نجح تنظيم الإخوان في دفع مؤسسة الدكتور محمد مرسي لكسب معركة الرئاسة علي حساب منافسه الفريق أحمد شفيق في أول انتخابات حقيقية تشهدها مصر لانتخاب رئيسها فأهلا بالرئيس. وأسجل هذه الملاحظات: أولا: لم تكن الانتخابات متطهرة تماما من عمليات التزوير لكنها لم تكن في الوقت نفسه صورية, كما تعودنا علي مر السنوات منذ كانت الانتخابات قبل ثورة يناير. ثانيا: تعد الانتخابات نجاحا يسجل للمجلس العسكري, ولأجهزة الأمن ليس فقط بسبب سيطرتهما علي الأمن بقدر الإمكان, وإنما لوقوفهما في المعركة علي الحياد, فحسب النظرية التي سادت, كان التصور أن المجلس العسكري يميل إلي الفريق شفيق الذي يفضل المجلس لو كان هو الذي سيسلمه السلطة ولهذا الظن ارتفعت صرخات الإخوان بالتحذيرات من عمليات التزوير التي ستقع بينما الذي عرفناه أن هناك008 ألف ورقة تصويت كانت مطبوعة لحساب مرسي. ثالثا: علي عكس التوقعات ودعوات المقاطعة فقد جاء عدد الذين اشتركوا في التصويت أكثر من الذين اشتركوا في الجولة الأولي رغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال يومي الانتخاب, وهذا مؤشر إيجابي يوضح البطل الحقيقي للمعركة وهو الناخب. رابعا: لم يكتسح مرسي الانتخابات, كما حسب الإخوان عندما جمعوا الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأولي علي أصوات صباحي وأبو الفتوح, وأكدوا استحالة اقتراب شفيق من مرشحهم, وجاءت نتيجة المعركة متقاربة فقد حصل مرسي علي نحو31 مليونا مقابل نحو21 مليونا حصل عليها شفيق. خامسا: بينما تؤكد الأصوات التي حصل عليها شفيق في معظمها إن لم يكن كلها رفض أصحابها أفكار الجماعة, فقد جاءت أصوات مرسي معبرة عن تنظيم السمع والطاعة للجماعة, والرافضون لشفيق باعتباره من النظام القديم أو لأنه عسكري, وكذلك الذين اعتقدوا أن مرسي أقرب إلي الثورة, خاصة أنهم لم يسمعوا كلمة من شفيق تؤكد أنه معترف بالثورة وحريص عليها. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر