الخبر ليس أن يعض الكلب إنسانا بالمفهوم الغربي الرأسمالي ولكن بالمفهوم المصري الجديد أن يقتله وينهي حياته ويحيله إلي جثة هامدة لا حراك لها .. فوضي الكلاب الضالة والمسعورة وخطرها الداهم علي الطرق جرت إضافتها إلي سلسلة المخاطر الأخري في الشارع المصري مثل الاختطاف والعنف وممارسة البلطجة والسرقات. هذه المرة دفع يوسف محمد يوسف التلميذ بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة جديلة الإعدادية بالمنصورة عمره نتيجة هجمة شرسة من الكلاب الضالة عليه أثناء العودة من المدرسة في مشهد مأساوي أذهل أبناء المنطقة. يوسف لن يتمكن من اللعب والخروج إلي الشارع المسعور بعد الآن، ولن يستطيع إكمال دراسته وتحقيق حلم أبيه العامل البسيط الذي بني قصورا من الآمال المعقودة علي يوسف وإخوته الثلاثة الصغار. ذات ظهيرة حارقة قست فيها الشمس علي رأس الطفل المسكين وبينما كان يجري فرحا إلي منزله لأنه أجاب كل الأسئلة في امتحانات « الميدتيرم «ودفعه حماسه أن ينسلخ بعيدا عن زملائه في الشارع ليواجه جسده النحيل هجوما ضاريا من مجموعة من الكلاب كانت تتربص بزاوية من أحد الشوارع الجانبية، استطاع أحد الكلاب أن يقضم يد الطفل ويمزق ملابسه وسط صراخه المدوي وحينما انتبه المارة وهجموا علي الكلب كان الطفل ينزف من يده اليمني دما . يقول محمد يوسف والد الطفل 46 سنة: إنه بعد أن عرف بعضة الكلب نقل ابنه بسرعة إلي المستشفي وتلقي العلاج اللازم وتم التصريح له بالخروج واعتقدنا أن الطفل حالته تحسنت وأنه شفي تماما لكن بعد عدة أيام ساءت حالته الصحية فقمت بنقله إلي المستشفي مرة أخري إلا أنه فارق الحياة وأنا لا أتهم أحدا بالتسبب في ذلك. كان اللواء مصطفي النمر مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، قد تلقي إخطارا من اللواء مجدي القمري، مدير المباحث الجنائية، بوفاة الطفل يوسف فانتقل الرائد محمد مطر رئيس المباحث إلي المستشفي لكشف غموض الحادث . وأكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة عقر كلب أدي إلي تسمم والتهاب بالمخ وامر مدير أمن الدقهلية بالتنسيق مع مديرية الطب البيطري لعمل حملة لتطهير المنطقة التي وقع بها الحادث من الكلاب، بعد ان تعددت شكاوي الاهالي من انتشار الكلاب المسعورة في الشوارع وعقرها العشرات من الأطفال في الشوارع.