بدراسة حركة الاستشراق، ووحدات إلكترونية خاصة بالجامعات لمتابعة ما يكتبه الغرب، ومشروع موسوعة عربية فى كلية الألسن للاستشراق يتم تحديثها بشكل دورى. كانت رؤى الباحثين المشاركين فى المؤتمر قد تباينت حول قضية الاستشراق؛ حيث رأى عدد كبير من الباحثين أن أسباب اهتمام المستشرقين بدراسة التراث العربى تكمن فى سعيهم الدءوب إلى معرفة الخلفية التاريخية والتراثية لشعوب المنطقة، بينما فى المقابل رأى البعض الآخر أن الاستشراق يعد فى جوهره ظاهرة استعمارية تهدف إلى تحليل العقلية العربية وتشكيل العقلية الشرقية. كذلك فقد رأى بعض المشاركين أن هناك دوافع كامنة وراء مشاريع الترجمة العملاقة التى تنقل أمهات الكتب العربية إلى العبرية بشكل غير صحيح من أجل خدمة المصالح الصهيونية فى المنطقة العربية. كان افتتاح المؤتمر قد شهد طرح العديد من القضايا المهمة الخاصة بالاستشراق، والدراسات الاستشراقية المتنوعة المتصلة بالثقافة والسياسة والحياة الاجتماعية العربية، ووضعها تحت مجهر البحث العلمى المحايد لتجاوز الإشكالية الراهنة أمام العقل العربى والرؤية الملتبسة لنشاط المستشرقين، وأهمية الحوار الحضارى والثقافى بين العالم فى مثل هذه المؤتمرات، ودور الاستشراق فى نشر الثقافة العربية فى أوروبا والعالم. وتحدثت د. نجوى كامل عن الترجمات الإيطالية لمعانى القرآن الكريم، خاصة ترجمة فديريكو بيرونى التى ترجمها فى محاولة منه لتقريب المفاهيم الإسلامية من القارئ الإيطالى الذى ظل متشبعاً بثقافته الموروثة التى تحمل للإسلام الكثير من الكراهية والأحكام المغلوطة. وعن التفاعل الحضارى بين الثقافتين العربية والإيطالية فى الأدب، وتحدث د. إسلام فوزى عيسى عن ترجمة شعر نزار قبانى إلى الإيطالية وكيف استطاع المترجم اختيار أدوات وأسلوب تجعله يجد البدائل الإيقاعية والتصويرية المختلفة التى تحمل رؤية نزار لقارئ آخر من ثقافة مختلفة. ثم تحدثت د. أميمة خشبة عن كيفية تأثير ترجمة نجيب محفوظ لجيمس بيكى على اهتمامه بالتاريخ بعد ذلك فى أدبه، أما عن ترجمة رواية عزازيل إلى اللغة الروسية فتحدث د. محمد الجبالى عن المراحل التى أخذتها الرواية حتى خرجت ترجمتها للنور عام 2013، وكانت ضمن أهم عشرة كُتب مرشحة للقراءة فى ذلك الوقت.